دمشق: دعت 11 حركة سورية سياسية وثقافية وللدفاع عن حقوق الانسان في بيان اليوم الى حل سياسي بعد المواجهات بين الاكراد وقوات الامن التي اوقعت 19 قتيلا و150 جريحا في نهاية الاسبوع الماضي شمال شرق سوريا.
ودعا البيان الذي وقعته الحركات الى "معالجة الاسباب السياسية (خلف) التطورات الخطيرة التي تشهدها بلادنا اثر احداث القامشلي المؤلمة" شمال شرق سوريا.
&واكدت الحركات ان هذه الاحداث "تعود الى احتقان طويل كرسه الاستبداد وتفشي الفساد وسياسات التمييز بحق المواطنين الاكراد وغياب الديموقراطية والحريات العامة والمساواة امام القانون".
&وندد البيان ب"استسهال اطلاق الرصاص على المواطنين العزل من قبل قوات الامن وحملات الاعتقال التي طالت المئات" من المواطنين الاكراد.&كما دان من جهة اخرى "اعمال الشغب (التي قام بها الاكراد) والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والاساءة الى علم البلاد، اهم رموز وحدتنا الوطنية".&وبين الحركات الموقعة على البيان التجمع الوطني الديموقراطي (ائتلاف خمسة احزاب سورية محظورة) وجمعية حقوق الانسان في سوريا وحزب العمل الشيوعي وعدد من الاحزاب الكردية.
واعلن المحامي انور البني عضو جمعية الدفاع عن حقوق الانسان في سوريا &ان مئات السوريين من اصل كردي اوقفوا منذ اندلاع الاضطرابات الجمعة في شمال شرق سوريا قرب الحدود التركية.
وقال البني "لدينا لائحة بثلاثين اسما تقريبا اوقفوا في منطقة دمر ومعلومات عن عدد غير معروف من الاعتقالات في المناطق الشمالية الشرقية".
واضاف "صحيح ان اخواننا السوريين الاكراد قاموا باعمال عنف ندينها لكن السلطة لم تاخذ بعين الاعتبار نصائحنا وبدلا من الحوار استعملوا العنف".
وتابع ان "سياسة العصا غير مجدية وتوصل الى الحائط المسدود وتغذي مؤامرات القوى الخارجية التي تريد زعزعة الاستقرار في سوريا".
وقال البني، الناشط في مجال حقوق الانسان، انه توجه الاحد الى دمر حيث توجد تجمعات الاكراد لتهدئة النفوس.
واضاف ان السكان الذين بلغتهم انباء الاضطرابات في القامشلي والحسكة كانوا في حالة غليان وتظاهروا في الشوارع ودمروا سيارة شرطة واعمدة كهربائية فيما ارسلت قوات مكافحة الشغب الى المكان.
وتابع البني "حاولت التفاوض بين الطرفين ونجحت في سحب المتظاهرين ولكن بعدما تركت عادت اعمال الشغب واختارت السلطات اساليب القمع".
وقال ان قوات الشرطة دخلت ليل الاحد الاثنين الى احياء جبل الرز في دمر واوقفت عددا كبيرا من الاشخاص. وتابع ان اعتقالات جرت ايضا في شمال شرق سوريا لكن لم يتسن له اعطاء ارقام.
وقد اندلعت الصدامات الجمعة الماضي في القامشلي (600 كلم شمال-شرق دمشق و10 كلم عن الحدود التركية) قبل مباراة في كرة القدم عندما اقدم انصار فريق الفتوة من دير الزور على استفزاز انصار فريق الجهاد المحلي عبر توجيه كلمات نابية الى رموز كردية ورفع صور الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وتحولت الاضطرابات حينئذ الى اعمال شغب حيث اقدم متظاهرون على احراق مباني كانت فارغة الجمعة بسبب العطلة الرسمية كما حطموا ونهبوا مقر الجمارك والمستودعات في المدينة وانزلوا العلم السوري عن المقرات الحكومية ورفعوا مكانه الاعلام الكردية.
والاضطرابات التي تواصلت السبت والاحد اوقعت 19 قتيلا و150 جريحا واضرارا مادية كبرى.