"إيلاف" من القاهرة: علمت (إيلاف) من مصادر دبلوماسية في القاهرة إن مصر تتابع مع السلطات الإسرائيلية مجريات التحقيق للوقوف على أبعاد حادث الاعتداء على أحمد ماهر، وزير الخارجية المصري داخل حرم المسجد الأقصى، وتقديم المتورطين في الحادث للمحاكمة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت عن اعتقالها سبعة فلسطينيين، وسربت معلومات مفادها انهم من حزب التحرير الإسلامي الفلسطيني، كما نفى ماهر في تصريحات صحافية، أن تكون إسرائيل وراء الحادث، كما صرح بذلك نبيل شعث وزير خارجية السلطة الفلسطينية، لكن ماهر اعتبر خلاف ذلك وقال بلغة دبلوماسية أن من قاموا به لا يعبرون عن "الشعب الفلسطيني".
وأعربت ذات المصادر عن اعتقادها بأن الحادث الذي قوبل باستياء شعبي ورسمي غير مسبوق ألقى الضوء على شخصية ماهر الذي أصبح بعد هذا الحادث يحظى بتعاطف الشارع المصري باعتبار انه كان في مهمة رسمية لخدمة مصالح الشعب الفلسطيني.
إلى ذلك تواصلت ردود الفعل في الصحافة المصرية، ففي الوقت الذي تساءلت فيه مجلة (أكتوبر) باستنكار واضح، عما إذا كان ضرب أحمد ماهر "بالنعال"في باحة المسجد الأقصى، قد أعاد الحقوق الفلسطينية إلى أصحابها، ومن المستفيد من هذا العمل الذي وصفته بالجبان والمنحط، فقد اهتمت حتى أسبوعية (أخبار الأدب) التي تصدر عن دار (أخبار اليوم) بالحدث، وكتب رئيس تحريرها الروائي المعروف جمال الغيطاني قائلاً: "علي المستويات الوطنية والانسانية والشخصية والقومية شعرت كأن الاعتداء الاجرامي الذي تعرض له أحمد ماهر وزير خارجية مصر قد استهدفني أيضا، وبعيدا عن العبارات الدبلوماسية التي تضمنتها البيانات الصادرة عن رام الله والقدس والقاهرة فثمة ما يجب أن يقال".
المشهد الصحافي
وحتى صحيفة (الأسبوع) التي يرأس تحريرها الصحافي المصري المعروف بتوجهاته الناصرية، كتبت تستهجن الحدث قائلة: "شكل الاعتداء علي أحمد ماهر وزير الخارجية مشهدا جديدا في مشاهد العمل العربي الذي بات يخلط بين العمل الدبلوماسي بكل محاذيره والعمل الفوضوي بكل مساوئه، وقدم المشهد صورة أخرى للعربي (الهمجي) الذي يخلط بين الدبلوماسية وقوانين 'الحارة' وإن كانت المآخذ علي أداء الدبلوماسية المصرية كثيرة، أقلها المساهمة في انقاذ اسرائيل وشارون من مأزقهما، عبر فتح قنوات مع شارون في الوقت الذي رفضه الغرب واعتبره وبلاده خطرا علي السلام العالمي".
وتستطرد (الأسبوع) مذكرة بوقائع سابقة قائلة : "على الرغم من كون عملية الاعتداء ليست نشازا في العلاقات المصرية ـالفلسطينية إذ سبقتها أعمال مثل احراق العلم المصري وصورة الرئيس (مبارك)، إلا أن الاعتداء الذي بدا أنه قد أعد له جيدا تجاوز المألوف ليطرح تساؤلا حول دور اسرائيلي محتمل استهدف احداث قطيعة أبدية بين مصر وقضيتها المركزية".
أما صحيفة (الوفد) فقد كتب حمدي الشامي، مستهجناً الحدث، ومعبراً عن شعور الصدمة الذي مازال يخيم على الشارع المصري:
"ترقرق الدمع في عيني خلال مشاهدتي بالمصادفة جريمة الاعتداء على الوزير أحمد ماهر داخل المسجد الأقصي. كان الرجل في مهمة رسمية استقل طائرته في ساعة مبكرة من صباح الاثنين مما يعني أن النوم طار من عينيه طوال الليل وعقله مشغول بالملفات التي يحملها.. ولدي وصوله إلى مقصده عقد مجموعة من اللقاءات المكثفة ولا شك أن عقله وقلبه كان يحملان في هذه الرحلة السريعة أنين الماضي بما يحمله من ذكريات التاريخ الماضي والواقع الحاضر وليس أدل على ذلك من حرصه على أداء صلاة المغرب في بقعة مقدسة تحمل في داخله أصولا دينية باعتبارها أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".
