"إيلاف" من إسلام آباد: أدت إضافة كلمة "مقاومة" وظهورها في مقدمة الدستور الأفغاني المقترح إلى إثارة نقاش امتزج بالتراشق الكلامي تارة وبالعراك تارة أخرى بين الوفود المشاركة في اللويا جرغا. ومن المحتمل أن تتم إزالة كلمة "المقاومة" من مسودة الدستور بعد أن أثارت عراكا كاد ان يتحول الى ملاكمة بين المشاركين في اللويا جرغا الذي انعقد لبحث مسألة القبول بالدستور الجديد لافغانستان.
وتنطق كلمة المقاومة حسب اللغات الافغانية "بمقاومت" و تبناها مقاتلو تحالف الشمال ( وهو الذي يسيطر عليه العرق الطاجيكي ومن رموزه احمد شاه مسعود الذي قتل قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر ) ويسيطر التحالف على الادارات الحكومية التي اصبحت فارغة امامه بعد انسحاب قوات طالبان المفاجئ امام قوات التحالف التي تدعمها القوات الامريكية العاملة في افغانستان , كما يحظى التحالف بدعم الهند وروسيا ودول اسيا الوسطى في حين تحظى بعض مكوناته بدعم ايران وبعضها الاخر بدعم تركيا في حين تحتفظ جميع مكونات التحالف بعداء لباكستان تستمده من دعم الاخيرة السابق لحركة طالبان .
وتبنى قادة تحالف الشمال بتبني كلمة مقاومة لدى بدأ الاقتتال الداخلي بين قوات احزاب المحاهدين الافغان السابقة كنتيجة لانهيار حكومة الشيوعيين في عام 1992 وكانت هذه الاحزاب متفقة في قيام كل منها بمقاومة الشيوعيين كل على طريقته ولكن انهيار حكومة الشيوعيين ادت الى اقتتالهم على السلطة بدلا من يتفقوا على اقتسامها فيما بينهم .الا ان هذه الكلمة اصبحت ترمز الى مواجهة التحالف مع حركة طالبان.
ونصت الفقرة الرابعة من مقدمة مسودة الدستور على الاعتراف "بتضحيات الشعب وكفاحه التاريخي وجهاده الصحيح ومقاومته" مما ادى الى قيام الكثير من الوفود بالاعتراض على كلمة "مقاومت" او المقاومة. واشار البعض الى ان المقصود من الكلمة غير واضح ويرى البعض الاخر ان اضافتها لن تؤدي الا الى تشجيع تحالف الشمال على المطالبة بمزيد من المزايا لكي يضيفها الى الكم الهائل من المزايا التي اكسبه اياها سقوط نظام حركة طالبان التي كانت تسيطر على 90 بالمائة من افغانستان حسب مزاعم قياداتها. وافاد بعض المشاركين الى انه في الوقت الذي قام فيه احمد شاه مسعود بالمقاومة بدافع حبه لبلده الى ان الكثير من المجرمين يحاولون استخدامها الان لتبرير ما يقومون به و لتقنين الكثير من الجرائم التي يرتكبونها وهم يركزون على استخدام هذه الكلمة لتجنبهم الوقوع تحت طائلة العدالة في المستقبل. واكد احد مسؤولي اللجان التابعة للويا جرغا على ان الكثير من النقاشات تدور حول هذه الكلمة في جميع اللجان المنبثقة عن اللويا جرغا وان معظم المشاركين قد رفضوها وهناك احتمال كبير لالغائها.
وعمد عدد من المشاركين الى محاولة ايقاف احمد نبي محمدي الذي كان متشددا في رفضه للكلمة واعتدى بالضرب على احد اعضاء اللجنة الاخرين (وهو جهادي سابق كان حزبه المسمى حركة الانقلاب الاسلامي من الاحزاب الداعمى لحركة طالبان والذي يراس لجنة مخولة بمناقشة مسودة الدستور ) ووافقت هذه اللجنة على ابقاء الكلمة على الرغم من معارضة احمد محمدي. و اعرب احد ممثلي منطقة مزار شريف ( خاضعة لنفوذ تحالف الشمال ) عن اعتقاده بان ازالة كلمة مقاومة سوف يعمل على اهمال الاعتداءات والجرائم التي قام بها تنظيم القاعدة مؤكدا دعمه لابقاء الكلمة. ولكن ممثلي الجنوب الافغاني رفضوا ذلك واكدوا ان كلمة مقاومة هي من اختراع الشماليين لذا فانها لن تكون مقبولة.&