"ايلاف"&من لندن : أكدت& مصادر مقربة من مجلس الحكم العراقي ان رئيس سلطة التحالف في العراق الامريكي بول بريمر قد عاد الى بغداد من رحلة الى واشنطن محملا& بتعليمات مشددة& تقضي بعدم اتخاذ اي قرارات تمس الوضع& السياسي والاداري للعراق قبل اجراء انتخابات عامة وانبثاق حكومة عراقية مستقلة .
وابلغت المصادر"إيلاف" الليلة ان بريمر الذي قام باتصالات موسعة اليوم مع اعضاء مجلس الحكم قد اجرى مباحثات سياسية مكثفة مع المسؤولين الامريكان وفي مقدمتهم وزير الخارجية كولن باول تتعلق بتطورات الاوضاع في العراق واجراءات تنفيذ اتفاق نقل السلطة الى العراقيين عقب استدعاء الادارة الامريكية له الى واشنطن على عجل مطلع الاسبوع الحالي .
واشارت الى ان بريمر عاد الى بغداد امس الاول وهو محمل بتعليمات مشددة بتأجيل اتخاذ قرارات سياسية في قضايا مهمة حول الشأن العراقي وفي مقدمتها الفيدرالية التي يطالب بها الاكراد الذين قدم خمسة منهم اعضاء في مجلس الحكم مشروعا الى المجلس يقضي بان تكون الدولة العراقية فيدرالية على اساس قومي بين العرب والاكراد موضحة ان التعليمات التي حملت لبريمر تقضي بعدم مناقشة هذا الموضوع في الوقت الحاضر او اتخاذ اي قرار نهائي بشأنه .
واوضحت ان تعليمات الادارة الامريكية تقضي بالاضافة الى ذلك عدم اتخاذ اي قرار سياسي يتعلق بقضايا مصيرية تهم العراق قبل اجراء انتخابات عامة وانبثاق حكومة منتخبة دائمة بعد استلام العراقيين للسلطة في بلادهم في الاول من تموز(يوليو) المقبل .
وربطت المصادر بين هذه التعليمات الامريكية حول الفيدرالية وبين تصريحات ادلى بها اليوم رئيس مجلس الحكم الحالي السيد عبد العزيز الحكيم وقال فيها : نحن مع الفيدرالية ولكن لجميع العراق وعدم اقتصارها على طرف دون اخر في رفض غير مباشر للفيدرالية التي يطالب بها الاكراد . ويأتي موقف الحكيم هذا بعد يومين من موقف مشابه اعلن عنه عضو المجلس المقرب من الادارة الامريكية الدكتور احمد الجلبي الذي قال ان الفيدرالية التي تنفع العراق هي الادارية
.
وكانت مطالبة الاكراد بالفيدرالية وضم مدينة كركوك الغنية بالنفط الى اقليم كردستان قد ادت الى توتر في الاوضاع بالمنطقة اسفرت اليوم خلال تظاهرات نظمها عرب وتركمان المدينة& ضد دعوة الاكراد لالحاقها باقليمهم الى مقتل ستة اشخاص واصابة 30 اخرين بجروح بعد ان فتحت عناصر مسلحة من البيشمركة الكردية النار على عدد منهم اقتربوا من مقرات الاحزاب الكردية مطلقين هتافات معادية لها .
&وبالاضافة الى هذه التعليمات التي عاد بها بريمر أصدرت إدارة الرئيس بوش امس أوامر عاجلة لم يعلن عنها بصفة رسمية تقضي بأن توقف سلطة التحالف الموقتة في بغداد إصدار "دعوات لتقديم عروض" بشأن عقود إعادة البناء في العراق وبوقف صرف أية مبالغ مخصصة لإعادة البناء من الاعتماد المالي الإجمالي الذي أقره الكونجرس الشهر الماضي بعد ضغوط متواصلة من البيت الأبيض للإسراع بوضع المبلغ تحت تصرف الإدارة.
وتأتي خطوة توجيه "دعوة تقديم عروض" التي ترسل إلى مجموعة من الشركات المختارة مقدمة لمسلسل من الخطوات الأخرى التي تنتهي بإرساء هذا العقد أو ذاك على الشركة التي تقدم أفضل العروض. وكان نائب وزير الدفاع بول ولفويتز قد أعلن في الخامس من الشهر الحالي أن هذه الدعوات ستوجه إلى شركات الدول التي شاركت أو دعمت الحرب ضد العراق وأن الدول التي عارضت هذه الحرب لن تحصل على أي من العقود في عمليات إعادة البناء.