"إيلاف"من الإسكندرية: "ما حدث منذ ما يقرب من شهر ونصف الشهر بدائرتي مينا البصل بالإسكندرية هو ما جعلني أشعر بالمهانة بل والخوف على مستقبل مصر.. هكذا بدأ الدكتور حمدي حسن نائب مجلس الشعب المصري وعضو الإخوان المسلمين، حديثه لـ "إيلاف" حول أسباب تقديم طلب إحاطة يحتج فيه على احتفاظ المواطن بجنسيته طالما يحمل الجنسية الأميركية.
قال النائب الإخواني: "لم أشعر بالمهانة في حياتي أبداً والحمد الله رغم الظروف العصيبة التي مررت بها في بعض الأحيان فقد دخلت السجن بسبب أحداث مسجد أبو عمر بالإسكندرية وكنت أشتغل وقتها عضو مجلس محلي لحي غرب، ورغم الظلم فلم أشعر بالمهانة، ودخلت السجن مرة أخرى بعدما رشحت نفسي لمجلس الشعب عام 1995 وقبض علي من بيتي بعد انتهاء الانتخابات مباشرة قبل الفجر (تحري) ورغم الظلم لم أشعر بالمهانة ورأيت بأم عيني كيف يتم تزوير إرادة المواطنين في الانتخابات بكل ما يتخيل وما لا يتخيل من وسائل وأيضا لم أشعر بالمهانة ليقيني أنه سيأتي وقت يرتدع فيه أبناء وطني المسيئين إلى الطريق القويم".
"لكن ما حدث منذ ما يقرب من شهر ونصف الشهر بدائرتى مينا البصل بالإسكندرية هو ما جعلنى أشعر بالمهانة بل والخوف على مستقبل مصر"، يضيف الدكتور حمدي حسن وهو يروي القصة قائلاً: "اتصل أحد المواطنين المصريين وهو من منطقة القباري بغرب الإسكندرية ممن يحملون الجنسية الأميركية بالسفير الأميركى في القاهرة يخبره فيه أنه مواطن أميركى ويتعرض لمضايقات وإرهاب من بعض المصريين وكانت هذه المضايقات هى خلافات مع جيرانه مثلما يحدث في أي منزل مصري وخاصة في الأحياء الشعبية".
"وعلى الفور تحركت جميع الأجهزة المعنية للدفاع عن هذا المواطن الأميركي من هؤلاء المتوحشين المصريين الإرهابيين وانتهى الموضوع بفضل حكمة القائمين على الأمر بقسم شرطة مينا البصل"، قال النائب قبل أن يضيف: "إلى هنا انتهى الموضوع ولكن لم ينته بالنسبة لي وللشعب والمفروض للحكومة أيضا فهذا المواطن الذي يدعي أنه أميركى لأنه يحمل جواز سفر أميركانيا وطلب الحماية من السفير الأميركى والذي يظن نفسه حاليا المندوب السامى في بلادنا!! هذا المواطن نشأ وترعرع في أحد أحياء الإسكندرية وتعلم في المدارس المصرية بل ويعمل في مصر ويأكل من رغيف الخبز المدعم من الحكومة المصرية - إلا إذا اعتبر أن هذا الرغيف من أموال المعونة الأمريكية- ويشرب من مياه النيل التي يشرب منها كل المواطنين المصريين بنفس السعر وله بطاقة تموينية بنفس الأسعار المدعمة ويذهب بأولاده إلى المدارس المصرية ويدفع مصاريفهم بالجنيه المصري وليس بالدولار مثل بقية المصريين ويتم علاجه وأفراد أسرته على نفقة الدولة في المستشفيات الحكومية أو بالتأمين الصحي مثل كل المصريين".
ويقول: "هذا المواطن يعمل في مصر وله ضمان اجتماعي ومعاش بالشؤون الاجتماعية لمواجهة العجز والشيخوخة، وهو أيضا مثل أي مواطن مصري يعاني من الغلاء الفاحش الذي ضرب كل السلع والمنتجات".
ويتساءل حمدي حسن هل يمكن أن تمر هذه الحادثة دون أن يتلفت أحد إلى خطورتها؟ فإذا كانت الحكومة ووزاراتها مشغولون بتصريف الحياة اليومية للمواطنين وبالجنيه العليل وتوفير الرغيف والمرتبات آخر الشهر للمواطنين وتغفل عن هذه الحادثة "فإننا سنستيقظ يوما على بول بريمر جديد في القاهرة نتيجة لتليفون لفرد من هؤلاء يقول فيه أنا مواطن أميركى أتعرض للتهديد من المصريين المتوحشين".
ويضيف قائلا: "لذلك أرى أن هذا المواطن وغيره إذا أرادوا العيش فى مصر بالجواز الأميركي وتحت حماية السفير الأميركي -وهذا أمر أيضا مرفوض- فعليهم أن يدفعوا كل وسائل المعيشة والخدمات التى يتلقوها بالدولار وبالسعر العالمى، وإلا فليتنازلوا عن جواز السفر الأميركي ويكتفوا بالعيش تحت حماية السلطات المصرية جميعها حتى وإن أتت بصورة مشبوهة أو مزورة وعلى هذا المواطن أن يعتذر للشعب المصرى عما بدر منه من سوء سلوك وعلينا أن نعلم من يحمل جنسية مزدوجة كيفية وآداب التعامل مع وطنه الأصلي الأم وحقوق هذا الوطن عليه".