يبدو ان ثمة نمطا جديدا سيضاف الي انواع الدبلوماسية التي تعددت في السنوات الاخيرة بعضها تتناوله العلوم السياسية وبعضه الآخر مازال بعيدا عن التنظير العلمي.
من بين هذه الأنماط التي دخلت في الأيام أو بالأحري الساعات الاخيرة، نمط دبلوماسية الكوارث والتي تختزل التطور الذي طرأ بين كل من ايران والغرب علي وجه العموم والولايات المتحدة علي نحو خاص.
فقد فرض الزلزال الكارثي الذي تعرضت له مدينة بام الايرانية نوعا من التعاطف الدولي والغربي والأميركي مع طهران وبادرت دول الغرب الكبري بارسال خبراء الاغاثة والمساعدات العينية وكانت المفاجأة هي القرار الأميركي بالمشاركة في هذا الزخم الدولي المتعاطف مع طهران.
وأحسب انها المرة الأولي التي يجري فيها الطرفان: الأميركي والايراني اتصالات مباشرة منذ قيام الثورة الاسلامية في 1979 والتي شارك فيها نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد أرميتاج مع محمد ظريف المندوب الايراني الدائم في الأمم المتحدة والتي ناقش فيها هاتفيا بالطبع سبل مواجهة الكارثة الانسانية.
ولا شك ان هذا التعاطف الانساني من قبل الشيطان الأكبر حسب المفردة الذائعة الانتشار داخل النخب الثورية الايرانية سيسهم في اذابة قدر من الجليد المتراكم منذ نحو ربع قرن علي سكة طهران واشنطن وليس كل الجليد بالطبع وقد يظلل هذا التعاطف الاميركي بعضا من مساحات الشيطان الاكبر فيتحول الي شيطان اصغر تمهيدا لاختفاء الحالة الشيطانية تماما عن أميركا واذا كان ثمة نفر من الباحثين الايرانيين لا يمضون بقوة باتجاه هذا التحليل علي اعتبار ان تعقيدات الحالة الاميركية الايرانية تتجاوز هذا التبسيط الذي ينظر به البعض الي نتائج هذا التعاطف الاميركي.
وشخصيا أميل الي ان دبلوماسية الكارثة بدأت في فرض حضورها.. وان لغة جديدة سيتعاطي بها الاميركيون والايرانيون بعدما اظهرته واشنطن من مشاعر انسانية اعقبتها مساعدات عينية لمنكوبي زلزال بام.
السطر الأخير:
تطل من عينيك مسافات القصائد فأرتوي أيا نهرا من شعر.
[email protected]
التعليقات