&عبد الرحمن الناصري
&
&
&
في عشية عودة السيد الإبراهيمي للعراق، يتم الإعلان عن خبر خطبة كريمته على الأمير علي بن الحسين، أخ العاهل الأردني الذي جاء باريس لمباركة الخطبة.
&أولا مبروك للخطيبين وزواجا سعيدا.
&لست من عشاق نظرية المؤامرات ولصق النوايا السيئة بالناس. معاذ الله، ولا سيما إن كان المقصود هو مبعوث الأمم المتحدة للعراق. كما أومن بقانون الصدفة في الحياة والطبيعة، وهو قانون لا يتعارض مع قانون الضرورة.
&ومع ذلك!
&كعراقي أتمنى أن لا تكون الخطبة المفاجئة خطبة سياسية مرتبطة بنقل السلطة في العراق وببعثة الإبراهيمي وللتأثير عليها أردنيا؛
&أتمنى أن لا تحمل حقيبته خطة لإشراك البعثيين في الحكومة الجديدة! وإذا فهمنا واستوعبنا شرعية إعادة بريمر لموظفين وعسكريين بعثيين لم يتهموا بجرائم لوظائف غير عليا، فإن الكارثة تحل بالعراق ومستقبله إن كانت الخطة الإبراهيمية نسخة من خطة غسان سلامة، التي قوبلت بسخط عراقي واسع. وفي ذلك سيكون أيضا فشل الاستراتيجية الأمريكية كلها للعراق وللمنطقة؛
&أتمنى أن لا تكون كريمة الإبراهيمي قد تعمدت نشر صورتها ووراءها صورة صدام والعلم العراقي؟؟ يا ترى لماذا ليس علم بلادها وصورة والدها!!؟ أم نشرت الصورة إكراما لمشاعر الأمير، الذي تستضيف عائلته بنات صدام وأحفاده في القصور الملكية!
أتمنى أن لا تحمل حقيبة الأخضر الكريم، هي الأخرى، صورة لصدام، وأن لا يكون هو الآخر مصابا بحب صدام.
&أما أنت يا كريمته الفاضلة: فعيب، سامحك الله، نشر تلك الصورة، التي لا شك أنها سوف تستفز غالبية العراقيين. فهل لك تصحيح الخطأ الجسيم بنشر صورتك ووراءها صورة كبيرة لتمثال الطاغية العراقي تشبعه ضربا نعال العراقيين! أرجو لك صحوة من المخدّر، سامحك الله وغفر لنا جميعا!
&و ماذا بعد؟
فلنفرض أن هناك خطة لإشراك البعث في السلطة الانتقالية، وإن كنت لا أعتقد أن الأمريكان مصابون بقصر نظر لهذا الحد المروع!
&لنفرض ذلك: فمن هم المسؤولون الأوائل إن حصلت الكارثة؟ طبعا عصابات صدام، والإرهابيون العرب، والأنظمة العربية والفضائيات العربية التحريضية، وإيران بوجه أخص. ولكن قبل جميع هذه الجهات، فإن مسؤولية كارثة كهذه إن حلت [ولا أعتقد] تتحملها أولا القيادات الشيعية السياسية والدينية الشيعية، التي أطلقت حمى العصبية الطائفية، ولم تقف في وجه التدخل الإيراني في شؤون العراق وشيعته، ولم تدن بقوة تخريب وجرائم مقتدى الصدر، الذي بان خطره منذ اليوم الأول، فسكتت عنه هذه المراجع وكذلك التحالف وثم مجلس الحكم. إن ما يقترفه مقتدى الصدر لا يخدم غير الصداميين، أبطال جرائم الفلوجة، وغير الترويج لنظرية أن العراقيين غير آمنين إن لم يعد البعث للسلطة. لقد اغتيل الشهيد الخوئي بكل جبن ونذالة فصمتوا، وأسس مقتدى جيشه وهم صامتون، ولم نسمع للمرجعية والقيادات السياسية الشيعية فضحا للصدر وممارساته بحجة أنه لا يجب الإخلال بوحدة الطائفة! إن الوحيد الذي تجرأ مبكرا على قول الحقيقة بصدق وجرأة هو واحد من مساعدي آية الله السيستاني، الشيخ محمد خاقاني. ففي تصريح صحفي له يوم التاسع من أكتوبر الماضي. فقد قال خاقاني بالحرف الواحد:
" إن مقتدى شخص ليست له أية قيمة علمية أو اجتماعية، وهو مدفوع من جهات أجنبية [أي إيران] والخطوات التي يقوم بها مرسومة من هذه الجهات." [ انظر إيلاف ليوم 16 أكتوبر 2003 ]. وأضاف خاقاني أن الذين يلتفون حول الصدر "هم خليط من اللصوص وقطاع الطرق وبعثيين، إضافة لرجال مخابرات يلبسون عمائم!"
&ولكن المرجعية الشيعية أصدرت في اليوم التالي بيانا يقول إن تصريح الشيخ الجليل هو مجرد رأي شخصي! وكفى الله المؤمنين شر فضح الصدر!