طارق ضاهر نسرين عزالدين من بيروت: بشكل مفاجىء، اعتقلت شعبة المكافحة ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني رئيس مجلس إدارة التلفزيون الجديد "نيو تي في"، تحسين خياط، واقتادته إلى مبنى مقر عام الجيش في&وزارة الدفاع للتحقيق معه بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي والإساءة إلى سمعة دول صديقة.
وفي التفاصيل، توجهت قوى من فرق المكافحة إلى كل من منزل خياط ومكتبه في تلفزيون الجديد، واقتاده إلى مقر التحقيق لأخذ إفادته حول التهم المنسوبة إليه ولا يزال&رهن الاعتقال حتى موعد نشر هذا الخبر.
يذكر أن خياط اشترى في منتصف التسعينيات أكثرية الأسهم في تلفزيون الجديد، وهو إلى جانب ذلك يعتبر من كبار رجال الأعمال في لبنان، إذ يملك مزارع "داليا" لإنتاج الحليب والألبان، إضافة إلى مكتبة ودار نشر.&أشهر إصدارات دار النشر التي يملكها خياط، كتاب "الأيادي السود" للنائب اللبناني السابق نجاح وكيم وكتاب "أشهر فضائح العصر الخليوي" للصحافية الين خلف، كما تملك الدار الحق الحصري لنشر مطبوعات الروائي باولو كوليو الشهير بكتاب الخمانئي الذي نال شهرة عالمية. كما يملك خياط شركات تجارية في العديد من الدول، أبرزها فرنسا ونيجيريا وأوروبا الشرقية.
ومن المتوقع أن ينعكس اعتقال خياط على إقفال تلفزيون "نيو تي في" الذي تجدر الإشارة إلى أنه تعرض في وقت سابق إلى ملاحقات قانونية، خصوصا بعد تخصيص برنامج "بلا رقيب" الذي تقدمه ماريا معلوف، لحلقة تستضيف عبرها معارضين للنظام السعودي.إضافة إلى هجوم يومي للمحطة على رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري وانتقادها لبعض القيادات السياسية والأمنية اللبنانية.
كما تعرضت المحطة أيضا إلى ملاحقة قانونية بعد نشرة أخبار طاولت فيها مدير الأمن العام جميل السيد، وهو ما أدى إلى فتح ملف مذيعة نشرة الأخبار آنذاك السودانية داليا أحمد بتهمة عدم تجديد إقامتها في لبنان، على الرغم من أنها ولدت في لبنان من أم لبنانية ووالد أستاذ جامعي سوداني يحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت.
يذكر أن تلفزيون "نيو تي في" تعرض في الآونة الأخيرة إلى بعض الاهتزازات الإدارية عندما قدم مدير الأخبار سركيس أبو زايد استقالته من منصبه، وأخيرا استقالة مدير عام التلفزيون خليل أبو شوراب التي عدل&عنها لاحقا. وتضاربت الأحاديث حينها عن سبب الاستقالة الأخيرة، ففي معلومات أولية تردد أن خياط طلب من أبو شوارب الاستقالة لأنه تسبب في عجز مادي، في حين تقول معلومات أخرى أن أبو شوارب تقدم باستقالته لعدم تمتعه بالصلاحيات اللازمة لأداء دوره .
وفي العودة إلى الأجواء العامة في بيروت بشكل عام ومبنى التلفزيون الجديد "نيو تي في" بشكل خاص، فإن الشغل الشاغل الحالي ومنذ إعلان الخبر للشعب اللبناني هو التهمة الملصقة بخياط وما إذا كانت "فبركة " ما للتغطية على ملفات أخرى، على الحكومة اللبنانية عرضها خلال فترة الأعياد المقبلة.
"إيلاف" زارت مبنى التلفزيون الجديد، بضع كاميرات لمحطات "غير لبنانية " ترصد تحركات الموظفين الذين سارعوا إلى إخلاء المبنى من أي ممتلكات شخصية قبل "الإقفال التام" المتوقع اليوم..الأمر الممكن. أحد العاملين في التلفزيون بادر بالقول "غدا.. من غير الممكن .. لعل الإقفال يتم بعد أسابيع".التلفزيون الجديد نيو تي في يرقد الليلة هادئا على الرغم من العاصفة التي عاثت به إثر إعلان خبر اعتقال الخياط وحتى الآن.. الإقفال غدا أم بعد أسابيع.. الخياط "عميل" أم مجرد "مسيء إلى دول صديقة ".. كل هذا لا يزال "قيد التحقيق".