القاهرة - صرح شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي في كلمة& القاها امام الصحافيين عند استقباله وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي انه "من حق"& المسؤولين الفرنسيين اصدار قانون يحظر ارتداء الحجاب.&وقال شيخ الازهر الذي عقد اجتماعا استغرق حوالى 15 دقيقة مع الوزير الفرنسي في مشيخة الازهر ان مسألة "الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة فرض الهي واذا قصرت في ادائه&حاسبها الله على ذلك ولا يستطيع مسلم سواء كان حاكما او محكوما ان يخالف ذلك"، مؤكدا ان& ذلك ينطبق على "المرأة اذا كانت تعيش في دولة مسلمة".
واوضح انه "اذا كانت المرأة المسلمة في غير دولة الاسلام كدولة فرنسا مثلا واراد& المسؤولون فيها ان يقرروا قوانين تتعارض مع مسألة الحجاب للمراة المسلمة فهذا حقهم ..&هذا حقهم .. هذا حقهم واكرر هذا حقهم الذي لا استطيع ان اعارض فيه".&وجاءت تصريحات شيخ الازهر تعليقا على تأكيد الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه يؤيد اصدار& قانون يحظر الاشارات الدينية ومن بينها الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية.&واوضح شيخ الازهر ان المرأة المسلمة "لا عتب عليها" في هذه الحالة.&وقال "عندما تستجيب المرأة المسلمة لقوانين الدولة غير المسلمة تكون من الناحية الشرعية& الاسلامية في حكم المضطر"، مستشهدا بآية من القرآن الذي وصفه بانه "دستور الامة الاسلامية" تقول "انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا& اثم عليه".
وتابع "لا اسمح لغير المسلم ان يتدخل في شؤون المسلم وفي الوقت نفسه لا اسمح لنفسي ان& اتدخل في شؤون غير المسلم".&وصرح وزير الداخلية الفرنسي من جهته قبيل اجتماعه مع شيخ الازهر انه "اذا كان مسلمو& فرنسا لديهم الحقوق نفسها التي يتمتع بها الفرنسيون الذين يؤمنون بديانات اخرى فان عليهم& الواجبات نفسها".
&واكد ساركوزي ان فرنسا "متمسكة بالعلمانية (..) التي تعني حيادية التعليم العام"، موضحا ان& القرار "ليس موجها ضد المسلمين بصفة خاصة بل ينطبق على كل الاديان وفي المدارس العامة& الفرنسية لا يتم ارتداء اشارات ظاهرة تدل على الديانة".
&وقال متوجها الى المسلمين "لا ينبغي ان تروا في ذلك قلة احترام لدينكم".&وعبر وزير الخارجية الفرنسي عن شكره لشيخ الازهر لتأكيده ان "واجب كل فرد هو احترام& قانون هذا البلد (..) الذي يشكل في المقابل الضمان الذي يكفل للمسلمين الفرنسيين ان يحظوا& بحقوق (المواطنين) الاخرين نفسها".&من جهته دعا مفتي مصر الشيخ علي جمعة الذي شارك في استقبال ساركوزي في مشيخة& الازهر لكنه لم يحضر اجتماعه مع الشيخ طنطاوي، المسؤولين الفرنسيين الى مراجعة قرارهم& محذرا من اضطرابات قد تقع اذا صدر هذا القانون.&وقال ان من حق اي دولة "اصدار القوانين بطريقة ديموقراطية (..) لكن على سبيل النصيحة& اقول واكرر لاخواننا الفرنسيين اننا نرجو منهم الا يقعوا في مثل هذا الخطا الذي يؤدي الي& نقض العلمانية وتقويض السلام الاجتماعي داخل المجتمع الفرنسي".