حاوره اثير محمد شهاب
&
&
&حينما بدأ قراءة قصيدته "شعراء القيام " الاخيرة في مهرجان الجواهري، صرخ باعلى صوته وبملء اعصابه:
اريد بلادي
هم ضيعوني
واضاعوا بلادي
&ولقد الّح في تكراره لجملة " اريد بلادي " اكثر من مرة،وعندما انتقل الى الجملة التي بعدها،نظر الى الجمهور وقد اصابه الذهول، إذ وجد دموعهم قد تساطت حزنا وخيبة من كثرة الخسارات
قلنا له بعد حين :" ما السبب في تكرار جملة اريد بلادي "
صمت برهة ثم مضى تاركا الجواب للمستقبل الاعمى ..
***

بعدها تألق محمد علي الخفاجي وهو يشمر ساعديه:
&سلام على ام نواس
سلام على ..&
&
&***
&لقد كانت قصيدته الاخيرة ملاذا آمنا . ان الشعر العراقي ما يزال بخير، وان عافية الشعر ما تزال بصحة جيدة ومتميزة.
&محمد علي الخفاجي شاعر ومسرحي متميز، استطاع عبر رؤيته الشعرية العالية في الاداء ان يؤثث ويؤسس خطا متميزا عن اقرانه من الجيل الستيني، وقد تمكن الشاعر من الحصول على جوائز عدة، نظرا لتمكنه في البناء وموهبته العالية ومنها :
1-&ثانية يجيء الحسين، الجائزة الاولى للمسرح العراقي.
2-&حينما يتعب الراقصون ترقص القاعة. جائزة المسرح لاتحاد الكتاب المغاربة المسرحية.
3-&ابو ذر يصعد معراج الرفض.. جائز اليونسكو الجامعة العربية 1980.
4-&الديك النشيط.. جائز الابداع العربي الثانية.
5-&حرية بكف صغير جائزة الشارقة.
6-&ذهب ليقود الحلم جائزة الشارقة المركز الثاني.
&ولد الشاعر في كربلاء. وتخرج من كلية التربية فرع اللغة العربية 1965-1966، اصدر ديوانه الشعري الاول شباب وسراب 1964 وديوانه الثاني مهرا لعينيها 1965، اما ديوانه الثالث لو ينطق فقد صدر سنة 1967. وديوانه الرابع انا وهواك خلف الباب، وعن وزارة الاعلام صدر له الديوان الخامس تحت عنوان لم يأت امس ساقابله الليلة 1975.
&اخر ما صدر له مسرحية نوح لا يركب السفينة. يمارس كتابة الشعر والمسرح الشعري والدراما السمعية والمرئية، وبعض الدراسات حسب ما تمليه عليه الذائقة الخاصة.
*ماذا تقصد بقولك في قصيدتك (( شعراء القيام)) اريد بلادي اقول اريد بلادي ؟
-على خلفية الحرب والاحباط الذي تلاها، حيث ظل الوطن ممددا في مياه ضحلة وعجز الشاعر عن التقاط جمرة الابداع المضيئة بين الدلالة الشعرية والمقصد السياسي، بدأت احسن التفكير بعدم اتاحة الفرص امام السلب ليحدد لي شكل الخاتمة لما اعيشه واعايشه. فانا عراقي قبل كل شيء وحبي لوطني حب خرافي، والغريب الذي قدم اليه يظل غريبا ولن اسمح للحظات العجز مرة ان تنتابني فاتخذ من القصائد مناحات على الوطن. لان الوطن لم يمت ولهذا فانا اطالب بعودته حيا شاخصا ومعافى. وحين صرخت في قصيدتي شعراء القيام اريد بلادي- كنت اعني انني اريد فردوسي المفقود والذي انا الان في حالة من الاشتياق الخام له فردوسا امنا وامينا.
لقد سيست الحرب الاخيرة قصائدي اكثر من ذي قبل، اتضح ذلك في قصيدة (( المعلم، خراب الازمنة، وشعراء القيام )) وغيرها في حين استظل البعض بمظلة الصمت ورأوا فيه نومتهم الهانئة.
&
*هل تعتقد بان البلاد ما تزال في مهب الضياع، ام تجد بان بارقة امل تلوح في الافق ؟
-بل هي في مهب الضياع- الان- اما بارقة الامل فما زالت هي مسألة افتراض متخيلة وبعد هذا فان كل شيء يظل مرهونا باستكمال ذواتنا والسعي للانعتاق، وتمرين قوائمنا على الوقوف ثانية وبشجاعة من اجل استرداد الوطن.