وعودة إلى الروائي جمال الغيطاني الذي مضى قائلاً : "عندما استمعت إلي أحمق عميل يصيح عند باب المسجد الأقصى لا أهلا ولا سهلا بالخائن ابن الخائن، شريك القتلة، وزير خارجية دولة خائنة، كدت أصعق، فمنذ أن انطلقت هذه الصيحة بدا واضحا أن ثمة شيئا مدبرا، وكان ممكنا لأحمد ماهر أن ينثني عائدا، لكنه واصل طريقه إلي داخل المسجد ليؤدي صلاة المغرب. ولكن حيل بينه وبين تأدية الصلاة، وتم الاعتداء عليه ويا للفظاعة بالأحذية".
وبعبارات مفعمة بالمرارة يمضي جمال الغيطاني إلى القول: " مثل هذا الصوت الذي سمعناه ينطلق في وجه أحمد ماهر وهو يسعى لاداء صلاة المغرب بعد أن أدي مهمة ثقيلة، صعبة، من أجل فلسطين ومن أجل مصر أيضا. هل نحن في حاجة إلي التذكير بالبديهيات، ان القضية الفلسطينية من صميم الأمن القومي المصري، وأن مصر هي البلد العربي الوحيد الذي لم تنطلق منه رصاصة واحدة إلي صدر فلسطيني؟ ان الاسترسال في تلك التساؤلات مؤلم، ولكن في هذا الظرف الدقيق لابد من المصارحة، لقد تلقي الرأي العام في مصر الاعتداء بصدمة عميقة، وكان التساؤل المنطوق والمسكوت عنه، لماذا التطاول علي مصر والمصريين دائما؟ ماذا نقول لذلك الصبي الذي حاول العبور الحدود المصرية المشاركة اخوانه الفلسطينيين كفاحهم من أجل التحرير عندما يرى الأحذية تقذف تجاه وزير خارجية مصر في ساحة المسجد الأقصى ؟"
ويختتم الغيطاني قائلاً إن "ما جري مؤلم، محزن، مثير للأسي ولن تخفف منه البيانات ذات الصياغة الدبلوماسية، وستظل صورة الانسان النبيل أحمد ماهر بوجهه الشاحب، وهو ابن الثمانية وستين عاما، والذي أجرى أكثر من عملية في القلب، يخرج من المسجد الأقصى على وشك الانهيار بعد الاعتداء عليه داخل الحرم، والحيلولة بينه وبين اداء الصلاة، ستظل صورته وأصوات المعتدين من أردأ الصور التي ستبقى في الذاكرة من هذا العام الثقيل، الثقيل بكل ما حوى لتلك الأمة".
مشهد الإنترنت
أما عبر الإنترنت فقد كان المشهد أكثر حدة، ففي موقع "حوارات المصريين" كتب شخص ينتحل اسماً مستعاراً هو "داروين" يقول تحت عنوان (كفايه أرجوكم كفايه .... خلونا في حالنا):
"كان هناك زمان مايسمى بالقوميه العربيه التي ثبت فشلها في جميع المناسبات وعلى مر التاريخ وفي كافة الأحداث ... وكأن مصر هي الوحيده التي مازالت تصر عليها ومازالت ترغب في لعب دور الشقيقة الكبرى العاقله الرشيده بين شقيقات مصابات بالعته الفكري، ومازلنا نفترض في الجميع عدم الأهليه وعدم النضج ونفرض على الجميع نصائحنا ونمد للجميع يدا يرفضوها (في أفضل الأحوال) إن لم يكونوا يضربون هذه اليد في الكثير الغالب من الأحوال
كفانا ياساده .... كفانا، فليهتم كل بشأنه وليختص كل بشئونه، فالأخوه في فلسطين لهم رغباتهم الخاصه وأمالهم وطموحاتهم وأساليبهم التي يريدون أتباعها وهم أحرار في ذلك ... رجاء فليهتم كل بما يخص بلده وكفى.
