"إيلاف"&من لندن: مع اجتماع مجلس الحكم اليوم بحضور رئيس سلطة التحالف بول بريمر لليوم الثالث على التوالي لاختيار رئيس جديد للبلاد فان عدم الاتفاق على احد المرشحين للمنصب وهما الدكتور عدنان الباجة جي والشيخ غازي الياور فان الابواب ستكون مفتوحة اما على طرح مرشح ثالث للرئاسة او دخول البلاد في ازمة سياسية خاصة مع تهديد المرجعية الدينية الشيعية برفض فرض التحالف لاي رئيس لاتوافق عليه اغلبية اعضاء المجلس .
وفي تصريح صحافي ارسل الى " ايلاف " اليوم قالت سلطة التحالف ان الاخضر الابراهيمي مبعوث الامين العام للامم المتحدة كوفي انان سيعقد مؤتمرا صحافيا قبل الظهر بالتوقيت المحلي ليعلن فيه اسماء كامل التشكيلة الحكومية التي ستستلم السيادة من التحالف في الثلاثين من الشهر الحالي .
وخلال الايام الثلاثة المنصرمة ضغط بريمر ومعه المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي روبرت دي من اجل اختيار الباجة جي بدلا من اليورمرشح مجلس الحكم حبث استخدم بليمراغراءات تستهدف تاييد الاخرين لمرشحه بعرض منصب اخر على الياور قيل انه سفارة العراق في واشنطن وعلى بعض اعضاء المجلس بمنحهم حقائب وزارية في الحكومة التي يجري تشكيلها حاليا برئاسة الدكتور اياد علاوي .
&
&وفي محاولة للضغط على مجلس الحكم دفعت سلطة التحالف بمسؤول منها للاعلان للصحافيين عن استبعاد المرشحين الرئيسيين لتولي رئاسة العراق والقول "انها بالكامل قصة مختلقة ان تكون المنافسة على تولي هذا المنصب منحصرة بين الياور والباجه جي" مضيفا "اننا نبحث لتولي منصب الرئيس وثلثي الوزراء الجدد من اناس من خارج مجلس الحكم" مشددا بالقول "نحن نفكر فيه الياور من اجل منصب آخر في الحكومة". واوضح ان "التحالف اجرى اتصالات بالعديد من الشخصيات العراقية من خارج مجلس الحكم وانه يمكن الاعلان عن الاسماء اعتبارا من الثلاثاء". واتهم المسؤول أعضاء مجلس الحكم بالعمل على التعاطي مع هذه المسألة بما يتناسب مع مصالحهم الخاصة بهدف الحفاظ على مناصبهم على حد قوله.
لكن اعضاء في المجلس ردوا على هذا الاتهام بتاكيد اصرارهم على رفض مرشح التحالف الباجة جي والتشديد على عدم التنازل عن الياور مرشحا لهم الى الرئاسة حتى وصل الامر بعضو الهيئة الرئاسية للمجلس زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني الى القول ان المجلس قد اختار رئيس العراق المقبل وينتظر الاعلان الرسمي عنه .
وازاء اصرارمجلس الحكم على موقفه باختيار الياور وعدم تنازل التحالف والابراهيمي عن ترشيح الباجة جي فان الاجتماع اليوم سيكون امام خيارين لاثالث لهما اما الاتفاق على واحد من هذين المرشحين او تفجير مفاجاة بفرض شخص ثالث وهو ماسيقود البلاد الى ازمة سياسية .واكد عضو في مجلس الحكم ل" ايلاف " ان المجلس سيرفض اي مرشح ثالث لانه قرر اختيار الياور.. ومع رفض المرجعية الدينية فرض رئيس على العراقيين فان البلاد ستدخل في ازمة سياسية خطيرة خاصة مع تلويح المجلس الاسلامي الاعلى للثورة الاسلامية بقيادة عبد العزيز الحكيم عضو الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة العضو الاخرابراهيم الجعفري برفض اي مرشح لاتوافق عليه الاغلبية .
وكان عضو المجلس محمود عثمان ابلغ " ايلاف " امس ان اقدام بريمر على فرض رئيس للبلاد سيعني ان الحكومة المقبلة ستكون اميركية وليست عراقية الامر الذي سيقف ضده الشعب العراقي .
