"إيلاف"&من لندن: في متابعة من "إيلاف" اليوم لحركة التغطية الإخبارية التي تولتها وكالات الأنباء العربية الرسمية التي هي في العادة لسان حال أجهزة الحكم الرسمية لخبر اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أعلن اليوم على نطاق واسع، كانت هذه الحصيلة.
ففيما عدا وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) التي أفردت للخبر مساحات واسعة منذ إعلانه على لسان المسؤولين الأميركيين والعراقيين، فإن وكالة الأنباء السعودية (واس) الرسمية أيضا جاءت في الدرجة الثانية من حيث التغطية، حيث نشر البيانات الرسمية الصادرة من القيادة الأميركية والعراقية مضافا إليها تحليلا أخباريا عن الحال العراقي في عهد صدام إلى لحظة اعتقاله.
وفيما اكتفت وكالات خليجية أخرى كالعمانية والقطرية ووكالة أنباء البحرين ووكالة أنباء الإمارات (وام) بنشر أخبار عادية من دون الإشارة إلى ردات فعل في الشارع العربي سوى ما صدر عن بعض زعماء العالم وبيانات أخرى لناطقين رسميين.
فإن وكالات أنباء عربية أخرى، تعاملت مع حدث اعتقال رئيس الحكم العراقي المنهار تحت مقولة يمكن وصفها بأنها حالة من قال "لا أرى ولا اسمع ولا أتكلم " ولكن بأسلوب "القردة الحكماء الثلاثة" حسب المثل الصيني المعروف.
فقد لاحظت "إيلاف" أن وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) تجاهلت اعتقال الرئيس العراقي مفردة غالب نشرتها الإخبارية اليوم إلى ردود أفعال وتصريحات سياسية لمسؤولين سوريين ولبنانيين وعالميين من أصدقاء سورية لقرار الإدارة الأميركية بإصدار قانون سورية الذي يفرض حصارا اقتصاديا على هذا البلد العربي.
ولكن الوكالة السورية اتفقت مع نظيرتها وكالة أنباء الجماهيرية الليبية (أوج)، في إبراز خبر التفجير الإرهابي الذي طال مركز شرطة عراقيا في بلدة الخالدية غربي العاصمة العراقية وذهب ضحيته 17 قتيلا وأكثر من 25 جريحا، كما أبرزت (أوج) أخبارا عن نشاطات العقيد معمر القذافي ولقاءاته الشعبية والرسمية.
وقالت الوكالة الليبية أن "الأخ القائد معمر القذافي تابع اليوم فعاليات مؤتمر الشعب العام الهادف إلى ترسيخ قوة الشعب وسلطته".
وتجاهل وكالتي الأنباء السورية والليبية ناظره ذات الموقف في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي ركزت على خبر محاولة اغتيال الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف، ومعها وكالة الأنباء الموريتانية التي ركزت في نشرتها الأخبارية على موضوع رئيس هو الذي نشرته مرات عديدة وفيه قالت أن جماهير& الشعب الموريتاني تظاهرت اليوم مؤيدة الرئيس معاوية ولد طايع على قراره زيادة اتحاد العمال بنسبة 28 بالمائة.
وحال وكالة (أخبار تونس) وجارتها الغربية وكالة الأنباء الجزائرية (واج) هو الآخر لم يتعدى بث أخبار محلية محض، ركزت فيها على نشاطات الرئيسسين زين العابدين بن علي وعبد العزيز بو تفليقة كل في عاصمة بلاده.
وإذا كان غير مستطاع الوصول إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية لغلق موقعها على الإنترنيت لسبب فرض اشتراكات مالية على متابعيها، وكذلك وكالة الإنباء السودانية لانتهاجها ذات السياسة في مسألة الاشتراكات ، فإن وكالة أنباء المغرب الرسمية تابعت أخبار يوم أمس السبت الرسمية كالعادة مغربيا.
وأما في عمان، فإن وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) اكتفت بنشر تصريح رسمي مقتضب للمتحدثة الرسمية باسم الحكومة سلمى خضر، قالت فيه أن الأردن يقف إلى جانب الشعب العراقي في تقرير مصيره، متمنية مستقبلا مثمرا للشعب العراقي. لكنها قالت أن اعتقال صدام حسين "مسألة تخص العراقيين وحدهم".
وفي غزة، فإن وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بقيت على وفائها لأخبار نشاطات الرئيس المحاصر في رام الله ياسر عرفات، وهي مثل كثير من وكالات الأنباء العربية الرسمية التي مارست حكمة (لا أرى لا اسمع لا أتكلم) في شأن اعتقال الرئيس الديكتاتور.