سامي الحارثي
&
&
&
&
كان بإمكانه أن يكون إنساناً عادياً.. عادياً جداً، يولد وينشأ ثم يدرس ويتخرج فيعمل ثم يتزوج وينجب ويربي ثم تنتهي حياته ويموت!
لكنه كان مختلفاً في كل شيء، منذ أن سقط الجمل كثرت السكاكين!، نخاله مما سمعنا ونسمع أنه ولد من رحم شيطان، ونشأ في غابةٍ مع الضواري، ودرس الحقد والكره وتفاهة حياة الإنسان، وتخرج مؤهلاً ليمارس ما درس، وعمل على إثبات أن لون الدماء هو أجمل ألوان الطبيعة، وتزوج وأنجب صغاراً، رباهم ليكبروا طغاة مثله، أو أشد قليلاً، ولم يزل حياً.
ليلة السبت الماضي كان له مع الذل موعد، كان ذليلاً، كان أكثر من ذليل، يا الله أي ذلٍّ ينبعث من عينيه أي حسرةٍ وهوان وإنهاكٍ تفيض من تقاسيم وجهه أي عمر من السنين الطوال يجثو حقيراً على ركبتيه أمام لحظة!
نهاية لا تليق به أبداً، قتل الملايين، وشرَّد الملايين، وضيع الملايين، ويكرهه ملايين، وحوَّل مجرى التاريخ، وينتهي هكذا! ما هذه بالنهاية التي عودتنا عليها الأفلام الأمريكية دوماً.
كم أود أن أقابله الآن سأسأله عن ستة وستين عامٍ فيمَ مضت، ياااه يالهذا العمر الطويل!، فيمَ مضى يا فخامة الرئيس؟!
لو عدت من جديد، لو ولدت من جديد، لو نشأت من جديد، هل ستمضي بنفس الطريق؟
أي شيء يدفع الإنسان ليصبح صدَّاماً؟!
كل يوم أزداد إيماناً بأن الإنسان مخلوق عجيب.. وغريب!
صدَّام كلمة ستدخل معاجم اللغة لتكون ذات معنى واحد.. واحدٍ فقط، عزيز طغاةٍ.. وَ ذَل.