"إيلاف" من الرياض: طالب دبلوماسي سعودي بضرورة إعادة الأمن والسلام إلى العراق . وقال اننا كنا نتوقع ان يعود العراق بعد الحرب الأمريكية تجاهه بشكل أفضل..الا ان المؤشرات الحالية لا تدل على ذلك.
واكد السفير السعودي في لندن& الامير تركى الفيصل ان& العراق قضية تهدد الامن والاستقرار فى المنطقة، مضيفا بالقول :انه عندما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بمهاجمة العراق كان الوعد بتحقيق السلام والاستقرار فيه مهم جدا ولكن وللاسف ما زال ذلك الوعد يجب تحقيقه وان المجتمع الدولى لا يمكنه ان يرى العراق يستمر كبلد غير مستقر وغير امن ولذا علينا ان نقوم بالعمل الصحيح وان على الشعب العراقى ان يقوم بدور اساسى فى تحقيق ذلك.
واكد الفيصل اهمية ان يترك للشعب العراقى تحديد نظام الحكم الذى يختاره وبالاسلوب الذى يناسبه مؤكدا& ان المملكة بدأت بعد اسابيع من انتهاء الحرب فى تقديم المساعدات الانسانية للعراق من مواد غذائية وادوية وخيام للسكن وغيرها كما ان المملكة التزمت فى الاسبوع الماضى بتقديم بليون دولار مساهمة منها فى عملية اعادة بناء العراق وانها تجرى محادثات مع ادارة الرئيس بوش التى تقود التحالف فى العراق حول افضل السبل لاستغلال هذه الاموال فى مساعدة الشعب العراقى ورفع المعاناة عنه.
وقال انه ومن اجل هزيمة الارهاب فانه لا يمكن تجاهل كل القضايا التى سبق ذكرها وذلك لان الارهاب وكلما فشلنا فى هذه المهمة يجد الفرصة لتجنيد عناصر جديدة وان المملكة العربية السعودية تقف دوما الى جانب الحلول العادلة والمنصفة ويمكن ان تقدم كلما يتطلبه الوضع من خلال وضعها المميز فى العالمين العربى والاسلامى او ما يمكن ان توفره مصادرها لتهدئة الاوضاع فى هذه البؤر الساخنة وان المملكة تعى جيدا ان الارهاب هو تهديد يجب مواجهته مهما كان الثمن وان المجتمع الدولى من الجانب الاخر يجب ان يعى ان الارهاب يختطف الاسباب ويمتطى صهوة عدم العدالة وبمعالجة هذه القضايا وازالة عدم العدالة فى التعامل فانه يمكن ان نحقق السلام والامن وان نستعيد انسانيتنا.
واضاف ان ذلك يقودنا الى سؤال مهم وهو لماذا فشل المجتمع الدولى فى معالجة مثل القضية الفلسطينية وقضية كشمير بالرغم من العديد من القرارات التى اتخذتها الامم المتحدة / ولماذا عالج المجتمع الدولى بنجاح قضايا مماثل مثل قضيتى تيمور الشرقية والبوسنة وفشل فى القيام بذلك فى مناطق مختلفة فى العالم / ولماذا تم استعمال القوة فى معالجة ازمات فى مناطق معينة ولم يتم استعمالها فى مناطق اخرى / وكل هذه الاسئلة تحتاج الى اجابات امينة ومخلصة من اجل المجتمع الدولى بصورة عامة
وشدد الدبلوماسي السعودي& خلال كلمة له& فى / ندوة التهديدات العالمية والتعامل معها / التى نظمها المعهد الملكى البريطانى للخدمات المشتركة فى لندن على ان معالجة النزاع العربى الاسرائيلى سينزع فتيل القنبلة الزمنية التى لا تهدد فقط حياة الناس الذين يعيشون فى المنطقة ولكن حياة حتى الذين يعيشون خارجها لان النزاع الفلسطينى الاسرائيلى يغذى الغضب والامتعاض والشعور بالاذلال عند العرب والمسلمين.
واوضح& ان الفلسطينيين ظلوا يعانون ويتعرضون للاذلال والاهمال وعدم العدالة وان هذه العوامل تمثل تربة خصبة لنمو وانتشار الارهاب وان التركيز على هذه النزاع لا يلغى اهمية قضايا اخرى نعيشها اليوم مثل قضيتى كشمير والشيشان على سبيل المثال.
واضاف ان الارهاب تخطى كل هذه القضايا واصبح موضوع اليوم ولكن يجب ان لا ننسى ان الارهاب هو نتاج لمثل هذه العوامل التى تمثل عدم العدالة وان الارهاب ليس جسما غريبا أتى من خارج الارض التى نعيش عليها ولذا يجب علينا ان نربط بين كل هذه القضايا وان لا نتجاهل ايا منها لمصلحة اخرى وان الحكمة تتطلب ان نتعامل معها جميعا بالعناية والرؤية الثاقبة وانا على اقتناع بان الارهاب يجب هزيمته مهما كان الثمن ولكى يحدث ذلك يجب النظر اليها من افق واسع لان هناك الذين يبشرون بالارهاب وينفذون ولكن هناك ايضا اولئك الذين يلهمون الارهاب ويجعلون له المسببات فهناك الذين يستغلون معاناة الناس للترويج للارهاب ويستعملون الدين كغطاء لاهدافهم لتسلق السلم السياسى ويجمعون باسم الدين الاموال لتحقيق طموحاتهم.
واشار الى ان الازمة الفلسطينية فى الماضى كانت مصدرا للتوتر والنزاع بين القوتين العظميين الاتحاد السوفيتى سابقا والولايات المتحدة داخل وخارج الامم المتحدة وان ذلك ادى الى تسابق حاد فى التسلح انتهى بانعقاد مؤتمر مدريد للسلام فى عام 1991م الا ان ادخال اسرائيل للاسلحة النووية فى المنطقة قلل من شأن الامن والسلام فى الشرق الاوسط والمنطق يتطلب انه اذا كان لاسرائيل السلاح النووى00 فلماذا لا يكون للاخرين وبالتالى اصبحت المنطقة أخطر مما كانت عليه فى الماضى وان هذا التسلح لا يصعد فقط المخاوف ولكنه يقضى ايضا على الاموال التى تحتاجها بلدان المنطقة بشدة للتنمية وبناء مجتمعات حرة ومبنية على العدالة والمساواة كما تمنح بن لادن واشباهه اسباب و مسببات لنشر الارهاب والعنف.
وشدد على ان جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل الاخرى هو ما تسعى المملكة العربية السعودية لتحقيقه وان ازمة الشرق الاوسط قضية لا يمكن تجاهلها او تركها خلفنا لانها ازمة تعيش معنا وتعقد حياتنا وقد تقوده الى الحروب كما فعلت فى الماضي.
التعليقات