عادل حزين
&
&
&
&
يحتكر الاعراب اليوم صناعة مشايخ التكفير وانتاج الفتاوى التكفيرية بدون منازع، ولعلها الصناعة الوحيدة التى برع فيها آل يعرب حتى الآن، ولا أعرف إن كانت تايوان أو أحد النمور الأسيوية بسبيلها الى دخول حلبة المنافسة فى هذه الصناعة العربية العريقة أم قنعوا بتصدير الجلاليب والعبايات وألبسة الحجاب والنقاب فقط.
&ولعل خطاب مهاتير محمد قبل تخليه عن رئاسة ماليزيا يكون قد وجه أنظار مسلمى آسيا لما فى تلك الصناعة التكفيرية من خير وفير وربح مؤكد خاصة وقد اجتذبت اشارته تصفيق وتهليل الحاضرين، فيصبح عندنا فتاوى تايوانى أو هونج كونجى تعبر الينا بدون جمارك كأحد اشتراطات الجات، وأخوف ما أخاف منه أن تطور تلك الدول -كدأبها دائما- تقنية تلك الصناعة المميتة فيكونون شركات عابرة للقارات تصدر فتاوى تكفيرية مودرن جذابة، تقبل عليها شعوبنا الاسلامية وتبور الصناعة الوحيدة التى أفلحنا فى رعايتها على مدى قرون.
والمقصود بالفتاوى التكفيرية ليست فقط الفتاوى التى تكفر فلان أو علان انما ايضا الفتاوى التى تمهد لذلك الفكر التكفيرى كفتاوى دخول بيت الراحة-التواليت فى لغة أهل الكفر والضلال- وفتاوى دعاء الاستحمام وخاصة السيدات لكيلا يشاهد الجان عورتها، وفتاوى النوم لكيلا يطأ المرأة شيطان فيحبلها، وفتاوى دعاء الركوب والسير والترحال وفتاوى الأكل باليد اليمنى- يقولون أن من يأكل بيده اليسرى يأكل الشيطان معه- وينسبون ذلك-إفكا فى رأيى-الى قول للرسول، بل هناك فتاو وأدعية ينبغى أن تتلى عند مواقعة الرجل لامرأته. ولا أزعم أنى ملم بكل الفتاوى التى تستعبد الانسان تقريبا فى كل حالاته ونشاطاته وعلاقاته الانسانية، الواقعية بل والافتراضية أيضا، كحكم طهارة حامل قربة الفسوء، أو من لقضيبه فرعان، وأسخف من ذلك كثير.
أما عن فتاوى تكفير الاشخاص فقد صادفنى موقع انترنتى تكفيرى عجيب، يحتوى على سبعين اسما تم تكفيرهم بفتاوى حديثة الانتاج، أو أعيد بناؤها، تتضمن تلك الاسماء بعض ممن توفاهم الله ولكن هذا لم يكفهم شر المكفرون حتى على أساس انهم الآن أمام محكمة أعلى وأعدل، ويبدو أنهم يقيمون الحجة على الله أو يوجهون نظره لماذا هم كفرة فأضافوا اسبابا لتكفيرهم لحقتهم من بعد وفاتهم. أيضا تتضمن تلك الاسماء اسمين لشخصين أو ثلاثة تنبىء عن انهم حتى ليسوا بمسلمين كمثل جبران خليل جبران، ووجه الاعتراض هنا أن هؤلاء كفرة من الاساس فهل يصح تكفيرهم مرتين؟ ويتوالى الانتاج التكفيرى ليضم اسم الاستاذ عثمان العمير والدكتورشاكر النابلسى، ولكى لا يشعر أحد بالغيرة أو بأنه دون المستوى التكفيرى المطلوب فتوجد فتوى عامة شاملة تكفر من لا يكفر هؤلاء!!ا
واسترسالا مع سيرة التكفيريين الكفرة ولمناسبة مقتل الفنانة ذكرى - والتى سبق صدور فتوى تكفيرية كافرة بتكفيرها- فقد وقانا الله شر فتنة بانتحار قاتلها وإلا ماذا كان العمل لو لم يمت، وتعرض للمحاكمة فقيض الله له تكفيرى يقول بكفر الفنانة المذكورة وبأن قاتلها انما انزل عليها- بقتلها- حكما الهيا؟ كذلك الصفيق الذى قال بمثل ذلك فى محاكمة قاتل فرج فودة؟؟؟ مع ملاحظة أن من قال بذلك فى تلك المحاكمة محسوب على تيار من يسمونهم فقهاء الوسطية أو الاعتدال!!ا
أدعوا الفقهاء التكفيريين الى اصدار فتوى بتكفير كل من يصدر فتوى تكفيرية أو حتى يتبعها إن جاءت من خارج الشعوب الناطقة بالضاد، وكلى أمل أنهم لن تعوزهم الحجة فقد عودونا على مهارة وطول باع فى مجال التكفير والتخريج والتدوير والتلفيق...أعانهم الله وأيانا.

نيويورك