&
مايزال المسرحي محمد علي الخفاجي مستمرا في ابداعه المسرحي، إذ كانت اخر مسرحياته " نوح لا يركب السفينة " ومسرحية " ذهب ليقود الحلم " مسلم بن عقيل ومسرحية "حرية بكف صغير " وابو ذر يصعد معراج الرفض، وغيرها. اضافة الى المسرحية الاولى " ثانية يجيء الحسين ". هل حققت هذه المسرحية دورا حقيقيا في المسرح العراقي ؟ وهل تؤمن بوظيفة هذا المسرح؟
-&بالنسبة لشق السؤال الاول سوف اكتفي بما ساستشهد به من كتابات وردت في دراسات ورسائل عن المسرحية باقلام بعض النقاد والدارسين منهم المرحوم الدكتور علي جواد الطاهر في الدراسة التي نشرتها له جريدة التآخي سنة 1973 حين وصف المسرحية بانها حققت تجاوزا على السابقين من الكتاب والشعراء حيث قال " تتجاوز مسرحية ثانية يجيء الحسين للشاعر محمد علي الخفاجي مسألة مهمة سبق ان سقط فيها مسرحنا الشعري العربي ابتداء من شوقي وباكثير والمازني واباظة وانتهاء بالارهاصات الحديثة لمعين بسيسو والماغوط عدا الاخيرين في مسرحيتي ثورة الزنج والمهرج هذه المسألة هي انفصالية الشعر عن المسرح، اما الدكتور المرحوم محسن اطيمش فقد قال عن المسرحية في كتابه الشاعر العربي الحديث مسرحيا " ان هذه المسرحية تعد عملا مهما بالنسبة الى الشعر المسرحي العراقي الجديد كما انها اضافة جميلة الى المسرحية الشعرية في ادبنا العربي وهي اخيرا رافد في تيار مسرحي جديد يعتمد التاريخ ليستلهم منه مادة درامية تحاول ان تضيء الحاضر وتغنيه لتطوره نحو الاجمل والافضل ".
اما عن لغة المسرحية فقد قال :
" ولغة الخفاجي جميلة منتقاة بعناية ليس فيها الركاكة التي في شعر صلاح عبد الصبور ومعين بسيسو وعز الدين اسماعيل.. انها اللغة التي تحمل روح الموروث ونقائه وفصاحته، ومثل هذا ذهب اليه الدكتور عباس عبد عليوي في كتابه " المسرحية الشعرية في العراق " حين قال : " في مسرحية ثانية يجيء الحسين " لمحمد علي الخفاجي هي اكثر المسرحيات الشعرية الجديدة استجابة لضرورة تحديث منطلقات الشاعر المسرحي الجديد"
وفي معرض حديثه عن تجربتي في الشعر المسرحي على أثر لقاء اجرته معي، قالت مجلة الشروق الاماراتية في عددها 510 سنة 2002 " منذ بداياته اكد الشاعر محمد علي الخفاجي حضورا متميزا في مساحة الشعر العراقي ابان مرحلة الستينات وقد لفت انتباه النقاد والمعنيين في الشعر والمسرح الشعري مع بعث تكثيفي بوساطة الحوار الداخلي مع تردد صوت الشاعر وامتزاجه مع الاصوات الاخرى في قدرة ذكية في تأطير الدلالات الرامزة المستكنة بمكتــنزات الايماءات المتلبس فيها الماضي بالحاضر ".
اما عن شق السؤال الثاني وهو مدى ايماني بوظيفة المسرح فان ايماني به كبير كمنجز شديد السطوع وكافضل وسائل التغيير في الثقافة وذلك بامتلاكه الخاصية المعادية لاستمرار سكونية الواقع والملل الذي تتركه على السطح، لقد تجلت مهمة المسرح العراقي بشكل واضح ابان مرحلة السبعينات والثمانينات اضافة الى تادية لدوره المشهود في الحقب التي سبقت.
&
اذن ماهي المسافة بين مسرحية الحسين ثائرا، والحسين شهيدا لعبد الرحمن الشرقاوي ومسرحيتك " ثانية يجيء الحسين " وهل تعتقد بوجود هذه المسافة وبشيء من الخلط الفكري والتاريخي في مسرحيات الشرقاوي حول الحسين ؟
-المسافة بين ما كتب الشرقاوي وما كتبته من نصوص درامية في هذا المجال كبيرة، فالشرقاوي في نصوصه تلك لم يكن شاعرا ولا مسرحيا وانما كان مؤرخا كتب نصوصا موزونة وممسرحة طغت عليها الهرطقات والترهل وسذاجة النقل. ان التوجه الى الحدث التاريخي بعين المؤرخ من دون تشفير واقعيا وعصريا ومن دون ان تترشح منه دلالات وتطلعات انسانية عامة هي مسألة سهلة فالحدث التاريخي حدث جاهز يوفر لكاتبه مهمة النهاية اضافة الى ان المسار لذلك الحدث بين هاتين النقطتين سالك وممهد.
