اتصلت إحدى المواطنات من مدينة الرياض بمكتب الجريدة بالمدينة المنورة مستنجدة لإنقاذ مصير أختها بالمدينة المنورة التي تسكن في إحدى عمائر أوقاف "مولوي أبي البركات" التابعة إدارتها لأوقاف المدينة المنورة حيث وجهت لهم هذه الأخيرة إنذاراً بإخلاء الشقق وإلا قذفت باغراضهم للشارع.
وانتقلت "الرياض" إلى موقع العمارتين الواقعتين على طريق السكة الحديد غرب المسجد النبوي وهناك وجدنا تجمعاً من المواطنين بمختلف الأعمار وكلهم يتذمرون من تصرف الأوقاف معهم حيث ان عددهم يزيد على (200) فرد لعشرين أسرة جميعهم لا طائل لهم ولا مورد يساعدهم على ايجاد سكن خاصة الآن وقد تعدت أجور الشقق في مثل هذه المواقع& 20و 30ألف ريال إن لم يكن أكثر.
كبار سن وعجزة وأيتام
وبالتدقيق في حالة هؤلاء السكان وجد أن جميعهم من كبار السن أو العجزة أو الأيتام الذين اختاروا هذه العمائر منذ& 10و 8سنوات لقربها من الحرم ومن بيع المواد الغذائية حيث ان معظمهم ليس لديهم سيارات أو حتى لا يجيدون قيادتها إن وجدت. وكان هذا الموقع مناسباً لهم لقضاء حوائجهم اليومية دون عناء يذكر.
وقد تحدث ل "الرياض" من سكان هذا الرباط منهم:
عبدالله محمد الشنقيطي ويعول& 12فرداً، ماجد سويلم الجهني ويعول& 15فرداً، محمد يحيى العويني ويعول& 9أفراد، عياد مطلق الأحمدي ويعول& 7أفراد، سعود بخيت الحجوري ويعول& 10أفراد، عائلة عيد الردادي مكونة من& 8أيتام وأمهم، حسين محمد اليامي في العمارة الثانية& 7أفراد، أحمد عبده الحزمي مريض بحالة نفسية شديدة وليس له أي مصدر رزق غير ما يجود به المحسنون عليه ويعيل& 5أفراد وأخيراً مبروك عبدالله صالح السعود الرجل المشلول الذي يعيل& 5أفراد.
وقد تحدث كل منهم عن معاناته وشظف العيش الذي يجده لعدم وجود الرافد المادي من عمل أو خلافه واجمعوا جميعهم أنه لو عمدت إدارة الأوقاف لإخراجهم بالقوة عن طريق الشرطة فإنهم سيسكنون في خيام على نفس الشارع أمام العمارتين ليس تحدياً كما يقولون وإنما لعدم الاستطاعة في تأجير غرفة واحدة ناهيك عن شقة بأكملها.
حجة الأوقاف
يقول هؤلاء السكان إن الأوقاف طلبت منهم الإخلاء بحجة أن العمائر سوف تسقط ولا تتحمل مسؤوليتهم والسكان ينفون هذه الحجة بدليل أن أصحاب الوقف أو إدارة الأوقاف قد طلبت من أصحاب المحلات التجارية الواقعة تحت العمارتين تجديد الإيجار لعام 1425ه بل إن الأوقاف طالبتهم بزيادة نسبة الإيجار للعام الهجري القادم.
ويقول هؤلاء السكان الفقراء لو أن العمارتين سوف تسقط هل من المعقول أن تبقي الأوقاف الدكاكين التي تقع تحتها مباشرة وهل تتحمل الأوقاف مسؤولية أصحاب هذه الدكاكين وعمالهم وزبائنهم الذين لا ينقطعون عن التواجد في هذه المحلات المتخصصة في بيع مواد البناء والكهرباء والسباكة ويجلس بجوارها عشرات العمال والفنيين العاملين في مجالي السباكة والكهرباء للبحث عن الزبائن.
الأمل في الأمير مقرن
ويقول هؤلاء المواطنون إن أملنا بعد الله في صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة بعد أن يطلع على حالتنا هذه فإما أن يوفروا لنا البديل وإما أن يتركونا في عمائرنا والأعمار بيد الله.
رأي الأوقاف
اتصلت "الرياض" بمدير عام فرع الوزارة الشيخ عبدالرحمن محمد علي المويلحي فأشار إلى أن العمارتين مهددتان بالسقوط في أية لحظة ليس لعيوب في الأساسات وإنما لتكوّن كميات كبيرة من المياه لا يُعرف مصدرها في بدروم العمارتين الأمر الذي جعل الصدأ يؤثر على حديد الأساسات وأعمدة التسليح، ومعروف أن العمائر الخرسانية تتوقف سلامتها على سلامة هذه الأعمدة ومتى ما بدأت هذه الأعمدة تتآكل فإن انهيار العمارة متوقع في أية لحظة.
وأضاف: إنني اليوم وقعت أمر الإخلاء رسمياً لنخلي مسؤوليتنا ونحافظ على أرواح الناس، وحول تجديد عقد المحلات التجارية أكد المويلحي أنه لم يتم التجديد وسوف تخلى هذه المحلات مع السكان لأن الخطر يتهدد الجميع دون استثناء. وأشار إلى أنه يشعر بمعاناة هؤلاء المواطنين ولكن ليس باليد حيلة حسب قوله حيث لا توجد مساكن شاغرة لدى الأوقاف لإسكانهم فيها وتمنى أن تتولى أمرهم الجمعيات الخيرية وتحاول ايجاد سكن لهم أو صرف مبالغ مساعدة لاستئجار سكن مؤقت حتى يقضي الله أمراً مفعولاً.