عمان- رأت الصحف الأردنية في اعلان ليبيا التخلي عن برامج تطوير اسلحة دمار شامل مؤشرا على أن العقيد الليبي معمر القذافي "اتعظ" بما جرى للرئيس العراقي المعتقل صدام حسين خوفا من أن يلقى المصير نفسه.
&وكتبت صحيفة "الدستور" المستقلة في احدى مقالاتها "العقيد يبدو في وضع الرجل الاول من حيث المتعظين بمصير الرئيس العراقي وذلك لم يكن سوى مصادفة تخدم سيد العالم بوش وصاحبه بلير فالاسلحة المحظورة التي ضاعت في صحراء العراق تظهر الان في ليبيا بفعل القوة والحزم".
وتضيف المقالة تحت عنوان "السيد العقيد في نهجه الجديد" أن "مسلسل تراجع العقيد لم يتوقف فصولا ولا يبدو انه سيتوقف الا بعد تحويل البلد إلى محمية أميركية يكون منصبه فيها قائمقام".
ويرى كاتب المقالة أن "الليبيين حسب السيناريو الجديد لن يربحوا ثرواتهم ولن يربحوا الحرية ولا الديموقراطية وكل ما سيربحونه هو بقاء العقيد تاجا على رؤوسهم وكذلك ذريته من بعده إلى أن يشاء الله".
وفي مقالة أخرى تحت عنوان 'من يجرؤ أن يقول لا' يسأل احد المعلقين "ما الذي يمكن أن يحدث لليبيا اذا ما ظلت محتفظة بهذه الاسلحة؟ الن تتعرض طرابلس وربما العقيد القذافي لما تعرضت له بغداد وما آل اليه مصير الرئيس العراقي صدام حسين، من دون أن يصدر عن الدول العربية ردة فعل مستنكرة؟".
وفي صحيفة "العرب اليوم" المستقلة، يكتب احد المعلقين "الأميركيون قادمون، ضع سلاحك، سلم تسلم، فالولايات المتحدة تريد المنطقة منزوعة السلاح بعدما اصبحت منزوعة السلام والفضل يعود إلى 'اهل الفضل' وهي إسرائيل".
ويضيف كاتب المقالة "الولايات المتحدة تريد تحويل البلاد العربية باسم الحرية والديموقراطية والتغيير إلى سوق استهلاكي اي إلى سوبرماركت فخم وضخم او 'مول' وعلى رفوفه كل اشكال الذل وانواع العار".
كذلك، تتناول صحيفة "الرأي" الرسمية الحدث الليبي فيقول احد معلقيها " كان افضل للجماهيرية الليبية أن تتخذ طوعا ما يمكن أن تجبر عليه او يفرض عليها بالاكراه".& ويتابع الكاتب "السؤال الذي يثور هنا: لماذا لا تطلب أميركا من إسرائيل أن تخضع منشأتها النووية للرقابة الدولية او تضغط عليها للتخلي عنها نهائيا؟".
ويخلص إلى القول "اذا كان العقيد القذافي يستحق التصفيق كما قال وزير خارجية بريطانيا جاك سترو واذا كانت الخطوة الليبية تظهر جدية العرب في اقامة منطقة خالية من الاسلحة غير التقليدية، كما يرى عمرو موسى، فان القرار الليبي يظهر مدى تقصير الولايات المتحدة في استخدام الدبلوماسية للوصول إلى الهدف المنشود".
وكانت ليبيا اعلنت مساء الجمعة انها تتخلى عن كل برامج تطوير اسلحة دمار شامل في حين كانت تؤكد سابقا انها لا تملك مثل هذه البرامج. كما اعلن رئيس الوزراء الليبي شكري غانم اليوم الاثنين في مقابلة مع اذاعة "بي بي سي" أن ليبيا مستعدة لتوقيع البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية