"إيلاف"من موسكو : أبلغ مبعوث البيت الأبيض الأمريكي روسيا عن خطط الولايات المتحدة نشر قواعد في شرق أوروبا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، وذلك خلال المباحثات التي أجراها مارك جروسمان نائب وزير الخارجية الامريكية في الكرملين، والتي وصفت بانها متوترة، وأعلن بعدها أن خطط نشر القواعد الأمريكية في قزوين وشرق أوروبا لاتستهدف روسيا بأي حال من الاحوال.
واستقبل المسؤولون الروس تلك التصريحات ببرودة واضحة، وقال وزير الدفاع الروسي "إن أية خطط تنطوي على اقتراب هياكل حلف الناتو إلى حدودنا تبعث على قلق مفهوم ".
وأشار وزير دفاع اذربيجان صفار نبييف إلى أنه لايستبعد إمكانية أن تنظر حكومة بلاده في موضوع نشر القواعد الأمريكية في اذربيجان.
وأشار وزير دفاع اذربيجان صفار نبييف إلى أنه لايستبعد إمكانية أن تنظر حكومة بلاده في موضوع نشر القواعد الأمريكية في اذربيجان.
وتجدر الإشارة إلى أن موضوع نشر القواعد العسكرية الأمريكية في أذربيجان يتردد منذ عدة سنوات، وأثير بحدة أكبر عقب زيارة وزير الدفاع الامريكي رونالد رامسفيلد أخيرا لباكو التي منحت القوات الأمريكية، تسهيلات واسعة بما في ذلك تزويد المقاتلات بالوقود ، وإيصال المواد الغذائية والمواد الطبية، للقوات العاملة في المناطق الساخنة.ويرى خبراء روس أن واشنطن تنتهج سياسة عدائية تجاه روسيا في منطقة ماوراء القفقاس وبحر قزوين، وذلك في إشارة إلى قرار الولايات المتحدة مؤخرا إقامة قواعد في جمهورية اذربيجان .&
واعتبر رئيس معهد الدراسات السياسية سيرغي ماركوف وهو من المحللين السياسيين القريبين من قصر الكرملين، في حديث صحافي في موسكو، أن واشنطن تجاهلت موقف موسكو، وقررت إقامة قواعدها العسكرية في ذربيجان. وقا ل: "ان خطوات جورج بوش هذه يمكن ان تؤدي إلى إفساد العلاقات الروسية الأمريكية". ووفق رأي ماركوف فانه، ورغم انه لايمكن اعتبارالولايات المتحدة وروسيا اليوم خصمين سياسيين، غير ان من الواضح ان الولايات المتحدة تنتهج سياسة عدوانية تجاه روسيا في جنوب القفقاس.
وتستنكر الولايات المتحدة أي نفوذ روسي في الساحة السوفيتية سابقا. ويرجع ذلك على حد قول ماركوف، أولا إلى تركة الحرب الباردة التي ما زالت تؤثر على عقلية السياسيين الأمريكيين، وثانيا إلى مصالح بعض الجماعات الامريكية.حسب راي المحلل السياسي الروسي. واضاف بتهكم (ربما يحب هؤلاء لديمقراطية ولكنهم يكرهون روسيا). وووفقا لمعطياته فان هذه المجوعة هي التي ترسم السياسة الأمريكية في الساحة السوفيتية سابقا، وبتقديره فانها سياسة تنافي مصالح الولايات المتحدة القومية. (وكان أحرى بالولايات المتحدة ان تتشاور مع موسكو قبل الإقدام على نشر قواتها في أذربيجان). ورجح ماركوف، ان مضى واشنطن بسياستها بتعزيز مواقعها في ماوراء القفقاز وقزوين سيؤدي إلى تدهور في العلاقات الروسية الأمريكية ويؤسس لإضعاف النفوذ الروسي في المنطقة. ولكن السياسة الأمريكية سوف تفشل هنا في النهاية. ولهذا أعتبر ماركوف ان الولايات المتحدة وقعت في خطأ كبير .
وعن امكانية ان يمهد حصول الولايات المتحدة على قواعد في أذربيجان لمهاجمة إيران . قال ان سبب عدم غزو الولايات المتحدة إيران لايعود الى انها لا تملك قواعد عسكرية في أذربيجان ،بل لان واشنطن ادركت انها ارتبكت خطأ سياسيا فادحا حين بدأت الحرب ضد العراق، وهي اليوم في حيرة من ذلك.حسب تعبيره.
ولايتوقع ماركوف ايضا ان يؤثر الوجود العسكري الأمريكي في أذربيجان على تسوية النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول منطقة كرباخ وقال: " لن يؤثر ذلك على تسوية نزاع كرباخ في أقرب وقت لأن هذا النزاع تم تجميده بفضل الجاليات الأرمينية التي تملك نفوذا كبيرا في بلدان مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا".
التعليقات