"ايلاف"&من القاهرة: قال موقع أصولي على شبكة الإنترنت إنه تلقى تقريرا منسوبا لحركة "طالبان" صدر أمس السبت، جاء فيه أن سبعمائة من القوات الباكستانية حاصرت بيوت اثنين من المجاهدين القبائليين هما " نورالإسلام" و"نك محمد" في الساعة الرابعة صباحا قبل فجر يوم الأربعاء الماضي، والتي تقع بين منطقة "أعظم ورسك" ومنطقة "وانا"، ولفت مصدر تحدثت معه "إيلاف" عبر الشبكة إلى أن العمليات العسكرية توقفت بالفعل اليوم بعد انطلاق مفاوضات سرية بين حكومة الباكستانية وملالي حركة "طالبان" عبر وسطاء قبليين.
وقال بيان "طالبان" الذي نشره موقع "مفكرة الإسلام" إن "المجاهدين عرفوا الخبر بقدوم القوات الباكستانية ومحاصرتهم, رغم أن تلك القوات اتخذت كافة الإجراءات الأمنية، حتى أنهم لم يستخدموا الطائرات ولا المروحيات في العملية حتى لا يعرف المجاهدون بقدومهم"، كما قال البيان.
وكانت حركة "طالبان" المخلوعة عن حكم افغانستان توفر ملاذاً آمناً للعديد من الحركات الأصولية المسلحة المناوئة لأنظمة الحكم في العديد من دول العالم، خاصة من الدول العربية وجمهوريات اسيا الوسطى، غير ان عناصر هذه الجماعات اضطروا إلى مغادرة الاراضي الافغانية والتسلل إلى مناطق القبائل الباكستانية عقب اطاحة التحالف الذي قادته الولايات المتحدة بنظام طالبان أواخر عام 2001 وفي أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، وبعد ذلك قامت قبائل باشتونية باستضافة عناصر من هذه الجماعات، خاصة بعد تعدد حالات زواجهم بفتيات من الباشتون.
قصة وزيرستان
وعودة إلى البيان المنسوب لحركة "طالبان" والذي قال إنه "عندما اقتربت القوات الباكستانية من بيوت المجاهدين أطلقوا الرصاص والرشاشات من الأسلحة الثقيلة على الجنود الباكستانيين، وأدى هذا الهجوم إلى انتشار القوات الباكستانية في المنطقة وتبادل الرصاص مع المجاهدين, وبعد نصف ساعة وصل المجاهدون الآخرون من المناطق القريبة لنصرة إخوانهم المجاهدين وحاصروا جميع القوات الباكستانية".
ووفقا للبيان ذاته فإنه "بعد وصول المجاهدين الآخرين في المنطقة تمركز بعضهم في الجبال وبدأوا بإطلاق الرصاص والرشاشات الثقيلة على القوات الباكستانية, وتحرك الآخرون سريعا تجاه القوات الباكستانية وأطلقوا الصواريخ والقذائف على العربات والسيارات العسكرية التابعة للقوات الخاصة الباكستانية مما أدى إلى تدمير 23 مركبه عسكرية من العربات والسيارات والدبابات والشاحنات العسكرية، وأثناء ذلك استمر إطلاق الرصاص على القوات الخاصة الباكستانية من قبل المجاهدين الذين تواجدوا في البيوت وعلى الجبال القريبة، وبعد ساعة ونصف وصلت أعددا كبيرة تفوق الألف من القوات الباكستانية لإنقاذ قواتها, وقبل وصولهم إلى المنطقة نجح المجاهدون في تصفية أكثر من 250 جنديا من القوات الباكستانية وجرح عددا كبيرا منهم, كما أن بعض القوات تسللت لمنازل بعض سكان المنطقة وبذلك استطاعت أن تنجو من الموت".
ويمضي البيان في سرد تفاصيل المعركة من زاوية رؤية "طالبان" قائلاً إنه "بعد ذلك أخذ المجاهدون إخوانهم من البيوت وخرجوا من المنطقة سالمين, وعند خروج المجاهدين وصلت قوات باكستانية أخري وبلغ عددها نحو ألف جندي, وهجم بعض المجاهدين عليهم كذلك من الخنادق المحصنة على الجبال القريبة مما أدى إلى مقتل 25 من القوات الباكستانية وجرح آخرين"، بحسب ما نسب للحركة الأفغانية الأصولية المخلوعة.
