ناصر طه

&
&
&
بعد ظهور بطل العرب على شاشات التلفزه على غير ما تعود عليه اتباعه ومبجليه الذين كان يسوقهم سوقا وكانوا ينقادون له واصواتهم تتحشرج بالهتاف له ولانتصاراته التي نسمع عنها ولا نراها، نقول بعد هذا المشهد التلفزي المدرمن ( من دراما ) اصيبت جموعه المدوبنه ( من دواب ) بدهشة مشهدية عطلت لديهم قدرات التلقي وشلت الضئيل المتبقي من ملكاتهم الذهنية، وبالطبع نحن نتوقع هذا من اؤلئك الذين تربوا على مفاهيمويات الانقياد والتبجيل التي تنمي المواهب التبريروية والسفسطات التخريجوية وخرجت لنا جيلا من المتثاقفين المتهرجنين ( من تهريج ) والذين نرمنزوا ( من رمز ) للتعبير عن الامثولة الحقة للانحطاط المعرفي والتخلف السياسي، فبعيد المشهد الذي ظهر فيه البطل الضرورة وهو ينقاد لتعليمات الطبيب فاغرا فمه الذي طالما حول الهزائم الى انتصارات، ظهر لنا مرمنز عروبي يدعى " مصطفى بكري " وعلائم الخيبة تعلو سحنته ليقرر دون نردد وبلا وعي ان ما يشاهده مشهدا ممسرحا تم اخراجه بقدرات هوليودوية وان بطله وقائده تعرض حتما للتخدير من قبل العدو ولولا ذلك لقاتل اسد العربان من عرين الجرذان ولهزم جيش العدا وحرر الافق والمدى، ولاننا شعوب تتقن الوهم فسرعان ما تلاقف التخريجة البكرية مماثلوه من رموز الجعجعة ليسنوروها ( من سيناريو ) ويمكيجوها ثم ليصدروها عبر الفضائويات الى الجموع علفا اعلامويا تقات عليه، لتغطية اخر هزائمهم المشينة وهكذا ينطلق "عبد الباري عطوان والرنتيسي واخرون " لاجترار هذه التخريجة والتسويق لها بما يمتلكون من مواهب السفسطة وخبرات الخطابة العكاظوية والانشاء الاسلاموي علهم يحتفظوا باخر قطيرة حياء ازاحها بطلهم من جبين الفكر القومي وهو يتوسد حفيرة يأبى الجرذ المرور فيها ليستسلم لاول قادم ازاح غطاءها.
عن اي شجاعة وبطولة تتحدثون!؟ هذه الترويجية اللاممنطقة هي التي تحاولون من خلالها تخدير الشارع والايغال في تمويه الجهل والباسه قناع المعرفة والاصالة من اجل الحفاظ على مواقع تمارسون من فوقها كل اساليب الهيمنة القبلية والتقهقر الماضوي والا فأي اهانة يشعر بها العربي حين يتم القبض على مجرم صورتموه بطلا وارخنتم لشطحاته اللاحضارية التي طوفت جغرافيا المنطقة بالدم؟ وعن اي شعور بالحزن على كبرياء رئيس تفنن في عمارة القبور، تعبرون!؟ لقد كان بطلكم ذكيا وخبيثا عندما سلم قياده لقوات التحالف لانه يعرف اكثر منكم ان هؤلاء سيرحمونه ولو وقع بأيدي العراقيين لرأيتموه بأذل مما اثار حفيظتكم، وأكاد اجزم انه يضحك الان على نظرياتكم في الجهاد والمقاومة ويقول في سره انظر لهذه الخراف المستذئبة التي تدعوني للانتحار والقتال فهاهم بعد ان بعتهم بضاعتي يريدون تسويقها الي مجددا!! ان بطلكم يدرك ان هناك انحرافا معرفيا لمفهوم الشجاعة عند اصحاب التنظير القومي يتمثل بتكريس الشعاراتية والادعائية والتهليل الرافض والتحدي اللساني والتهديد الاجوف وتحويل جبن الغدر الى فعل بطولي وهو يعلم جيدا ان ابطال الورق لا يتجاوزون كونهم لصوص وغدره عند التطبيق وعندما تتحين لهم الفرص باقتناص وسائل القوة وخطفها، فنحن امة لا تصنع البطولة ولا تمثلها وتاريخنا يشهد على احترافنا وقدراتنا في تحويل اللصوص والجبناء الى ابطال تلغ في الدم كما تلغ الضباع في الفطائس.
انظروا الى كم الهزائم المخجلة التي منيتم بها وادرسوا حياة ابطالكم الخراف عند الشدائد دون تقديس.
واعلموا ان الشجاعة فعل لا جعجعة.
ومحاكمة بطلكم انتظروها لكي تعرفوا قدر انفسكم، وان كنا نشك في ان يرعوي من استباحه الوهم والدجل والفقر المعرفي ومن تتلبسه الخرافة ويقوده الحس الصحراوي المصعلك.