&
انسجاما مع ما سبق يبدو ان مسرحية الحر الرياحي لعبد الرزاق عبد الواحد متعاطفة مع الشمر وليس الحر وذلك من خلال محاولة عبد الرزاق وضع الشمر في موضع انساني يحمل من الضمير بعض الشيء، ما رأيك بذلك؟
-لا اظن ان الشاعر عبد الرزاق قد قصد هذا بمقترب المعالجة للحدث بحيث صارت تلك المعالجة الى ما صارت اليه من الاغراق في التناول الشعري العاطفي الاكثر اطالة حتى فاض الموضوع من بين يدي الشاعر وحتى خرج عن المسار المعد له فكانت شخصية الشمر اكثر طغيانا من غيرها بدلا من الحر الرياحي الذي تنحى عن مقعد البطولة لصالح الشمر في النص المسرحي.
هنالك اشكالية اخرى تخص الناحية الفنية في مسرحية الحر الرياحي، إذ نرى من خلال مقاربة حكمية طغيان ما هو شعري على ماهو درامي ذلك ان عبد الرزاق برغم مهارته الشعرية وخبرته في كتابة القصيدة متعددة الاصوات الا انه ظل شاعر قصيدة حين كتب هذه المسرحية، إذ لم تستطع نصوصه الشعرية الرائعة في هذه المسرحية ان تقدم أي فائض درامي مهم برغم الاستطرادات التي اثقل تراكمها بنية النص وذلك بالاستكانة للتخيل المسرحي، أي ان النص لم يحفل بالمعالجة التركيبية لعنصري الشعر الدراما كخاصية معادية لعدم ابقاء الشعر زينة وزخرفة معزولة عن النسيج العام للبنية وانما باذابته فيها، إن مسرحية الحر الرياحي لم تكن اكثر من امتداد شعري لقصائد عبد الرزاق في السبعينيات شعرا ممسرحا وليس مسرحية شعرية.
&
&

شعراء القيام
الشاعر محمد علي الخفاجي

&
من شجيراتهم
يخصفون الورق
ويغطون اشعارهم
يخلعون على الورد اسماءهم
وعلى الريح انواءهم
وعلى الليل اشذاءهم والعبق
ومن دون ان يندموا
يتركون مزاميرهم
قرب اوجاعهم
ويسيلون فوق بياض الورق
يلاحقهم دائما عسس
يقنصون القصائد من خلفهم
غير ان القصائد مثل النوارس
تخرج من تحت احزمة القانصين مناقيرها
وتبل لياليهم بالارق
اولئك احبابي فجئني بمثلهم
اذا جمعتنا يا رقيب المجامع

********
سوف اقطع هذي الطريق
الى اخر الخوف
ثم ابكي على وطن
قيده على جمل
ظل يمشي جنوبا
والريح تجري شمالا
سوف ابكي على وطن
اوقفوا طيره في نوافذ منسية
واستوحشوا صوته ان هدل
ثم طاروا بما انتزعوا من الريش
الى جزر نجمها افل
وبكوه بلا ادمع مثلها
يبتدي شعراء الطلل
وكنا نقول لهم
للدماء على الورد حق القتيل
للظلال على الارض حق النخيل
للمياه على النهر حق المسيل
للحمام الذي ناح في الوكر حق الهديل
وكانت بلاد تسير الى حتفها
وفي جيدها ياكل النير
على مسمع من شهود الملا
لم نجد صاحب الزنج في بيته
حينما قد ازلنا سباخ القرى
وجعلنا المدامع تغسل ابوابنا
لان مزاليجها امتلات بالصدا
ولذا ما تركنا على الماء اسماءنا
ورحلنا
الى بصرة ثانية
لتورق احلامنا الباقية
فلئن حسدتنا العيون على صبرنا
فلانا نفضنا من الريش اجسادنا
ولبسنا سكون الحجر
ومن قبل كما قدمنا من الريف
وعلى راسنا
مسحة من غبار الشجر
ساومتنا على توتنا دودة القز
لتزجي لنا وطنا من حرير
وكان الهوى مائلا نحونا
قلنا إذن يذبل التوت
ويقضم خضرته يانعا ويموت
وكان ابن فرناس ما بين حين واخر
ياتي الي ويفرد أي في الفضاء جناحين
ليعلمني الطيران
ويقول كفاك البكاء على كربلاء
فاتخذ سفرا نحو باريس
إلا ان باريس اجمل من كربلاء
وابهى سماء واحلى نساء
واقول بلى ان باريس
اجمل من كربلاء
ولكن باريس ليست بلادي
اريد بلادي
هم ضيعوني وهم قد اضاعوا بلادي
واقتسموا ارثنا بين خمر النوادي
وكنت اذا ما نويت الرحيل
اخجلتني من النخل برحيه
فرشت ظلها فوق ارض السواد

