نصر المجالي من لندن: علمت "إيلاف" أن رئيس العراق السابق المعتقل لدى قوات التحالف منذ ليل السبت ـ الأحد لم يعد في مكان اعتقاله المؤقت في مطار بغداد الدولي حيث يتواجد كثير من أنصاره المعتقلين منذ سقوط الحكم البعثي في العراق في إبريل (نيسان) الماضي وعديدهم لا يقل عن المائتي شخص من المطلوبين على القائمة الأميركية وغيرها.
ونفيا لمعلومات قالت أن الرئيس المعتقل الذي يدور جدال عراقي ودولي حول مسألة محاكمته أمام محكمة عراقية بإشراف دولي أو أمام محكمة دولية على غرار محكمة لاهاي او نورنبيرغ التي تشكلت من بعد الحرب العالمية الثانية،& فإن مصادر خاصة قالت لـ"إيلاف" أن صدام حسين، نقل إلى مكان خارج العراق ولكن ليس إلى قاعدة (العديد) الأميركية في دولة قطر حيث جرت العادة أن ينقل إليها المطلوبين من جانب العدالة الأميركية لفترة موقتة.
وتتحدث المصادر التي لم ترغب& الإفصاح عن هويتها عن احتمالات نقل الرئيس العراقي السابق جوا عبر حراسة أميركية جوية على بلد عربي مجاور قد يكون الأردن، وهو قرار حسب تلك المصادر جاء بعد محادثات مضنية استغرقت أسابيع كثيرة مضت في حال اعتقاله بين عمان واشنطن تحت طائلة احتمال اعتقال صدام حسين وتقرير مصيره الموقت إلى حين البت في مسالة تقديمه أمام محكمة عراقية كانت أو خلافها لمحاكمته بجرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.
والأردن بلد له حدود ضيقة شرقية مع العراق، وهي رغم مساحتها المحدودة ساهمت إلى حد بعيد في دعم التكتيكات العسكرية الأميركية عبر الصحراء الأردنية في العمليات العسكرية التي أدت في نهاية المطاف إلى سقوط الحكم البعثي في العراق في إبريل (نيسان) الماضي.
ونفى الأردن مرارا وتكرارا فتح أراضيه لأية قوات أجنبية لشن هجمات على أي بلد عربي وسيادته واستقراره، لكن تبين في نهاية المطاف أن قواعد عسكرية جوية أردنية في الصحراء الشرقية كانت تقدم خدمات لوجستية لنظراء أميركيين لشهور ما قبل العمليات العسكرية التي كانت نتائجها إسقاط حكم صدام حسين.
ومن غريب الصدف أنه فضلا عن ما لا يقل عن ربع مليوني عراقي استقبلهم الأردن في العقدين الماضيين وهم كانوا فروا هربا من جحيم حكم صدام الاستبدادي، فإن الأردن بقرار من العاهل الهاشمي الملك عبد الله الثاني استقبل قبل شهرين كريمتي الرئيس العراقي السابق رغد ورنا وأبنائهما الـ 11 لدواع إنسانية على أنه اعتذر عن استقبال زوجة الرئيس السيدة ساجدة خير الله التي تعيش حاليا في حماية قبيلة شمر ذات الباع الطويل في المثلث البدوي الرابط بين العراق وسورية والأردن والسعودية.
وحسب مواثيق حقوق الإنسان الموقعة في جنيف، فإنه يحق لسجين الحرب أن يختار مكان اعتقاله إذا كان هذا هدفا لا يضر بمصالح الطرف الآخر، وخصوصا إذا كانت عائلة ذلك السجين في المكان المتاح، وعليه فإن هذه المواصفات تنطبق على بلد كالأردن حيث تعيش بنتا الرئيس المعتقل وأحفاده، حيث ممكن له الاتصال معهم تحت رقابة معتقليه حسب وثيقة حقوق الإنسان.
وفي استبعادها أن تكون قاعدة (العديد) الضخمة التي اشترتها الولايات المتحدة من حكومة الدوحة لثلاثين عاما& آتية، قالت المصادر أن واشنطن لا ترغب لحليف رئيس مثل قطر في أن يكون موضع انتقادات كبيرة& من جوار خليجي له حساسياته الخاصة عربيا وإسلاميا وخاصة عشية انعقاد قمة زعماء مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دولة الكويت يوم السبت المقبل.
وواشنطن لا ترغب كثيرا في إثارة حساسيات لدى تلك الدول الخليجية الحليفة في مجملها باستضافة رئيس يعاديه الجميع على أرض واحدة من الدول الست المنضوية تحت مجلس التعاون الخليجي.