عادل حزين
&
&
&
&
&
نعانى جميعا كعرب مما تعانى منه الشعوب المتخلفة،ومن ضمنه تضخم شديد فى الأنا العليا تصور لكل منا أنه يحتكر الحكمة جمعاء.
خرج علينا الكاتب الاسلامى فهمى هويدى بمقالة على صفحات الشرق الأوسط جاء فيها ما نصه "لقد كتبت في الصيف الماضي معارضا ارسال قوات عربية الى العراق، وقت كانت واشنطن تضغط لايفاد تلك القوات لكي تحمي ظهر الجنود الاميركيين من هجمات المقاومة، حيث لم يكن معقولا ان يتولى الجنود والضباط العرب حماية الاميركيون من الشعب العراقي، ولكنني الآن أدعو الى ارسال تلك القوات العربية للمساعدة في تخليص العراقيين من الاحتلال. والشرط الوحيد هنا ان يعلن الاميركيين صراحة موعدا للانسحاب من العراق".
إذن( ولله الحمد) لم يعد لسيادته مانعا الآن من ارسال قوات عربية للعراق، هو فقط لديه شرط لذلك(كذا) وبالطبع ان تخلف الشرط فموافقته تعتبر كأن لم تكن. ولا نعرف هل يعتبر هذا الموقف نهائيا أم لعله يغير رأيه فى الصيف القادم، ثم فى الخريف الذى يليه وهكذا.
ولا شك أن السيد الكاتب يظن أن بوش قد أيقظ بلير تلفيونيا(بسبب فروق التوقيت، كان بلير قد حل ميعاد نومه) وزف اليه البشرى فى أن السيد الكاتب لم يعد لديه مانعا من أن ترسل الدول العربية قوات للعراق. ولعل موافقة الكاتب تكون على جدول أعمال القمة العربية القادمة لاتخاذ ما يلزم ، من بعد أن زال ما كان يمنع من ارسال قوات عربية للعراق!!ا
الاستاذ فهمى هويدى لم يأت شططا فيكاد جميع من يعرف الكتابة فى وطننا العربى يشاركه هذا الشعور المفرط بالاهمية، فتجد من ينصح الامريكيين بكذا وكذا، ومن يأخذ علي بوش كيت وكيت، وجميعهم يتناسون أن القرارات فى تلك البلاد" الكافرة" ليست فى يد أى شخص ولو كان رئيس الجمهورية، نعم له تأثير لكن الى حدود ضيقة جدا، هناك معاهد علم وبحث وخبراء مهمتهم جمع المعلومات وتوقع التغييرات وعرض الخيارات، وتلك الخيارات لا تكون ابدا رد فعل على حدث وقت حدوثه، أنما هى تبقى فى الادراج حتى إن تحقق التوقع فالخيار غالبا ما يكون جاهزا متفق عليه مع بعض الرتوش البسيطة لزوم تغير بعض الوقائع والظروف. لذلك يذهب البعض الى أن الحرب على افغانستان مثلا كانت مؤامرة مستشهدا على ذلك بأن خطط الغزو كانت متوافرة حتى من قبل جريمة سبتمبر"المزعومة فى رأيهم"،هم لا يعرفون أنه توجد ادارة فى البنتاجون ميزانيتها تتعدى ميزانية دولة عربية من الحجم الكبير كل عملها أن تتقمص شخوص الاعداء المحتملين وتحاول أن تفكر كما يفكرون وترصد أفعالهم المحتملة والوسائل التى قد يلجأون اليها، هذا فقط هو كل عمل موظفيها فى الحياة، ولأن ذلك جهد بشرى فإن احتمالات الخطأ تظل واردة، وقد أطاحت احداث سبتمبر برؤوس بعضهم إذ فشلوا فى القيام بعملهم على وجه جيد.
نقارن هذا بما أجمع عليه كثير من " المحللين العرب" من أن هدف امريكا من العراق كان البترول، ليتضح بعد ذلك أن تلكفة الحرب على العراق تعادل ثمن شراء ليس فقط بترول العراق ولكن بترول الشرق الاوسط كله حتى ينضب. فهل استحى أحد وأقر بخطأ ما ذهب اليه؟
ولا يقل عن هؤلاء سذاجة أيضا من يقول بأن امريكا تريد أن تجعل من العراق منارة تشع أضواء الديمقراطية على ما حولها من أمم فاشلة!!! فمنذ متى كانت الديمقراطية معدية؟؟؟ لو كانت كذلك لصارت واقعا فى بلاد تجاور تركيا مثلا ، او اسرائيل ، وهل أوروبا بعيدة جدا حتى يحتاج العرب لأنموذج ملاصق لاراضيهم كأرض العراق؟ وهل اذا كانت الديمقراطية والرفاهية معدية، أما كانت أولى بها كوريا التى يشحذ نصفها الشمالى غذاؤه بينما نصفها الجنوبى يعيش عيشة بلهنية؟
هل حرام أن نقول أننا لا نعرف.
أليس من قال لا أعرف فقد أفتى.
