"إيلاف" من دمشق: قالت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس في تصريحات صحافية إن واشنطن لم تدن الهجمات الارهابية التي وقعت في حي المزة الدمشقي في 27 من الشهر الماضي "لأننا نجهل ما حصل ولم نفهمه تماماً"، معلنة أن الرئيس جورج بوش "سيبدأ في الوقت المناسب" باتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق قانون محاسبة سورية.
وأضافت رايس "في هذه المرحلة، تتحدث الولايات المتحدة في شتّى انحاء العالم باسم الشعوب التي ترغب في مستقبل ديموقراطي. لقد تعاملنا مع الحكومة السورية وتحدّثنا عن اهمية الحفاظ على أمن الحدود مع العراق، لكن قانون محاسبة سورية هو قانون والرئيس يعمل وفقاً لهذا القانون".
وقالت رايس في إجابة على سؤال حول توقعات الادارة الاميركية بمصادقة الجامعة العربية على مبادرة الشرق الأوسط الكبير، بأن سورية تأمل "بصدق ان تجري الجامعة العربية محادثات بنّاءة حول الحاجة الى الاصلاح في الشرق الأوسط" مشيرة الى أن المسألة المذكورة ستندرج على جدول الأعمال "وهذا أمر جيد الجميع يعلمون ان العرب في حاجة الى معالجة نقص الحرية في العالم العربي مثلما عبّر المفكّرون العرب عن ذلك".
واضافت رايس "نحن في حاجة الى شركاء في الشرق الأوسط، في الحكومات، وكذلك في وكالات ومنظمات غير حكومية لبدء عملية الاصلاح في بعض الأماكن وتسريع هذه العملية في اماكن اخرى ".
وفي سياق متصل، صرّح وكيل وزارة الخارجية الاميركية للحد من التسلح جون بولتون ان لدى العالم النووي الباكستاني عبدالقدير خان الذي باع ايران وليبيا وكوريا الشمالية تقنيات نووية، زبائن "كثيرين آخرين". ورأى ديبلوماسيون غربيون في تصريحاته اشارة واضحة الى دمشق وتوقعوا ان "سورية بالتأكيد أجرت اتصالات مع خان" وان الشكوك في ان هناك ابحاثاً سورية في مجال الاسلحة الذرية تعود إلى عقود".
وأعلن خبير في الطاقة الذرية يتابع معلومات الاستخبارات النووية ان بولتون يتزعم مجموعة من المسؤولين في ادارة بوش ترى ان لديها أدلة قوية على ان دمشق تشغّل أجهزة طرد مركزي لتخصيب الأورانيوم. غير أن مسؤولاً اميركياً قال ان "اولئك الذين يروجون فكرة ان لدى سورية أجهزة طرد مركزي، يقابلهم أعضاء آخرون في اجهزة الاستخبارات يشككون في صدق هذا الزعم".
وقال المسؤول الاميركي أن البعض يخشى من ان يقوض الضغط على دمشق حالياً العلاقات معها، في الوقت الذي بدأت تتعاون في اقفال حدودها في وجه المتسللين الى العراق. وصرح مصدر سوري ردا على اتهام بلاده بان الكلام عن حيازة دمشق هذه الأجهزة "يمكن ان يصير جزءاً فقط من حملة اتهامات لسورية ليس لها أساس من الصحة"، مؤكدا أن "ليس لدى سورية برنامج لامتلاك أسلحة نووية".
ورأى مدير ادارة حظر الانتشار النووي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي جويف سيرينسيوني في حديث الى وكالة رويترز للانباء انه حتى مع امتلاك دمشق أجهزة تخصيب الأورانيوم, فهي ليست قريبة من تطوير سلاح نووي. واعتبر المتابعون ان بولتون سيجد صعوبة في اقناع غير الأميركيين بأن سورية تمثل تهديدًا .
وكان مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج اكد على ان العقوبات التي تعتزم بلاده فرضها على سورية "حتمية"، وسيتم على الارجح تنفيذها خلال الشهر الحالي وأشار الى ان اجتماعاً عقد مع السوريين بشأن مراقبة الحدود مع العراق و"ثمة مؤشرات طيبة ونحن نرحب بها". وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلاند يوم الجمعة الماضي، ان الولايات المتحدة سوف تعلن قريبا فرض العقوبات على سورية.
ونقلت التقارير الاخبارية الشهر الماضي إن الإدارة الاميركية قررت فرض ثلاث عقوبات على دمشق بموجب" قانون محاسبة سورية واستعادة سيادة لبنان". وأضافت التقارير ان هذه العقوبات هي إيقاف الصادرات الاميركية الى سورية ماعدا الدواء والغذاء ومنع شركات النفط الاميركية من توظيف استثمارات جديدة اضافة الى منع الطائرات السورية من التحليق او الهبوط في الاراضي الاميركية.