"إيلاف"&من لندن: ارتفعت حمى سوق اسهم التخمينات الانتخابية في العاصمة البريطانية باستقالة وشيكة لرئيس الوزراء العمالي توني بلير في وقت انقسم فيه وزراء الحكومة&، الأمر الذي صار قصة الشارع السياسي والصحافي.
وفي الوقت الذي تناولت فيه جميع صحف بريطانيا الصادرة اليوم الأحد هذه القصة الإخبارية المثيرة بكل ما فيها من توقعات وخلفيات، راسمة صورة مستقبل بريطانيا السياسي، فإن وزراء موالين لبلير وقفوا إلى جانبه مستبعدين احتمال استقالته.
وفي التفاصيل، فإن وزير الدفاع القوي في الحكومة جيف هون وضع ثقله إلى جانب صديقه وزعيم الحزب بلير، وأبلغ هيئة الإذاعة البريطانية عبر البرنامج التلفزيوني الشهير "مع فروست على الإفطار" استهجانه للتقارير الصحافية التي تتحدث عن استقالة وشيكة لرئيس الوزراء.
وقال هون "رئيس الوزراء باق في المهمة حتى نهاية الشوط، وهنالك أشياء كثيرة ومهمة عليه تحقيقها، وهو قادر على ذلك".
وكان نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت المكلف شؤون قطاع النقل، كشف النقاب في مقابلة مع صحيفة (التايمز) أمس أن وزراء الحكومة بدأوا يجهزون أنفسهم لخوض معركة خلافة زعيم الحزب بلير.
واليوم، قالت مصادر صحافية اليوم أن بريسكوت بحث مع رجل قوي آخر في الحكومة وهو وزير الخزانة غوردون براون مسالة خلافة بلير في زعامة الحزب.
وقالت صحيفة "صنداي هيرالد) الاسكوتلندية اليوم أن نائب رئيس الوزراء وبراون اجتمعا لمدة 90 دقيقة يوم الأحد الماضي في سيارة أمام إحدى الحانات في مدينة إيرغيل الاسكوتلندية الشمالية، هذا الموضوع المهم والحساس.
لكن أحدا من مصادر بريسكوت أو وزير الخزانة أكد ا ذهبت إليه الصحيفة في تقريرها الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام البريطانية المسموعة والمرئية والمقرؤة.
وتقول هيئة الإذاعة البريطانية أن الأزمة التي يواجهها رئيس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تأتي على خلفية الموقف بشأن العراق، والاستعداد لتوجيه أول اتهام لجنود بريطانيين منذ بدء الحرب في العراق، والمزاعم عن انتهاكات ضد معتقلي قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا أيدي الجنود الاميركيين.
يذكر أن موقف حكومة بلير من العراق تسبب في استقالة وزيرين قويين في الحكومة هما كلير شورت وزير التنمية الدولية وروبن كوك زعيم الأغلبية في مجلس العموم، وكذلك طرد رئيس تحرير صحيفة (ديلي ميرور) بسبب نشر صور مزعومة عن تعذيب جنود بريطانيين لمعتقل عراقي، وفي استقالة الرئيس الأعلى لهيئة الإذاعة البريطانية (بي& بي سي) ومديرها العام.
وتساءلت صحيفة (إنديبندانت) ما إذا كانت الأزمات الراهنة حول العراق قد تنهي حلم الزعامة عند بلير الذي كان اصغر زعيم عمالي يقود حزبه إلى النصر قبل سبع سنوات ضد حزب المحافظين القوي.
ومن جهتها، نشرت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية ذات المصادر المهمة في المعلومات تقريرا يزيد من شائعات تنحي بلير من زعامة حزب العمال.
ويقول التقرير أن وزير الخزانة غوردون& براون، الرجل الثاني في حزب العمال الذي من المنتظر أن يخلف بلير ومنافس قوي له منذ زمن بعيد، قد اعد قائمة بفريق الوزراء الذين ستضمهم حكومته إذا قرر بلير التنحي في مؤتمر حزب العمال في الخريف المقبل.
ونشر الصحيفة استطلاعا للرأي يوضح تراجع شعبية حزب العمال بحيث حصل على 34 بالمائة من أصوات الناخبين بفارق ثلاث نقاط عن حزب المحافظين.
كما يوضح الاستطلاع أن 62 بالمائة ممن شملهم يرون أن بلير تعرض لضرر شديد بسبب الحرب في العراق وتبعاتها، وترى نسبة تتراوح بين 46 بالمائة أن عليه التنحي قبل الانتخابات المقرة في ربيع 2005 .
ويظهر الاستطلاع أن وزير الخزانة براون هو السياسي المفضل لقيادة حزب العمال عند الناخبين، وان توليه زعامة الحزب سيرفع من أسهمه في الانتخابات المقبلة أمام حزب المحافظين الذي يستعد لمعركة شرسة بقيادة زعيمه الجديد (البريطاني اليهودي) مايكل هيوارد ، حيث هو مصمم على استعادة أمجاد حزبه الذي هزمه بلير في انتخابات العام 1997 .
وختاما، فإن صحيفة (صنداي تلغراف) اليمينة الميول، نقلت اليوم عن مصدر قريب من رئيس الحكومة قوله أن "بلير لا يستطيع أن يرحل قبل تسوية الملف العراقي. فهو يرى انه مسؤول عن الوضع القائم، ومن ثم لابد أن يحقق تحسنا في الأوضاع بالعراق قبل ان يفكر في التخلي عن منصبه". وهذا التصريح نشرته أيضا صحيفة (أوبزرفر) الصادرة اليوم كذلك.