لا استبعد أن يأتي وقت يضطر فيه ركاب الطائرات إلى دخول أبواب الأمن في المطارات وهم لا يرتدون سوى المايوهات، وإلا قاموا بخلع كل ملابسهم وتسليمها للموظفين المختصين على تلك الابواب لادخالها اجهزة خاصة بالاشعة فوق الحمراء لجرد محتوياتها والتأكد من عدم وجود أي سلاح خفي داخلها.. هذا الامر قد يبدو مبالغا فيه، ولكن الاساليب الجديدة لتصغير الاسلحة التي يمكن استخدامها، والجيوب الخفية التي تم التوصل إليها لاخفائها فيها، جعل المتخصصين في الأمن يلهثون وراء هذه الابتكارات للحاق بها.. ولا استبعد ان تكون بعض الشركات المتخصصة في انتاج اجهزة الأمن هي نفسها التي تبتكر تلك الوسائل الجديدة لاخفاء الاسلحة حتى تضطر الدول لشراء الاجهزة التي تكشفها.
في كل المطارات أصبح من يرتدي الحذاء الرياضي المعروف مطالباً بخلعه ووضعه داخل اجهزة الكشف بعد ان عثروا على الراكب الذي أخفى في حذاء من هذا النوع مادة متفجرة!
وفي بعض المطارات يطالبون من يرتدي ربطة عنق بفكها وخلعها وتمريرها عبر جهاز الكشف ايضا بعد ان اكتشفوا نوعاً من الاسلحة يمكن اخفاؤه خلف هذه الربطة دون ان يراه موظف الأمن.. الشيء نفسه بالنسبة للأحزمة الرجالية التي ابتكر انواع منها فيها جيوب سحرية من نوع الجيوب الموجودة في احزمة الحجاج، أيضا مظلات الشمس والمطر وجدوا أنها وسيلة سهلة لاخفاء نصل حاد يدخل في جوف الشمسية ويمكن عند اللزوم اخراجه وتحويله إلى سيف قاتل..
حتى أقلام الحبر واقلام أحمر الشفاه للسيدات وبعض وسائل الزينة تمكن خبراء الشر من تحويلها إلى اماكن خفية لاسلحة صغيرة جدا تناسب عمليات التصغير التي انتشرت في مختلف انواع الاجهزة..
أما الخطر الاكبر فهو في التلفون الجوال الذي تمكنت بعض الشركات من انتاج أسلحة على شكل هذا التلفون الأمر الذي جعل بعض المطارات تقوم بادخال هذا التلفون عبر اجهزة الكشف بالاشعة.
ولكن هذه الاجراءات لن تقتصر على ما يحمله الراكب بل ستمتد بصورة اساسية إلى الراكب نفسه للتأكد من انه هو صاحب الاسم الذي يسافر به.. وإذا كان جواز السفر والصورة الموجودة عليه هما وسيلة الاثبات الشائعة في الوقت الحالي وهي وسيلة تبين سهولة التغلب عليها، فلقد ظهرت مبتكرات جديدة لن يمر وقت طويل قبل ان يتم تعميمها واستخدامها للتأكد من ان الصورة الملصقة ليست مزورة.. فكل شخص سوف يكون له ملف يتضمن التعرف على قزحية عينه بعد ان اكتشفوا ان هذه القزحية تختلف من فرد لآخر تماما مثل بصمات الاصابع وربما أكثر.. وقد يشمل الملف بصمة صوت وذلك إلى جانب بصمة الاصبع التي تمكنت الابحاث من الحصول عليها بطريقة مبتكرة غير طريقة الحبر التقليدية التي تلطخ الأصابع وتثير الاحساس بالمهانة خاصة إذا كان الراكب من الجنس الناعم!
التعليقات