روايات ورايات
وذكر بيان "طالبان" أن القوات الباكستانية "ادعت مقتل 24 من المجاهدين وأسر 18, ومقتل 8 من قواتها وجرح 15 آخرين"، غير أن البيان أكد أن هذا "الادعاء كاذب", وذكر ما نسبه إلى من أسماهم "مسؤولين موالين للقوات الباكستانية من القبائل" قولهم إن هذه العملية قتل فيها نحو 60 من القوات الخاصة الباكستانية وجرح عددا كبيرا منهم, وبسبب هذه العملية سجل 200 من القوات الباكستانية مفقودين حتى الآن".
وتبعا للبيان فقد وجد المسئولين الموالين للباكستانيين من القبائل قرب منطقة "وانا" 13 شاحنة و3 بيك اب و3 عربات عسكرية الباكستانية محطمة ومدمرة بالكامل.
وقال البيان:" أنه بعد هذه العملية الناجحة بدأت القوات الباكستانية بتفتيش البيوت واحدا تلو الآخر عبر التغطية الجوية بالطائرات والمروحيات الباكستانية"، واضاف أنه "عندما وصل الخبر للمجاهدين حاولوا حصار القوات الباكستانية من ثلاث جوانب فهربت جميع القوات الباكستانية إلى مقرها الرئيسي الواقع قرب جنوب "وزيرستان"، واستطاع بعض المجاهدين إطلاق قذائف "آر بي جي" على مروحية باكستانية لكنها نجت من السقوط وهربت جميع الطائرات والمروحيات الباكستانية من المنطقة, ولم يبقي خيارا أمام القوات الباكستانية إلا القصف على المنطقة".
وتابع البيان سرد القصة من قائلاً إنه "في يوم الثاني أي صباح يوم الأربعاء الماضي بدأت القصف عبر الطائرات والمروحيات على مناطق القبائل خاصة مناطق قبيلة "بكا خيل" وقبيلة "زبي خيل" والذين ساعدوا المجاهدين في ضرب القوات الباكستانية في المنطقة"، لافتاً إلى أن هذه العملية شهدها اثنان من الصحافيين الباكستانيين, وعندما حاولا أن يرسلا أخبارها لوسائل إعلامهم منعتهما القوات الباكستانية وقامت بسجنهما، على حد تعبير البيان الذي ذهب إلى القول إن "جميع الصحافيين منعوا من دخول مناطق القبائل وعدم نشر أي أخبار إلا بإذن من القوات الباكستانية".
مفاوضات سرية
وزعم البيان أنه "في منطقة "شيله" الواقعه بين منطقة "أعظم ورسك" ومنطقة "كالوشه" بجنوب وزيرستان تم الهجوم علي معسكر القوات الباكستانية مما أدى إلى أسر ضابط برتبة رائد في القوات الخاصة الباكستانية, وهذا الرجل كان قائدا عسكريا من قبل الحكومة الباكستانية لعملية البحث عن المجاهدين بجنوب وزيرستان، كما تم أسر حاكم المنطقة "وانا" أمير نواز خان مروت, تم أسر حاكم المنطقة "برمال"الباكستانية مطيع الله بركي مع 35 من القوات الخاصة الباكستانية, وانسحب المجاهدون بأمان من المنطقة مع الأسرى إلى مكان آمن".
ومضى البيان قائلاً إنه "بعد هذه العملية أرسل المجاهدون رسالة إلى الحكومة الباكستانية وطلبوا منهم أن يفكوا أسرى المجاهدين ويسلموا جثث اثنين من الذين استشهدوا في المعركة، كما طلب المجاهدون من الحكومة الباكستانية إيقاف عملية البحث والمطاردة في مناطق القبائل, ومقابل هذه الطلبات فان المجاهدين يسلمون للحكومة الباكستانية الضابط في القوات الباكستانية وحاكمين للمنطقة مع 35 من الجنود الباكستانيين"، غير أن"الحكومة الباكستانية ردت على المجاهدين بالتفاوض مع استمرارها في القصف على مناطق القبائل, ولهذا رفض المجاهدون التفاوض مع الحكومة الباكستانية إلا بعد قبول الشروط المذكورة"، على حد تعبير البيان المنسوب لحركة "طالبان" المخلوعة.