نضال حمد
&
&
&

ليتك تبقى الطفل الإنسان
&أخشى وأروع
&أن تكبر في هذي الشبكة
..........

&أخشى يا طفلي أن يقتل فيك الإنسان
&أن تدركه السقطة
&أن يهوي
&يهوي
&يهوي للقاع.

&
صباح هذا اليوم المثلج الأبيض حيث الثلوج تغطي كل شيء في العاصمة النرويجية أوسلو، سمعت من وكالات الأنباء خبر رحيل الشاعرة الفلسطينية المبدعة والكبيرة فدوى

طوقان صاحبة الأبيات الشعرية أعلاه.
رحلت اليوم شاعرتنا القديرة ابنة مدينة نابلس العريقة، التي لم تبخل على فلسطينيها بشيء فكانت وبقيت الوفية لتراث بلدها ووطنها حتى رحيلها المفاجئ صبيحة هذا اليوم الأبيض،

وفدوى طوقان كانت وستبقى حمامة فلسطين البيضاء.
لقد ساهمت المبدعة فدوى طوقان باعمالها الشعرية والأدبية في رفع شأن القضية الفلسطينية وإيصالها للعالم بقالب شعري جميل يعبر عن حقٍ غير قابل للتصرف وللتفريط، حق

لشعب صابر وصامد ومكافح على مر التاريخ، حق لأمة شردت وعذبت وانتهكت حرماتها في ظل صمت عالمي مريب ومشاركة البعض في التآمر على حقوق شعب فلسطين.
في يوم الرحيل نقول للشاعرة المحلقة عاليا في سماء الأدب كأنها القصيدة الطائرة على جناح حمامة السلام البيضاء، إلى الخلد وجنات النعيم ايتها الفلسطينية العائدة من جنات

فلسطين الى جنات العالمين. ونقول سلاما عليك يوم ولدت ويوم رحلت، فقد كنت فلسطينية العينين والكفين والوشمٍ، كنت هكذا ولم تزل وسوف تبقين هكذا حتى الأزلِ..
استحضر اليوم بعضا مما كتبت الشاعرة الراحلة، استحضر الآن القليل من الكثير الذين أبدعته في حياتها، حيث انشدت وكتبت لفلسطين أغلى الكلمات وأقدسها في أزمنة العار

والصهاينة خلفاء المغول والتتار:
ولدت فدوى عبد الفتاح آغا طوقان في مدينة جبل النار نابلس سنة 1917 لأسرة فلسطينية عريقة ومعروفة، ذات نفوذ في المدينة الفلسطينية الأكبر والأكثر أزدهارا، تلقت تعليمها

في مدارس نابلس الابتدائية ثم عملت بنفسها على تثقيف نفسها، التحقت بدورات اللغة الانكليزية والأدب الانكليزي،حضرت العديد من المؤتمرات العربية والأجنبية،عضو في مجلس
أمناء جامعة النجاح، نالت عدة جوائز محلية واقليمة ودولية، منها وسام فلسطين، جائزة اتحاد كتاب الأردن 1983، جائزة الزيتونة الفضية من ايطاليا،جائزة سلطان العويس
1987، جائزة ساليرنو السعودية للشعر 1994وغيرها من الجوائز.. شقيقها الشاعر الفلسطيني الكبير والشهير ابراهيم طوقان، وقد عاشت حياتها تؤمن بأن فلسطين
سوف تعود لأصحابها ولن تكون أرضا لكيان اسرائيل الغاصب مهما طال الزمن،.
أصدرت فدوى طوقان 8 دواوين شعرية على مدى 50 سنة من العطاء والكتابة والابداع والمقاومة:
وحدي مع الأيام، وجدتها، أعطنا حباً،أمام الباب المغلق،الليل والفرسان، على قمة الدنيا وحيدا، تموز والشيء الآخر واللحن الأخير صادر سنة 2000. كما صدر لها كذلك

السيرة الذاتية في كتابين " رحلة صعبة، رحلة جبلية" و " الرحلة الأصعب ".
في يوم رحيلها تحضرني الآن بعض ابيات قصائدها المعروفة:
من قصيدة لن أبكي:
على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدور.
بين الردمِ والشوكِ
وقفتُ وقلتُ للعينين:
قفا نبكِ
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار
وتنعى من بناها الدار
وأنّ القلبُ منسحقاً
وقال القلب: ما فعلتْ بكِ؟
&بكِ الأيام يا دارُ؟
ومن قصيدة حوارية:
دعاني إليه، هو البحر
&على مداه موجة إثر موجة
&تباعدت، شد ذراعي إليه
&يا بحر كلا!
&أخافك يا بحر عد للوراء
&ومركب عمري على المنحدر.
رحم الله المبدعة الخالدة فدوى طوقان، لها علينا وعد وعهد بتحقيق الأمنيات وتحرير فلسطين واعادة بناء الذات.