عصام البغدادي

&
&

يومان يحملان تاريخ الرابع عشر: الاول 14 أيلول 1964 حين القت مفرزة من مديرية الامن العام القبض على صدام حسين في احد أوكاره في منطقة راغبة خاتون في الاعظمبة وحينها لم يقاوم ولم يطلق رصاصة واحدة ولم يصدق نقيب الامن الذى قاد المفرزة (أُحيل على التقاعد في عام 1969 ومات في ظروف غامضة بعد عام ) ان صدام حسين بين يديه يستله من وكره الى سيارة قديمة في نهاية الزقاق لكي يقتاده الى مديرية الامن في حي السعدون.
لأجل ان يخدع نفسه والاخرين اجرى صدام حسين تحويرا بخط يديه على حوار فلمه السىء الصيت " الايام الطويلة " وجعل بطل الفلم او مسخرة الفلم لا فرق في ذلك ان يقرر عدم البقاء بالوكر بعد فراره اثر محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم قائلا لمن معه في الوكر:" رفاقى البقاء بالوكر معناه اننا نسلم انفسنا بايدينا ثم قرر مغادرة الوكر".
لان عقله الباطني لاحقاً وخلال فترة اعداد الفلم لاشك قد جعله يفكر بيوم 14 أيلول 1964 حين استسلم لمفرزة الامن بسهولة وهى تتبعه من وكر الى اخر لحين القبض عليه. كما ادعى ركوبه الدبابة في اقتحام القصر عام 1968 في صور ملفقة، ولم يستطع ركوب الدبابة فعلاً ليقاوم الغزاة الذين كان هو السبب في قدومهم وتسهيل احتلالهم للعراق ويموت موتة شريفة تؤيد وجهة نظر العرب المخدوعين ببطولاته الوهمية.
وهاهو التاريخ الاخر 14 كانون الاول 2003 لا يختلف ابدأ عن التاريخ الاول: استسلام ذليل في مخبأ حقير وبوضع مزري للغاية، يدل على ضعف كبير في مجمل كل شخصيته الدنيوية ويثبت انه جبان بعرورة وليس قائد ضرورة، نعم كان قائد ضرورة ليس لشعب العراق بل لخدمة امريكا ومنحها فرصة احتلال العراق..لقد كان خائناً من طراز كبير جداً ليس لقضية الوطن والامة فحسب بل حتى لعشيرته وعائلته ونفسه ولمسدسه الذى رافقه كل تلك السنوات والذى لم يمنحه فرصة التخليد من بعده، لكى يثور في وجهه ويودع رصاصه في راسه الاجوف الفارغ من كل الابعاد الانسانية والذى فتك بشعب العراق وخيراته ومستقبله طوال 35 عاماً.
استسلم متعاونأ، قدم لهم رأسه لتفحصه، وفتح فمه واول شىء طلبه هو الطعام لاشباع غريزة الجوع في داخله بعد ان افتقد تلك الابهة والخدمة الفاخرة والتكة المشوية باغصان الرمان في التنور العراقي، طوال فترة ( تفرعنه) على الشعب العراقي كانت هناك عيون وعدسات تراقب اعداد طعامه، لكنه لن يخشى من ان يقدم الامريكان له الطعام ذلك لانه يثق بهم فقد كان خادمهم المطيع والخادم يثق عادة باسياده وبما يقدمون له على عكس الاسياد الذين لا يثقون بخدامهم..وكان هو لا يثق بالعراقيين لانه أمن انه سيد العراقيين وانهم خدمه المسخرين، من منا لايتذكر الصورة التى نشرتها له البعث الرياضى بحجم صفحتها الاولى وهو يقف بجانب الخراف..كان يرى في الشعب العراقي كله عبارة عن قطيع من الخراف التى يسوقها كما يشاء ويطعمها متى يشاء وينحرها كما يشاء ووقتما يشاء. ترى هل سيقدمون له التكة العراقية أم ديك رومي !!!
كما لا أعتقد ان لديه معلومات اكثر مما يعرفها الامريكان حق المعرفة لكنهم بالتاكيد سوف يعطوه حقنة مادة باربيتيوتيس-الجيل الخامس الحاوية على مكونات من مادة صوديوم اميتول في جيلها الثاني، و من صوديوم فينوباربيتول في جيلها الثالث لجعله يغرد مثل البلبل فربما لم يذوقوا مرارة احاديثه العنكبونية التى كان يبثها علينا مرتين في اليو م الواحد من شاشة التلفزيون طوال سنوات حكمه.
أقترح على الاميركيين ان يصحبوه في جولة عامة في شوارع بغداد وهم يحيطون به لتامين سلامته وسوف تشاهدونه كيف ينفش ريشه ويوزع نظرات التيه والخيلاء ويبتسم ملء شدقيه حتى وهو يرى الشعب العراقي يبصق عليه!!


كاتب عراقي مقيم في تايلاند
[email protected]