عبدالله زقوت من غزة: تتضاعف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم رفح جنوبي قطاع غزة ، خصوصا بعد أن بدأت إسرائيل في تنفيذ مخططها الذي يهدف إلى توسيع الشريط الحدودي الذي يفصل الحدود الفلسطينية و المصرية ، وسيأتي هذا المخطط على مئات المنازل المحاذية لهذا الشريط& .
و لم تكتف قوات الاحتلال الاسرائيلي بتهجير سكان مخيم رفح منذ عام 1948، بل حولت حياتهم إلى هجرة دائمـة ، فهي ما زالت تواصل هدم منازلهم& يوما بعد الآخر كما يحدث يوميا مع مئات الفلسطينيين في مخيم رفح& .
و الآن و للمرة الثانية ، بعد أن أعطت المحكمة العليا الإسرائيلية الضوء الأخضر للجيش الاسرائيلي بهدم مئات المنازل الفلسطينية الواقعة على الشريط الحدودي في رفح ومن قبلها مصادقة الحكومة الإسرائيلية على قرارات الهدم و تنفيذ عمليات واسعة في منطقة رفح ، ستكون مئات العائلات فلسطينية في مهب الريح و منها من ينتظر تحت رحمة القرار الاسرائيلي الذي سينفذ في أي لحظـة .&&
مخاوف فلسطينية

ومع بدء العمليات العسكرية التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي في رفح ومحاصرتها من جميع الجهات يبدو واضحا الهجمة الاسرائيلية ستكون واسعة جدا بعد استشهاد أكثر من عشرين فلسطينيا و جرح العشرات ، كما أن آلاف الفلسطينيين سيعيشون بلا أي مأوى وهو باختصار يعني المزيد من القتل و التهجير و التشريد& الدمار و& هدم المنازل أو بعنوان آخر هناك منازل فلسطينية هدمت و أخرى على قائمة الانتظار .
الحاج أبو حسـن ، يقول لـ " إيلاف "& : " أن المخاوف التي تنتابه ومئات العائلات الفلسطينية ، تتجدد كل لحظة و كل دقيقة مع سماعنا لتحركات الدبابات و الطائرات الإسرائيلية " و يضيف " هم يمتلكون كل المقومات العسكرية و التقنيات العالية و يستطيعون هدم منازلنا لكنهم لم يستطيعوا هدم إرادتنا التي لن تلين لو حتى هدموا كل المنازل " .
و يتابع لقد تكبدنا خسائر كبيرة هذا اليوم بشرية ومادية لكن لن يستطيعوا إبادة الشعب الفلسطيني .
و تسعى الحكومة الإسرائيلية من خلال تنفيذ مخططها في رفح إلى تأمين وجودها على هذا الشريط& الحدودي بعد انسحابهم المعلن من غزة ، و لن يدخر الاسرائيليون أي جهد في هدم أي منزل موجود بالقرب من الشريط& ، و لن تكتفي إسرائيل بهذا الحد بل ستسعى لإقامة منطقة عازلة لتفصل بين أي بناء يصل للشريط الحدودي& .
عمليات الهدم غير قانونية
و تقوم قوات الاحتلال الاسرائيلي بتنفيذ عمليات هدم للمنازل و هي عمليات غير قانونية ويحظر على إسرائيل تنفيذها حسب المراكز الحقوقية الفلسطينية و الإسرائيلية و الدولية ،& و طالبت تلك المراكز الحكومة الاسرائيلية&& بوقف عمليات هدم المنازل& عمليات الهدم المقرر تنفيذها في رفح ، كما طالبت بإيجاد وإيجاد أماكن سكنية بديلة للعائلات التي فقدت منازلها وتعويضها& عن ذلك الهدم .
لكن في قانون إسرائيل عمليات الهدم قانونية ، و هذا الشيء تجسد في قرار المحكمة العليا الإسرائيلية و التي رفضت الالتماسات التي تقدمت بها عائلات فلسطينية و اعطت الضوء الأخضر للجيش بمواصلة اعمال الهدم تحت حجج وذرائع و ضرورات أمنية إسرائيلية .
استهداف مباشر لرفح
لعل الموقع الجغرافي لمخيم رفح للاجئين على الشريط الحدودي ساهم بشكل مباشر في استهداف إسرائيل لهذا المخيم الذي يوجد به أكثر من مائة ألف لاجئ&& وفقاً لتقديرات إحصائية فلسطينية و موزعين على عدة أحياء وتجمعات سكانية. وطالبت قيادات عسكرية رفيعة المستوى في الجيش الاسرائيلي ، بإزالة كل المنازل الفلسطينية على مسافة 300-500 متر من الشريط الحدودي ، للحفاظ على أمن الجنود و العربات الإسرائيلية .
و بالفعل فقد بدأت إسرائيل خلال اليومين الأخيرين بهدم ما يقارب الـ150 منزلا إلى جانب أكثر من 1700 منزلا كانت قد دمرتها في أوقات سابقة و هو ما أدى لتشريد عشرة آلالاف فلسطيني على الأقل.