انداليثيو الفاريث من&باريس: بات المحامون التونسيون الذين يتعرضون لكل اشكال المضايقات يشكلون رمزا لمعركة الدفاع عن حقوق الانسان في تونس التي يزورها الرئيس الفرنسي جاك شيراك مطلع كانون الاول/ديسمبر.
وكان رئيس مجلس نقابة المحامين التونسيين بشير السيد في باريس في عطلة نهاية هذا الاسبوع للتنديد بالتجاوزات في مجال الحق في الدفاع، فيما تنفذ المحامية راضية النصراوي اضرابا عن الطعام منذ اكثر من خمسة اسابيع في العاصمة التونسية.
وقال بشير السيد الذي يتعرض هو نفسه لمضايقات خلال لقاء نظمته جمعية التونسيين في فرنسا امس السبت في باريس "اوجه نداء الى الرأي العام الفرنسي والدولي: ان الحق في الدفاع مهدد بشكل خطير في تونس، وبدون الحق في الدفاع لا وجود لحقوق الانسان".
وتابع السيد ان قضية راضية النصراوي "تعكس الوضع العام للمحامين التونسيين ومعاناتهم اليومية"، مشيرا الى قيام عناصر من اجهزة الاستخبارات بمحاصرة مكاتبهم ومنعهم من زيارة موكليهم قيد الاعتقال وتولي الدفاع في بعض القضايا واعتراض بريدهم وقطع خطوط الهاتف عن مكاتبهم ومنازلهم.&ووصف مصدر رسمي اتهامات راضية النصراوي بانها "مزاعم عارية عن الصحة".
غير ان رولان كيسو العضو في اللجنة المركزية لرابطة حقوق الانسان في باريس قال "تسنى لي ان اتحقق في تونس من ان عناصر من الشرطة كانوا يلاحقون راضية النصراوي باستمرار".
&ورأت رئيسة نقابة القضاة الفرنسية ايفلين سير-ماران انه ان كان النظام في تونس يتعرض للمحامين، فلان نقابة المحامين هي "الوحيدة التي تحظى بشرعية انتخابية في تونس"، مضيفة "نفهم سعي (الرئيس التونسي زين العابدين) بن علي لتجريدها من شرعيتها".
واوضحت سير-ماران ان نقابة القضاة ستوجه رسالة الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك "حتى يحاول ان يضغط على السلطات التونسية". وقالت ان "الحكم (التونسي) بذل كل ما في وسعه لازاحة (بشير السيد عن رئاسة النقابة)، بما في ذلك عبر محاولة رشوة محامين، لكن بدون نتيجة".
ويتوجه شيراك في الثالث من كانون الاول/ديسمبر الى تونس لحضور القمة الاولى لرؤساء دول "حوار الخمس زائد خمس" بين دول المغرب الخمس (الجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا وتونس) وخمس دول من اوروبا الجنوبية (ايطاليا واسبانيا وفرنسا والبرتغال ومالطا).
&ودعا الحزب الاشتراكي الفرنسي الخميس تونس الى احترام حقوق الانسان، واصفا حالة راضية النصراوي بانها "مقلقة جدا"، ودعا "السلطات الفرنسية الى القيام بكل المبادرات لضمان انهاء هذا الوضع المأساوي".
وقال بشير السيد من جهته لوكالة فرانس برس "اننا لا نطلب من الحكومة الفرنسية التدخل من اجلنا، لكن اذا ما فعلت فسنكون ممتنين لها".
واوضح خميس الشماري العضو في لجنة احترام حقوق الانسان في تونس ان "مذكرة " حول وضع حقوق الانسان ستسلم الى دول اوروبا الجنوبية الخمس المشاركة في القمة بتونس.
غير ان المحامي صبري المولدي العضو في جمعية التونسيين في فرنسا قال انه "بنظر فرنسا، فان الديموقراطية في دول المغرب تأتي في المرتبة الاخيرة من اهتماماتها"، مذكرا بتصريح شيراك بشأن الصحافي الفرنسي المغربي علي المرابط. فقد اعلن شيراك في 11 تشرين الاول/اكتوبر في الرباط معلقا على قضية الصحافي الذي حكم عليه بالسجن بتهمة "المس بالاحترام الواجب للملك"، ان "المرابط حكم عليه قضاء مستقل، انها مسألة مغربية محضة وليس علينا ان نتدخل".