"إيلاف"من القاهرة:في مقابلة حصرية أجراها رئيس تحرير مجلة (روز اليوسف) المصرية، مع الجنرال جون أبي زيد، قائد القيادة الوسطى الأميركية، كشف الأخير عن تفاصيل جديدة لم يكشف عنها من قبل حول سقوط بغداد على نحو غير متوقع، وملابسات القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، موضحاً أنه لم تكن هناك أية مظاهر بطولية من جانب صدام في الطريقة التي تم إيقاعه بها، فقد ألقي القبض عليه في حفرة تحت الارض، وبصورة لا تليق برئيس دولة كبيرة مثل العراق، وبشخص طالما قدم نفسه في هيئة أسطورية.
وسرد الجنرال أبي زيد قصة أسر صدام حسين التي جرت وقائعها في قرية (الدورة) على النحو الذي تابعته لاحقاً وسائل الاعلام العالمية، موضحاً أن الجنود الأميركيين كانوا قد قاموا بمسح المنطقة إثر معلومات تلقوها عن وجوه بها, وعندما رفعوا غطاء الحفرة التى كان يعيش داخلها خرج صدام رافعا يديه لأعلى أمامهم، في مشهد استسلام واضح يؤكد أنه ليست لديه أي نية للمقاومة، رغم أنه كانت هناك أسلحة وذخيرة في حوزته أثناء القبض عليه.
وفي حديثه مع محمد عبد المنعم، رئيس تحرير مجلة (روزاليوسف) المصرية، وصف القائد العسكرى الأميركي النظام العراقي السابق بأنه كان "نظاما ارهابيا يرهب شعبه كل يوم", وفي معرض تعليقه على عدم العثور على أسلحة دمار شامل حتى الآن، قال أبي زيد إنه ليس من اختصاصه كعسكري أن يعدد الاسباب السياسية وراء قرار الحرب, لكنه استدرك قائلا إن "الجدل حول أسلحة الدمار الشامل لم ينته بعد".وحول الطريقة التي سقطت بها العاصمة بغداد، على نحو غير متوقع أن يتم بهذه السهولة، قال الجنرال جون ابي زيد إن القيادة العسكرية الأميركية لم تكن أيضاً تتوقع أن تنهار العاصمة العراقية هكذا بمنتهى السهولة والبساطة، بل كانت تتحسب لحرب ومواجهات شرسة عند دخول بغداد، معتبراً أن السبب في ذلك الانهيار المروع يرجع إلى أن القوات المسلحة العراقية كانت بلا قيادات, ولأن صدام حسين كما من أسوأ جنرالات العالم"، على حد تعبير القائد العسكري الأميركي.
وحمل الجنرال أبي زيد القيادة العسكرية العراقية المسؤولية عن سقوط بغداد، قائلاً إن العديد من الجنود العراقيين حاربوا بقوة واستبسال بقدر ما اتيح لهم, لكن لم تتوافر لهم قيادة عسكرية ملمة بأبسط فنون القتال، لهذا كان سقوط أسوار بغداد في نيسان (إبريل) من العام الماضي أسهل مما توقعه الكثيرون ومن بينهم الأميركيون أنفسهم.
ومضى القائد العسكري الأميركي الذي كان يزور مصر مؤخراً، ليسرد لمجلة (روز اليوسف) في مقابلة حصرية نشرتها في عددها الصادر اليوم السبت ، معرباً عن اعتقاده بأن المقاومة العراقية تقف خلفها ثلاث جهات هي: البعثيون من العناصر الموالية للنظام السابق التي خسرت كل شىء، والجماعات الأصولية المسلحة، لافتاً إلى أنهم مجموعة محدودة من الاجانب وبعض العراقيين يقاتلون في اطار مفهوم الجهاد, وأخيرا مجموعة من الارهابيين المحترفين أمثال أبو مصعب الزرقاوي، الذي قال عنه أبي زيد إنه "جاء الى العراق ليدشن عدة مجموعات إرهابية نفذت عناصرها هجمات ضد العراقيين وقوات التحالف"، على حد تعبير الجنرال أبي زيد.
وفي معرض حديثه عن أسامة بن لادن زعيم تنظيم (القاعدة)، ومساعده أيمن الظواهري، قال الجنرال الأميركي المسؤول عن الوجود العسكري الأميركي في نحو دولة، إن ابن لادن والظواهري "لا يعتبران السبب وراء اشتراكنا مع دول المنطقة فى الحرب ضد الارهاب , فالسبب ليس هو الحركة الإسلامية, وإنما بالاحرى الحركة المعادية للاسلام التي ليست لها رؤى للمستقبل"، موضحاً أن "هدف الولايات المتحدة هو العمل المشترك مع الأنظمة المهددة أيضا من قبل الارهابيين والعمل بكل طريقة ممكنة لهزيمة الارهاب الذي تمكن من دخول العراق وأفغانستان"، على حد تعبير القائد العسكري الأميركي الذي أكد أنه "سيتم دحر هذا الإرهاب بأيدي العراقيين والافغان أنفسهم".
تجدر الإشارة إلى أن الجنرال جون أبي زيد البالغ من العمر 53 عاماً، هو مهاجر من أصل لبناني, وكان يتولى منصب نائب القيادة الوسطى للجيش الأميركي منذ (شباط) فبراير 2003 ، وهو يتحدث اللغة العربية بطلاقة ويصف نفسه بأنه شخص محب للعالم العربي، وكان درس في جامعة الاردن بعمان ويحمل درجة الماجستير في مجال دراسات الشرق الاوسط من جامعة هارفارد الاميركية.