"إيلاف" من موسكو: بعد أن حدد مجلس الشيوخ الروسي (المجلس الفيدرالي) في جلسته&في 14 آذار(مارس) من سنة 2004 موعدا لانتخابات الرئاسة الروسية، لا يشكك أحد في النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة التي ستجري في مارس 2004 أي بفوز الرئيس بوتين فيها.&
وقال تقرير نقلته وكالة أنباء نوفستي إنه لا يمكن أي شخص تسمية منافسي فلاديمير بوتين المحتملين باستثناء فلاديمير جيرينوفسكي، رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي، الذي لا بد كعادته ان يخوض انتخابات الرئاسة.
من سيمثل اليسار واليمين الذين انهزما في معركة الانتخابات البرلمانية، في انتخابات الرئاسة؟
إعتبر المحلل السياسي&غليب بافلوفسكي أنه لن يكون هناك إلا اثنين من المرشحين الحقيقيين إلى انتخابات الرئاسة هما فلاديمير بوتين وفلاديمير جيرينوفسكي، مرجعا&ذلك إلى&فشل "اتحاد قوى اليمين" وحزب الـ"يابلوكو" اللذين لم يتجاوزا عتبة الفوز (5 في المائة من الأصوات لدخول الدوما) في الانتخابات البرلمانية، إضافة إلى&فشل الحزب الشيوعي الذي حصل تقريبا على 13 في المائة من الأصوات، مما يعني انسحاب زعماء هذه الأحزاب&(بوريس نيمتسوف وغريغوري يفلينسكي وغينادي زيوغانوف) من انتخابات الرئاسة المقبلة.
كما&يتوقع "بافلوفسكي" أن يستقيل قادة "اتحاد قوى اليمين" وحزب الـ"يابلوكو" كونهم مسؤولين عن فشل حزبيهما في الانتخابات البرلمانية. ويوضح بافلوفسكي أنه توجد لدى غريغوري يفلينسكي، زعيم اليابلوكو، الأسباب الموضوعية لهزيمته، لأن قادة هذا الحزب تعرضوا لضغط شديد من قبل النيابة العامة حتى أن بعضهم اضطر الى التواري عن الأنظار. مع ذلك يتحمل يفلينسكي، كما يقول بافلوفسكي قسطا من المسؤولية عن فشل اليمين في الانتخابات، وبالتالي لن يكون لأكثر من 10 ملايين شخص هم مؤيدو اليمين الليبرالي في روسيا، ممثلون في مجلس النواب.
من جانبه، قال&المحلل السياسي الروسي إيغور بونين، أنه لا يمكن لأي شخص خوض معركة انتخابات رئاسية روسية تحت شعارات اليمين. وفي رأيه ان كلا من "اناتولي تشوبايس" و"ميخائيل خودوركوفسكي" قادر على خوض انتخابات الرئاسة كمرشح اليمين، ولكنهما لن يقدما طلب ترشيحهما لمركز الرئيس الروسي لأسباب مختلفة.
ورجح "بافلوفسكي" ان يقيل الحزب الشيوعي رئيسه غينادي زيوغانوف. واعتبر بونين ان زيوغانوف لعب دوره في تفكيك الحزب الشيوعي.
واعتبر المحللون ان فشل اليسار في الانتخابات البرلمانية أفقدهم مرشحهم إلى الانتخابات الرئاسية.
وبإمكان&سيرغي غلازييف&رص صف مؤيدي الحزب الشيوعي وهو يتطلع إلى الجلوس على الكرسي الذي يمكن ان يتركه زيوغانوف، بحسب تحليل&"بافلوفسكي". إلا ان المحللين الآخرين الذين يتابعون الشأن الانتخابي لا يجدون "غلازييف" قادرا على ان يحل في مكان "زيوغانوف" لا سيما وان "غلازييف" كان قد أعلن أنه لن يخوض انتخابات الرئاسة. لذلك يرى "بونين" سيناريوهين الأول هو ان لا يبدل اليسار الحصان عند عبور النهر فيرشحون "زيوغانوف" إلى انتخابات الرئاسة. والثاني هو ان يسحب "زيوغانوف" طلب ترشيحه وعندئذ يحصل مرشح آخر للحزب الشيوعي على عدد أقل من الأصوات في انتخابات الرئاسة.
واعتبر "بافلوفسكي" ان الانتخابات البرلمانية خلفت فراغا في موقع اليمين وموقع اليسار على الطيف السياسي، وهو فراغ يمكن ان تملأه أحزاب التطرف. ففي موقع اليسار، مثلا، يمكن ان تظهر الجماعة التي تتسلح بأفكار غلازييف وتجعلها أكثر راديكالية.
وفيما يتعلق بموقع اليمين فإن "بونين" أبدى شكوكه في ان تظهر فيه أي حزب متطرف.إذًا لا يرى المحللون مرشحا لليمين إلى انتخابات الرئاسة الروسية. وكذلك حال اليسار بعدما فشل الحزب الشيوعي بقيادة غينادي زيوغانوف في الانتخابات البرلمانية، فيما لا يريد سيرغي غلازييف ان يكون بديلا عن زيوغانوف.
وإذا طرح جانبا من قد يرشحون أنفسهم إلى انتخابات الرئاسة لا لشيء سوى سرقة الأضواء فلن يبدو هناك إلا مرشحين حقيقيين هما فلاديمير بوتين وفلاديمير جيرينوفسكي. ولا يكاد يشك أحد في ان النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة المقبلة أصبحت محتومة من الآن، ولكن تلك الانتخابات ستكون تنافسية في الظاهر بفضل زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي.