"ايلاف"&من إسلام أباد: يبدو ان القيادة العسكرية للقوات الأميركية العاملة في افغانستان تدعم الجهود التي تخطط حكومة الرئيس الافغاني كرزاي لبذلها من اجل التقارب مع المعتدلين من قيادات حركة طالبان، وهو المخطط القائم على استراتيجية الحصول على مكاسب سياسية في منطقة الجنوب الافغاني الذي شهد في الشهور الاخيرة مواجهات بين القوات الأميركية والقوات الحكومية من جانب ومقاتلي حركة طالبان الذين يختبئون في المناطق الوعرة من جانب اخر.
ووصفت القيادة الأميركية التي تلاحق بقايا عناصر القاعدة وطالبان محاولات الحكومة الافغانية بانها جهود ممتازة ولكنها نفت ان تكون منهمكة بشكل مباشر في المحادثات الجارية بين الحكومة وبعض المعتدلين في حركة طالبان.
وصرح مصدر تابع للقوات الأميركية بان هذه المحاولات ذات اهمية كبيرة للغاية لانها ستساهم في كسر حركة طالبان وتفريق صفوفها وخلق الخلافات في مستويات قيادتها المختلفة والعمل كذلك على جذب العناصر غير الاجرامية من اعضاء الحركة الى المجتمع الافغاني.
وتعكس هذه الاراء الصادرة عن مسؤولين عسكريين امريكيين نقلة نوعية وتغييرا في الموقف الأميركي من حركة طالبان المتشددة وكذلك تغييرا في الاسترتيجية المتبعة امريكيا للتعامل معها وذلك لان الولايات المتحدة قد اتجهت نحو التكتيكات السياسية للتعامل مع طالبان .
فعلى الرغم من مضي عامين على الوجود العسكري الأميركي في افغانستان الا ان حركة طالبان تمكنت من اعادة ترتيب صفوف بعض عناصرها ومن شن هجمات عسكرية ضد القوات الأميركية و الافغانية كما انه من المعتقد ان اسامة بن لادن لا يزال حر الحركة في الجبال الوعرة التي تحدد طبيعة الخط الحدودي الفاصل بين باكستان وافغانستان.
وانهت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في افغانستان ما وصفته باضخم حملة عسكرية تقوم بها في افغانستان منذ انتهاء العمليات العسكرية ضد نظام حركة طالبان في عام 2001م التي بدات في وقت مبكر من شهر ديسمبر على طول المنطقة الممتدة من جنوب افغانستان الى شرقها بهدف منع اي هجمات قد تزعج اجتماعات اللويا جرغا.
وكانت حكومة الرئيس كرزاي قد اعلنت في اكتوبر الماضي رغبتها في جذب المعتدلين من بين صفوف حركة طالبان واعادتهم الى المجتمع الافغاني تحت شعار "اذا كنت من عناصر الحركة سابقا ووضعت حدا فاصلا بين ماضيك وحالك الراهن فانك بذلك تصبح عضوا نشطا وفعالا& في افغانستان المستقبل".
ولكن قيادة القوات الأميركية تعتقد ان هناك 100 او 150 من اعضاء حركة طالبان ممن يعتبرون مجرمين ولا يمكن ان يحصلوا على اي نوع من التفاهم او الصفح عما اقترفوه في السابق.
وتامل الولايات المتحدة ان تتمكن من اعادة الاستقرار الى الجنوب الافغاني من خلال تقديم ما يوصف بفريق اعادة الاعمار الاقليمي والمكون من فئات مدنية وعسكرية مشتركة يقوم بضخ كميات كبيرة من الاموال للمساعدة في بناء ثقافة احترام القانون والنظام في المنطقة التي تسيطر عليها اغلبية قبلية من السكان الذين ينتمون للعرق البشتوني الذي يشكل بدوره المورد الرئيسي لحركة طالبان. حيث اقتنعت الادارة العسكرية الأميركية بان جهود اعادة الاعمار المدعومة عسكريا قد تكون افضل من مجرد القيام بعمليات عسكرية فقط .
ولهذا فان الادارة الأميركية في افغانستان تخطط لتحويل مدينة قندهار التي كانت المعقل الرئيسي لحركة طالبان الى مركز ونموذج للتطور و التنمية و العمل على تكرار هذا النموذج في مدن جنوبية افغانية اخرى.
ورغم هذه الجهود الا ان الادارة العسكرية الأميركية في افغانستان لا زالت تؤمن باهمية مطاردة اسامة بن لادن لحين القبض عليه ؛ولهذا فان قوات التحالف تحاول العمل على تحسين علاقاتها مع المجموعات والفئات الافغانية المهمة في الجنوب الافغاني لتعزيز جهودها الرامية لملاحقة بقايا حركة طالبان وتنظيم القاعدة . فالقوات الخاصة الأميركية تعمل حاليا من اجل تدريب عناصر افغانية لمساعدتها في ملاحقتهم، فالأميركيون يدركون ان الرمال في ساعتهم الزجاجية قد قاربت على الانتقال باكملها الى الجانب الاسفل وهم لم يحرزوا اي شيء ايجابي في محاولاتهم المستمرة لاعتقال بن لادن.&