عادل حزين
&
&

&
حزت فى نفسى مقالات السيد حسن حجاج أكول عن النوبة وأهلها وتهجيرهم القسرى لأكثر من مرة، ورأيت فى النوبيين أقلية مصرية مغبونة الحق كباقى أقليات الوطن الحزين، وراعنى غياب أية طرح للثقافة النوبية فى مجريات الثقافة المصرية حتى أن معظم المصريين لا يعرفون شيئا عن النوبة والنوبيون إلا ما يخجل، يخجلنا نحن طبعا لجهلنا وعنصريتنا المقيتة.
&كانت النوبة مملكة غنية يعيش شعبها ما يمكن أن يسمى بالثورة الزراعية لآلاف السنين منذ ما قبل الميلاد، حتى تم ضمها للامبراطورية المصرية فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت جزء من مصر الفرعونية، بل وصار منهم فراعنة بنوا المعابد وبعض الاهرامات أيضا. واعتنق أهلها المسيحية مع أهل مصر حتى مجىء الاسلام الى مصر فأرسل لهم بن العاص حملة بقيادة عقبة بن نافع لكنها ردت على اعقابها، حتى تولى مصر عبد الله بن أبى السرح فهاجمهم وحاصر عاصمتهم دنقلة حتى أضطروا الى التسليم وتوقيع معاهدة صلح يتعهدون بموجبها تقديم ثلاثمائة وستون من العبيد سنويا لوالى مصر!!!؟ ورغم ذلك ظل النوبيون على مسيحيتهم سبعمائة عام أخرى حتى منتصف القرن الرابع عشر الميلادى، إذ غزتهم قبائل جهينة العربية(وما أدراك ما قبائل جهينة) وبين الغزو والتقتيل والسلب، والمصاهرة والتجارة، اعتنق أهالى النوبة الاسلام أخيرا، وصار لسانهم عربيا.(1) و
يبدو أن النظرة الاستعلائية لأهالى النوبة لا زالت على حالها منذ القرن السابع حتى الآن، فلا نتذكر أن رئيس وزراء او وزير أو قيادى على أى شاكلة كان نوبيا حتى فى أوج مجد الليبرالية المصرية، تولى أقباط وأرمن رئاسة وزارات ووزارات سيادية مصرية أما نوبيون فلا تسعفنا الذاكرة بتولى أحدهم مركزا قياديا أيا كان، فهل تمكنت العنصرية العربية من الثقافة المصرية حتى زينت لها أن تأكل حقوق أهل النوبة المصريين بمثل هذه الفظاظة من التجاهل والتهميش لمجرد أن لون بشرتهم أسود!!!؟؟؟
سؤال الى أهل الحل والعقد فى مصر المحروسة.
&
(1)
http://www.anth.ucsb.edu/faculty/stsmith/research/nubia_history.html
أيضا http://www.wponline.org/vil/Articles/companion/22_uthman_bin_ghanihtm