جنيف- كشفت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الامم المتحدة التي تعنى بمرض نقص المناعة البشرية المكتسبة (يو ان ايدز) الاحد عن خطة مفصلة تهدف الى تقديم علاج ضد مرض الايدز لثلاثة ملايين شخص مصابين به في الدول النامية حتى العام 2005.
وجاء في بيان للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية جونغ-ووك لي نشر امس الاحد ان "الوقاية والعلاج يشكلان ربما المهمة الاكثر صعوبة التي يواجهها العالم على الاطلاق في مجال الصحة. ان حياة ملايين الاشخاص هي على المحك. ان الاستراتيجية تفترض بذل جهود مكثفة استثنائية كي تتيح لهؤلاء الاشخاص البقاء على قيد الحياة".
وعشية اليوم العالمي لمحاربة الايدز، اعلنت المنظمتان ان هذه الاستراتيجية تضاف الى التعهدات التي قطعتها عدة دول او مؤسسات. وذكرت مثلا خطة المساعدة بقيمة 15 مليار دولار على خمس سنوات التي اعلن عنها الرئيس الاميركي جورج بوش في كانون الثاني/يناير الماضي للتصدي لمرض الايدز خصوصا في افريقيا. كما كشفتا ايضا عن "الجهود التي تبذلها المؤسسات الصيدلانية الهادفة الى تقليص تكاليف المعالجة في ما يتعلق بالايدز" ومساهمة المؤسسات الدولية مثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس والمساهمة "الحازمة والشجاعة التي قامت بها الدول من اجل تطوير عملية تلقي مرضاها المعالجة".
وجاء في اخر تقديرات نشرتها "يو ان ايدز" الثلاثاء الماضي ان 40 مليون شخص يعيشون مع الايدز بينهم 25 الى 5،28 مليون في البلدان الافريقية لوحدها. واصيب في العام 2003 خمسة ملايين شخص بالفيروس وتوفي ثلاثة ملايين ما يمثل ثمانية الاف حالة وفاة يوميا.&واضاف البيان ان "منظمة الصحة العالمية تعتبر ان ستة ملايين شخص في العالم بحاجة الى معالجة فورية. ان الاستراتيجية تحدد الاجراءات الواجب اتخاذها لتحديد معالجة نصف هؤلاء خلال العامين المقبلين".
ومن ناحيته، قال بيتر بيوت المدير التنفيذي ل"يو ان ايدز" اننا "نعتقد جازمين انه لا توجد امامنا اي فرصة لكبح جماح المرض في حال لم نتوصل الى توسيع عمليات المعالجة بشكل كبير جدا. ان المعالجة والوقاية هما حجرا الاساس لاستراتيجية فعالة ضد الايدز".
وللوصول الى اهدافهما، شددت المنظمتان على ضرورة توفير العلاج بشكل مقبول وانشاء الية فعالة وقابلة للحياة لتقديم الادوية والمواد التشخيصية ونشر المعلومات الجديدة بشكل سريع وكذلك النتائج التي توصلت اليها التجارب والتحاليل وتأهيل عشرات الاف العاملين في مجال الصحة من غير الاطباء لدعم عملية تقديم المعونات والاشراف على المعالجة.&وقدرت منظمة الصحة العالمية تكاليف هذه الاستراتيجية بحوالى 5،5 مليار دولار خلال العامين المقبلين.
ومن اجل دعم هذه الجهود، اعلن الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر انه سيبدأ العمل بخطة للمعالجة في ست دول افريقية تهدف خصوصا الى توفير الادوية.
توني بلير يدعو الاسرة الدولية الى "العمل معا" ضد الايدز
دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الايدز "الاسرة الدولية الى العمل معا كواجب اخلاقي" تجاه الدول الفقيرة ولكن ايضا في مصلحة الدول الغنية.
وقال بلير في رسالة نشرتها صحيفة "الصن" الواسعة الانتشار اليوم الاثنين ان وزيرة التنمية الدولية هيلاري بن ستذيع اليوم الاثنين "نداء بريطانيا للعمل".&وقال ان هذه الخطة "تطلق الاجراءات التي ننوي اعتمادها عندما نتولى رئاسة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى ورئاسة الاتحاد الاوروبي عام 2005 كي نؤكد ان الايدز ما يزال اولوية دولية".
واضاف "انا مصمم على ان لا تتولى بريطانيا فقط محاربة الايدز ولكن ايضا ان تساهم في ان تكون المحرك الذي يحتاج اليه العالم للتركيز على ضرورة العمل معا" وذلك "لاني مقتنع بان محاربة افة الايدز عندنا وفي الخارج هي عمل حيوي لنا جميعا".
واوضح "يجب ان تتحرك الاسرة الدولية معا" مضيفا "هناك الكثير الذي يجب عمله وهذا ما بحثناه الرئيس (الاميركي جورج بوش) وانا مع خبراء افارقة ودوليين خلال زيارته (لبريطانيا) قبل عشرة ايام".
واضاف "هذا ليس فقط لانه واجب اخلاقي بل لانه ايضا في مصلحتنا القومية".&واوضح "اذا لم نتحرك الان وبطريقة حاسمة فان الفقر المستمر وعدم الاستقرار سيصلان الى القسم من العالم الذي لم يطالاه بعد".