باريس - توصل جيمس بيكر الموفد الأميركي الخاص لمعالجة مشكلة الديون العراقية&في باريس الى اتفاق مبدئي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك من أجل "إيجاد السبل لتخفيف الدين العراقي عام 2004" في إطار نادي باريس.&وصرح بيكر في ختام لقاء مع شيراك دام ساعة "أعتقد أننا متفقون جميعا على ضرورة تخفيف الدين ضمن نادي باريس إذا أمكن في العام 2004 وأعتقد أننا متفقون في الجوهر على أبعاد هذا الرهان".
وبدأ جيمس بيكر في باريس جولة ستقوده ايضا الى المانيا وايطاليا وروسيا وبريطانيا.&واعلنت الناطقة باسم قصر الاليزيه كاترين كولونا ان فرنسا والولايات المتحدة "اتفقتا على ايجاد سبل لخفض الدين العراقي في العام 2004 وفقا للتدابير المعتمدة داخل نادي باريس".&واضافت "لقد اتفقنا ايضا على اهمية العمل معا لاعادة اعمار العراق".
واكتفى نادي باريس حتى الآن بالموافقة على تأجيل تسديد الديون العراقية حتى نهاية العام 2004، متعهدا في الوقت نفسه اعادة جدولة الدين العراقي "فور الامكان".&ويضم نادي باريس الذي يمثل ثلث الدين العراقي (41 مليار دولار تقريبا) كلا من فرنسا والولايات المتحدة والمانيا واستراليا والنمسا وبلجيكا وكندا والدنمارك واسبانيا وفنلندا وايرلندا وايطاليا واليابان والنروج وهولندا وبريطانيا وروسيا والسويد وسويسرا.
ويشدد المسؤولون الفرنسيون على ان نادي باريس لا يمكن ان يعالج مشكلة الدين العراقي سوى مع حكومة عراقية ذات سيادة، وهو شرط غير متوافر اليوم. ولا يمكن بالتالي بنظر باريس التوصل الى اتفاق قبل تنصيب سلطات شرعية في بغداد.
وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان اعلن الاثنين ان فرنسا مستعدة لالغاء قسم من الديون العراقية "اذا ما توافرت الشروط الضرورية"، ملمحا بذلك الى استعادة العراق سيادته بعد الاحتلال الاميركي.&واكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان من جهته اليوم الثلاثاء امام الجمعية الوطنية الفرنسية انه من الممكن تخفيض الديون العراقية "عند تشكيل حكومة ذات سيادة" في بغداد.
وتبلغ الديون التي تراكمت على النظام العراقي حوالى 120 مليار دولار، بينها ثلاثة مليارات متوجبة لفرنسا.&وقال بيكر "نريد ان نفعل ما بوسعنا لتخفيف عبء الدين الذي يلقي بثقله على الشعب العراقي حتى يتمكن العراقيون من ان ينعموا بالحرية والازدهار، ونود ان نفعل ذلك عام 2004 عبر آليات نادي باريس".&وافاد بيكر ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك استقبله "بحفاوة بالغة وبود كبير"، ووصف لقاءهما بانه "مثمر جدا جدا".
والتقى المسؤول الاميركي قبل ذلك وفدا عراقيا بقيادة رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي عبد العزيز الحكيم كان يزور باريس حيث استقبله شيراك ودو فيلبان الاثنين.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف اعتبر الاثنين في موسكو ان نادي باريس يمثل "نظاما حديثا ومتحضرا لتسوية مشكلات الديون الخارجية"، داعيا الى "تطبيق هذه الآليات (لتسديد الديون) على العراق".&وكان بيكر وزيرا للخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الاب، وهو مهندس التحالف الدولي الواسع الذي طرد صدام حسين من الكويت محققا بذلك انتصارا دبلوماسيا منحه مكانة دولية كبيرة لا يزال ينعم بها حتى الان.&ويبدو بيكر في موقع الوسيط القادر على اعادة بناء الجسور مع باريس وبرلين وموسكو التي عارضت بشدة الحرب الاميركية على العراق.
التعليقات