"ايلاف" موسكو : لم تفق روسيا بعد من عمليتي ستافربول ووسط موسكو اللتين هزتا الرأي العام الروسي، ووضعتا القيادة الروسية في موقف حرج، وخاصة بعد فوز الحزب المناصر لها في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وتجلت أثار الصدمتين المتتاليتين في التناقضات الواضحة بتصريحات المسؤولين الروس. ففي الوقت الذي تجري فيه العديد من التصريحات "المحلية" في دوائر إعلامية وسياسية وأمنية بوجود أثر شيشاني، أو "قوقازي" وهو ما يعني أيضا "شيشاني" وفقا للتوجهات العام السائدة، أعلن وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف في برلين وأمام الرأي العام الألماني والأوروبي المعروف جيدا بمواقفه المرنة تجاه الأزمة الشيشانية بأنه "لا يرى في العمل الإرهابي عند فندق ناتسيونال بوسط موسكو مظهرا للإرهاب الشيشاني". وأكد الوزير بأن "هذا العمل بطابعه وخصائصه ومضمونه من مظاهر الإرهاب الدولي". وأشار أيضا إلى أن قومية منفذي العمل الإرهابي ليس لها أهمية، وأن هدف الأعمال الإرهابية في يسينتوكي بستافربول وموسكو هو توجيه ضربة للعملية الديمقراطية في روسيا"، مذكرا بأن العمل الإرهابي الأول في مدينة يسينتوكي جرى قبل الانتخابات البرلمانية والثاني بعدها. ودعا الرأي العام الأوروبي من برلين إلى "ضرورة تعزيز النضال ضد الإرهاب الدولي وتوسيع التعاون في محاربته". أما بالنسبة للأزمة الشيشانية فقال "إن عملية التسوية السياسية سوف تستمر".
وفي تصريحات عامة أخرى ذكر رئيس قسم التحقيقات في قضايا الجريمة المنظمة وجرائم القتل في النيابة العامة لموسكو جريجوري شيناكوف بأن هناك ترابطا بين التفجير الذي وقع قرب فندق "ناتسيونال" بوسط موسكو والتفجيرات التي سبقته في يسينتوكي وتوشينو ودوبروفكا. وأضاف بأن المتفجرات المستخدمة في تلك الأعمال الإرهابية تدل على وجود تشابه وترابط بين تلك الجرائم يشير إلى وجود مركز واحد يقوم بتنسيق تلك الجرائم. وفيما لم يشر بدقة إلى هوية هذا المركز شدد على أن العمل الإرهابي الذي وقع يوم أول أمس في موسكو نفذته إرهابية-انتحارية لم يتم التحقق من هويتها بعد.
ومن جانبه أكد وزير الشؤون الشيشانية ستانيسلاف إيلياسوف بأن "انفجار أول أمس عند فندق ناتسيونال لا يتضمن أي آثار شيشانية، بل هناك خيوط تقود إلى الإرهاب الدولي الذي توجد إحدى قواعده في الأراضي الشيشانية". وقال إلياسوف بأنه "قد يكون القائمون بأعمال التفجير من مختلف القوميات، والمهم هو العثور على مخططي التفجير".