نعانى جميعا كعرب مما تعانى منه الشعوب المتخلفة،ومن ضمنه تضخم شديد فى الأنا العليا تصور لكل منا أنه يحتكر الحكمة جمعاء.
خرج علينا الكاتب الاسلامى فهمى هويدى بمقالة على صفحات الشرق الأوسط جاء فيها ما نصه "لقد كتبت في الصيف الماضي معارضا ارسال قوات عربية الى العراق، وقت كانت واشنطن تضغط لايفاد تلك القوات لكي تحمي ظهر الجنود الاميركيين من هجمات المقاومة، حيث لم يكن معقولا ان يتولى الجنود والضباط العرب حماية الاميركيون من الشعب العراقي، ولكنني الآن أدعو الى ارسال تلك القوات العربية للمساعدة في تخليص العراقيين من الاحتلال. والشرط الوحيد هنا ان يعلن الاميركيين صراحة موعدا للانسحاب من العراق".
إذن( ولله الحمد) لم يعد لسيادته مانعا الآن من ارسال قوات عربية للعراق، هو فقط لديه شرط لذلك(كذا) وبالطبع ان تخلف الشرط فموافقته تعتبر كأن لم تكن. ولا نعرف هل يعتبر هذا الموقف نهائيا أم لعله يغير رأيه فى الصيف القادم، ثم فى الخريف الذى يليه وهكذا.
ولا شك أن السيد الكاتب يظن أن بوش قد أيقظ بلير تلفيونيا(بسبب فروق التوقيت، كان بلير قد حل ميعاد نومه) وزف اليه البشرى فى أن السيد الكاتب لم يعد لديه مانعا من أن ترسل الدول العربية قوات للعراق. ولعل موافقة الكاتب تكون على جدول أعمال القمة العربية القادمة لاتخاذ ما يلزم ، من بعد أن زال ما كان يمنع من ارسال قوات عربية للعراق!!ا
الاستاذ فهمى هويدى لم يأت شططا فيكاد جميع من يعرف الكتابة فى وطننا العربى يشاركه هذا الشعور المفرط بالاهمية، فتجد من ينصح الامريكيين بكذا وكذا، ومن يأخذ علي بوش كيت وكيت، وجميعهم يتناسون أن القرارات فى تلك البلاد" الكافرة" ليست فى يد أى شخص ولو كان رئيس الجمهورية، نعم له تأثير لكن الى حدود ضيقة جدا، هناك معاهد علم وبحث وخبراء مهمتهم جمع المعلومات وتوقع التغييرات وعرض الخيارات، وتلك الخيارات لا تكون ابدا رد فعل على حدث وقت حدوثه، أنما هى تبقى فى الادراج حتى إن تحقق التوقع فالخيار غالبا ما يكون جاهزا متفق عليه مع بعض الرتوش البسيطة لزوم تغير بعض الوقائع والظروف. لذلك يذهب البعض الى أن الحرب على افغانستان مثلا كانت مؤامرة مستشهدا على ذلك بأن خطط الغزو كانت متوافرة حتى من قبل جريمة سبتمبر"المزعومة فى رأيهم"،هم لا يعرفون أنه توجد ادارة فى البنتاجون ميزانيتها تتعدى ميزانية دولة عربية من الحجم الكبير كل عملها أن تتقمص شخوص الاعداء المحتملين وتحاول أن تفكر كما يفكرون وترصد أفعالهم المحتملة والوسائل التى قد يلجأون اليها، هذا فقط هو كل عمل موظفيها فى الحياة، ولأن ذلك جهد بشرى فإن احتمالات الخطأ تظل واردة، وقد أطاحت احداث سبتمبر برؤوس بعضهم إذ فشلوا فى القيام بعملهم على وجه جيد.
نقارن هذا بما أجمع عليه كثير من " المحللين العرب" من أن هدف امريكا من العراق كان البترول، ليتضح بعد ذلك أن تلكفة الحرب على العراق تعادل ثمن شراء ليس فقط بترول العراق ولكن بترول الشرق الاوسط كله حتى ينضب. فهل استحى أحد وأقر بخطأ ما ذهب اليه؟
ولا يقل عن هؤلاء سذاجة أيضا من يقول بأن امريكا تريد أن تجعل من العراق منارة تشع أضواء الديمقراطية على ما حولها من أمم فاشلة!!! فمنذ متى كانت الديمقراطية معدية؟؟؟ لو كانت كذلك لصارت واقعا فى بلاد تجاور تركيا مثلا ، او اسرائيل ، وهل أوروبا بعيدة جدا حتى يحتاج العرب لأنموذج ملاصق لاراضيهم كأرض العراق؟ وهل اذا كانت الديمقراطية والرفاهية معدية، أما كانت أولى بها كوريا التى يشحذ نصفها الشمالى غذاؤه بينما نصفها الجنوبى يعيش عيشة بلهنية؟
هل حرام أن نقول أننا لا نعرف.
أليس من قال لا أعرف فقد أفتى.
&نيويورك
التعليقات