"إيلاف" من لندن: يقضي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعائلته إجازتهم الخاصة في أحد المنتجعات المصرية بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية التي تصادف هذا الأسبوع وسط احتجاجات على الزيارة من جانب سياسيين بريطانيين وجماعات حقوق الإنسان على المعاملة السيئة التي يلقاها ثلاثة من السجناء البريطانيين في أحد السجون المصرية منذ عشرين شهرا.
وتعود رئيس الوزراء البريطاني قضاء إجازته لمرات عديدة في شرم الشيخ والغردقة على ساحل البحر الأحمر، وكانت الاحتجاجات تلاحقه دائما، ولكن هذه المرة سياسيا.
ففي المرات الأولى كانت الاحتجاجات من جانب المعارضة على كون رئيس الوزراء قبل استضافة في مرة من المرات من جانب الرئيس المصري حسني مبارك الذي خصص له إحدى الفيلات الفخمة في شرم الشيخ، وقال المحتجون "هذا التصرف لا يليق برئيس حكومتنا، حيث هو يستمتع على عاتق دافعي الضرائب المصريين، وهو أمر ترفضه أعرافنا".
أما الاحتجاج هذه المرة فهو متعلق بمصير ثلاثة من السجناء البريطانيين المنتمين لحزب التحرير الإسلامي المحظور في مصر وغالبية الدول الإسلامية والعربية، لكنه مسموح له بالنشاط علانية على الأراضي البريطانية وينتمي إليه آلاف من البريطانيين المسلمين وخصوصا طلاب الجامعات.
وكان الثلاثة وهم رضا بانكهيرست (28 عاما) وإيان نيسبيت (29 عاما) وماجد نواز (26 عاما) اعتقلوا قبل نحو وعشرين شهرا من جانب السلطات الأمنية المصرية بتهمة الترويج للحزب المحظور والتورط مع مصريين آخرين بتهمة محاولة قلب نظام الحكم تمهيدا لإقامة خلافة إسلامية.
وحزب التحرير الإسلامي المتشدد مطارد من جانب الحكم المصري منذ العام 1974 حين حاولت عناصره تنفيذ انقلاب ضد الحكم، ومنذ تلك اللحظة اعتبر الحزب محظورا وطالت حملات اعتقال كثيرة عديد من عناصره البارزة.
ويتهم ذوو المعتقلين البريطانيين الثلاثة، السلطات المصرية بأنها مارست التعذيب ضدهم خلال استجوابهم وطوال فترة سجنهم، وينتظر أن تصدر محكمة أمن الدولة المصرية بعد غد الخميس أحكاما ضد هؤلاء، بالسجن لفترات متفاوتة أقصاها عشر سنوات.
واستباقا لحكم المحكمة، فإن عائلات السجناء الثلاثة تقول إنهم زاروا مصر لأغراض متعددة ليس من بينها العمل السياسي، فمنهم ذهب من أجل العمل مثل بانكهيرست الطالب في مدرسة بمقاطعة هامبشير حيث أمضى 18 شهرا مع زوجته وولديه الصغيرين في القاهرة قبل اعتقاله وهو كان يعد لمشروع يتعلق بالتقنيات الحديثة.
أما في حال نيسبيت، فإنه زار مصر لتعلم اللغة العربية في جامعة القاهرة وعاش هنالك وع زوجته وطفله، وهو حال نواز الطالب الحقوقي الذي زار مصر للالتحاق بجامعة الإسكندرية لتعلم اللغة العربية أيضا.
وتظاهر ذوو المعتقلين ومناصرون لهم أمس أمام مبنى السفارة المصرية احتجاجا على ما قالوا أن أبناءهم يتعرضون إليه من عمليات تعذيب على أيدي سلطات الأمن المصرية، كما تظاهر هؤلاء أمام مقر رئيس الحكومة البريطانية في 10 داونينغ ستريت حيث قدموا عريضة محتجين فيها على زيارة بلير الخاصة مع عائلته إلى مصر.
وطالبت المذكرة الحكومة البريطانية للتدخل فورا من أجل تأمين إفراج سريع عن السجناء الثلاثة وإعادتهم إلى بريطانيا "فهم لم يقترفوا أي ذنب حتى يظلوا في السجون المصرية من دون رقابة بريطانية حول ما يتعرضون له من أفعال تعذيب".
وصرح مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية اليوم بالقول أن ممثلين للقنصل البريطاني العام في القاهرة سيحضرون جلسة المحاكمة، وهؤلاء ظلوا طوال الوقت على اتصال مع السلطات المصرية لبحث إدعاءات خضوعهم للاستجواب تحت التعذيب.