وزير الخارجيه ممثل مصر كلها ضرب بالنعال وفي صحن المسجد الأقصى
ماذا بعد ؟؟؟ ماذا ننتظر أكثر ؟؟؟ وماذا جنينا من هذا أو سنجني بعد هذا ؟
شجب وأستنكار ورفض ..... شكرا أنا شخصيا لا أريدهم فلدينا منه الكثر والكثير
سبق وأن حرق علم مصر على شاشات التليفزيون ووطأت صور الرئيس حسني مبارك بالأحذيه في مظاهرات علنيه أيام الأنتفاضه في وقت رفعت فيه أعلام العراق وصور صدام حسين عاليه فوق الرؤوس
سبق أن أهينت مصر وهوجمت سفارتها في اليمن
سبق وأن مرمغ بأسم مصر الوحل في بغداد ودمشق وعمان
سبق أن سب المصريين وطردوا من الجزائر وليبيا وغيرهما
سبق وأن أهينت مصر وسبت في كل الأذاعات والجرائد العربيه (الشقيقه)
سبق وأن طردت مصر شر طردة من جامعة الدول العربيه التي أسستها
سبق ومازال أن أتهمنا السودانيين أننا كنا محتلين للسودان وناهبين لخيراته
ومازال يهان المصريين في كل الدول العربيه (الشقيقه)
ماذا بعد ؟؟؟ ماذا ننتظر أكثر ؟؟؟ وماذا جنينا من هذا أو سنجني بعد هذا ؟
شجب وأستنكار ورفض ..... شكرا أنا شخصيا لا أريدهم فلدينا منه الكثر والكثير
سبق وأن حرق علم مصر على شاشات التليفزيون ووطأت صور الرئيس حسني مبارك بالأحذيه في مظاهرات علنيه أيام الأنتفاضه في وقت رفعت فيه أعلام العراق وصور صدام حسين عاليه فوق الرؤوس
سبق أن أهينت مصر وهوجمت سفارتها في اليمن
سبق وأن مرمغ بأسم مصر الوحل في بغداد ودمشق وعمان
سبق أن سب المصريين وطردوا من الجزائر وليبيا وغيرهما
سبق وأن أهينت مصر وسبت في كل الأذاعات والجرائد العربيه (الشقيقه)
سبق وأن طردت مصر شر طردة من جامعة الدول العربيه التي أسستها
سبق ومازال أن أتهمنا السودانيين أننا كنا محتلين للسودان وناهبين لخيراته
ومازال يهان المصريين في كل الدول العربيه (الشقيقه)
ويرد عليه آخر ينتحل لقب (مصري) بلهجة أقل حدة قائلاً:
"الموقف المصري يجب أن تحركه الإستراتيجيات لا الانفعالات، وعلينا أن نكف عن النظر الى وقوف مصر الى جانب قضايا أي قطر عربي على أنه منة من مصر أو أنه من قبيل الشعارات الجوفاء، بل هى مصلحة إستراتيجية حقيقية لمصر، وتأكيد لأمنها القومي، أما قدرة الدبلوماسية المصرية على رعاية مصالح مواطنيها المغتربين ومدى حرصها أو تفريطها فهذا شأن آخر".
ويعلق أحدهم على مقال عبد الباري عطوان الذي اختتمه بعبارة : "شكرا لهذه الاحذية، وشكرا لاصحابها"، فكتب المكني "واحد" متسائلاً:"هل وصل بنا الحال لهذه الدرجة المهينه؟، نضرب بالنعال ونقول الله .. ضرب الحبيب زى أكل الزبيب، أضربونا كمان.
لقد ضربوا كل مصري، وكل شهيد مصري بالجزم، أين أنت يا حمرة الخجل ؟، هل ضربنا نحن أى مسؤول عراقي أيام صدام حسين عندما كانوا يقتلون المصريين، الذى يضرب ولا يستطيع أن يرد فإن رد الفعل الإنساني المعقول أن يبكي على ضعفه، أما يبرر لضاربه ويشكره ... عشنا وشفنا".
التعليقات