&
يوم الأحد الماضي كان من أحد أسعد أيام حياتي.. فقد تبــلغت نبــأ القـبض علــى صدام من الاصدقاء، لكن مشاعري كانت كالعراقــيين قلت اني لن اصـدق حتى اراه فـ seeing is believing، وقد كان أن رأيته، كما تمنيته، بشعر اشعث اغبر مليء بالقمل ولحيته غير مشذبة، يعيش في جحر كالضب او الفأر الخائف يأكل فيه ويقضي فيه حاجته! اين سيف العرب وفخرها ومذل الفرس والاميركان وقائد عمليات المقاومة؟! لا يوجد، فلم نر امامنا الا "شقاوه" او مجرما عراقيا رخيصا بيد رجال الشرطة او الامن، وكما قال الكولونيل سانشيز كان متعاونا وثرثارا، فتح فمه واسعا ودلّهم على مكان الاسنان الصناعية بمذلة واستكانة. لم يمتلك شجاعة هتلر وكرامته عندما اقتربت قوات الحلفاء منه قتل نفسه وزوجته حتى لا يراه الشعب الالماني الذي قاده طوال عقود ذليلا مهانا، ولذلك نرى الكثيرين من الشعب الالماني لا يزالون يكنون الاحترام لهتلر.. صدام العربي لم يمتلك حتى شجاعة ايمن السويدي زوج المطربة التونسية ذكرى الذي قتلها ثم قتل نفسه، مع ان صدام قتل مئات الآلاف من العراقيين وغيرهم، لكنه كان ضنينا وجبانا على نفسه! اعتقد ان منظر صدام في الاسر سيثير الشجى في النفس العربية المهزومة إلى الابد، وسيخرجون لنا بتنظيرات ما انزل الله بها من سلطان، ولكننا لن نعير اهتماما لذلك الهراء، فقد ودعهم صدام إلى الأبد.. صوت العراقيين كان واضحا في شوارع بغداد وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بريمر والباجه جي وسانشيز، وكان عفويا وصادقا.. اما المنتفعون من صدام، وما اكثرهم! والمتباكون على العراق والاحتلال واختلال التركيبة القيادية للعراق، والطائفيون الجدد حتى النخاع، نقول لهم: ان صدام ذهب الى الابد إلى مزبلة التاريخ بدون اي كرامة او عزة، وننتظر الآن ولادة عراق ديموقراطي جديد، تمثل فيه كافة الطوائف والكتل السياسية، عراق يحترم حقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير، عراق قوي بأعراقه وقومياته وتميزه عن باقي دول الحقد العربية.
.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
ü ü ü
> هامش:
أحد أسباب فرحتي مساء الأحد أن صدام اصابته حوبة أو لعنة الكويت، فقد كان صدام يحلم يوم 1 اغسطس 1990 ان يفعل بالكويت ما فعل به الاميركان مساء السبت، ولكن مشيئة الله تأبى إلا أن تذله لمدة 13 سنة بسبب غزوه للكويت ثم ترينا إياه ذليلا منكسرا مهانا.. فهل يتعظ كل من يعادي الكويت بما أصاب قدوتهم؟!
التعليقات