*********
سابارك هذا النخل الذي
ينحني صوب انهاره
واشير له بالبنان
واهدي نشيد الصباح له
وابقي على شرفتي سعفه بامتنان
له الشدو ومن عاليات الماذن
حينما تستظل البساتين من
حرها تحت قناديله في الجنوب
ويعود الحمام له امنا في الغروب
سلاما على شارع كل احيائه
تستدير الينا وتعرفنا
حينما يترجل في الفجر خطو لنا في زقاق
سلام على صحبة بضياء القناديل
يغدون في الصبح ما بين موتين
ويمسون في الليل ما بين موتين
ويموتون قبل مجيء العراق
وسلام على اول الاشتياق
سلام على اخر الاشتياق
سلام على ام نواس
لم ارها .. فقد خرجت
منذ دخلت بيتنا الحرب
والقت سواد الغسيل على الحبل
اذ التفتت نحو ابائها
واتشحت بالمنون
بعدها ملات بيتها فتنة
ورشت على الكحل سود العيون
سلام على شاعر ام البساتين
فقد نضبت دجلة الخير
من بعده
فكيف تلوذ الحمائم ما بين ماء وطين
سلام على جدث ناحل
يتحلق من حوله بردى
ليجالس في الليل احلى المسنين
وحين يغادره بردى
ينهض من خلفه بثياب الحداد
ويترك اشعاره في الممر المؤدي لبغداد
سلام عميد المحبين
سلام صديق الوعول الجريحة
جد الأيائل . نجل النخيل
كان يعبر كثبان تلك البلاد نحيفا
بطاقية لمها من زهور البساتين
واصطفاها على الراس اكليل غار
كان الفراش يعاف جميع الزهور
وياتي ضريرا الى نار أزهارها
يصاحبه وطن
كانت جبال تقلده بالوقوف
وترسمه فوق أحجارها
وطيور الحرائق حين تحط تتاخمه
وتقضي مناسكها عنده
فيغمس نهريه في نارها
ولم يتوسل من الناس بنا لقهوته
ولم يتوسل من الناس تبغا
اذا اتبعته العتابا
او اسهرته نجوم السرى
وكانت على ركبتيه
تنام صغار القرى
ومن غربته تتفتح في صدره
رأيناه في الأرض خاناتها
وقد كان يهجر كل بيوت العراق
ويسكن مئذنة في المغيب
وفوضه الشعر ان يستقر على عرشه
فذاعت لحنطته نكهة في الهلال الخصيب
وكان يخبئه بالعناد المكابر والريش
وما أعجبته طيور بلاد
سوى ما يراه بمرآتها
وكان عصيا على دمعه
ولكنه الان يخرج من لحده
وياتي ظميئا لضفاتها
فهيا بنا ايها الشعراء
ببداهة اهل السواد
نسير حفاة الى قبره
ونحمله هودجا من دمشق لبغداد
وهيا بنا ايها الشعراء
نسير حفاة الى قبره
ونحنوا عليه سهاما مكسرة فوق صدر وفي
ونبكيه نصنع من ورق السدر
غيما ثقلا على القلب
ثم نمطره ادمعا
فوق وادي الغري
ومن حزن نافذة
خانها صبرها في الغروب
واغتصبتها التباريح
ننش عليه حمام الاصيل
ونلقي باشعارنا عنده
ثم نتركها قصبا للهديل
فقد اكل البعد ما شاء من وروده النجفي
ونحن نجيء به من سني اللظى والرماد
سيسألنا من يراها
وقد رفعته الأيادي على طولها
هل جلبتم من الشام جسرا جديدا لبغداد
وهيا بنا ايها الشعراء
بين جوز الشمال ونخل الجنوب
ورياح التذكر عند الهبوب
نسير حفاة الى قبره
تزاحمنا دجلة الخير
ام البساتين
وهي تدحرج امواجها قبلنا
وتجري بماء الحياء من القلب للعين
ربما افزعته هناك
على وحشة كائنات الظلام
ربما ظل مستيقظا لا ينام
ربما ظل لبغداد في شفتيه كلام
فيا وطنا ظل بيني جبالا على الارض
ثم عاد بلا قمم
ويا وطني .
يا بلاد الحدائق والمعتبين
والمياه الغزيرة والظامئين
لك الان ان تتذكر
وتجيء له
فقد ظل منتظرا
كل بستان عطر يفوح
على البعد منك يقول لقد جاء
كلما كثرت في الصدور نياشين خائنة
يسال الذبح عن عنق الاصدقاء
هو الان
ما عاد يطلب
غير منام بلا وجل
وشمسا تضيء بلا منه
فدعه يوسد دجلة قيثارة البابلي
دعه يوسد قيثارة البابلي ..
وسلاما عميد المحبين
سلاما صديق الوعول الجريحة
جد الأيائل
نجل العتاق النخيل
سلاما .. سلاما

&