وازاء ذلك فقد كرر بريمر اكثر من مره التلويح بطرح مرشحين اخرين للرئاسة في حالة عدم الموافقة على الباجة جي فيما قالت مصادر عراقية ان هناك ثلاثة شخصيات عراقية تترد اسماؤها لتولي الرئاسة العراقية هم رجل الاعمال سعد عاصم الجنابي رئيس حزب التجمع الجمهوري ورئيس اركان الجيش العراقي عام 1966 اللواء الركن ابراهيم فيصل الانصاري ورئيس الاركان في عام 1990 الفريق الركن نزار الخزرجي مذكرة في هذا الصدد بتاكيد العاهل الاردني الملك عبد الله الاسبوع الماضي عن حاجة العراق في ظروفه الدقيقة الحالية لضابط كبير يستطيع ضبط الامور في البلاد التي تشهد اضطرابا امنيا لامثيل له في تاريخ العراق الحديث .
فخلال الاربع والعشرين ساعة الماضية اخذ يتردد بقوة اسم رجل الاعمال سعد صالح الجنابي (54 عاما) وكان خرج من العراق في بداية التسعينات وظل يتنقل بين الاردن والامارات والولايات المتحدة قبل ان يعود الى العراق العام الماضي بعد رحيل نظامه . وقالت المصادر الجنابي يحتفظ بعلاقات جيدة مع بريمر الذي طالما يزوره في منزله وهو ينتمي لعشائر الجنابي التي ينتشر ابناءها في وسط العراق حول العاصمة بغداد وتضم افرادا من السنة والشيعة .
والجنابي كان غادر الى الولايات المتحدة عام 1995 وتزوج من اميركية وهو يدير شركة للاشغال العامة تملكها عائلته وكان على علاقة بحسين كامل صهر صدام حسين الذي هرب الى الاردن عام 1995 بعد انشقاقه عن النظام العراقي ثم عاد الى بغداد في العام التالي ليقتل فيها انتقاما من تعرضه للنظام ومهاجمته . كما يحتفظ الجنابي بعلاقة وطيدة مع الجنرال جاي غارنر اول حاكم عسكري للعراق عينته الادارة الاميركية فور سقوط صدام حسين . و قد عاد الجنابي إلى العراق بعد اسبوعين من سقوط نظام صدام حسين واسس حركة سياسية اسماها "التجمع الجمهوري العراقي" في محاولة منه لايجاد موقع له في المشهد السياسي العراقي الجديد.
اما الضابطين فاولهما هو اللواء الركن ابراهيم فيصل الانصاري (80 عاما) رئيس اركان الجيش العراقي بين عامي 1966 و1968 عندما كان عبد الرحمن عارف رئيسا للجمهورية . وقد اعتقله البعثيون عام 1969 بعد عام من وصولهم الى السلطة وبقي في السجن حتى عام 1971 بتهمة معاداة النظام والعمل مع بعض الضباط ضده وهو من الشخصيات القومية .
اما الضابط الاخر فهو الفريق الركن نزار الخزرجي (64 عاما) رئيس اركان الجيش العراقي الذي برز اسمه خلال عقد الثمانينيات مع اندلاع الحرب العراقية الايرانية وفي نهاية تلك الحرب ترقى إلى منصب رئيس أركان القوات المسلحة العراقية.وعندما احتل صدام حسين دولة الكويت في اب (اغسطس) عام 1990 كان الخزرجي رئيسا لاركان الجيش لكنه لم يعلم بالغزو الا من الراديو وطرده صدام من منصبه واحاله على القاعد في ايلول (سبتمبر) من العام نفسه لعدم رضاه عن دخول الجارة الجنوبية .
ويعد نزار الخزرجي أحد قيادات الجيش خلال فترة هامة من حكم صدام حسين حيث تولى قيادة القوات المسلحة خلال الغزو وقبلها كان رئيسا للأركان حتى عام 1988 عندما هاجمت القوات العراقية منطقة حلبجة الكردية وألقت عليها أسلحة كيماوية وقد هرب إلى الأردن عام 1995 بعد خلافه مع صدام . وهو يقول إن سبب هروبه هو خوفه على حياته حينما قال لصدام إن غزو الكويت كان خطأ وعلى إثر ذلك قرر الهرب من العراق بمساعدة المخابرات الاميركية وحركة الوفاق العراقي التي يتراسها الدكتور اياد علاوي رئيس الحكومة العراقية الجديدة عبر المنطقة الكردية في الشمال ومنها ذهب إلى الأردن حيث عمل مع علاوي لكنه اختلف معه وغادرإلى الدنمارك عام 1996 حيث منح حق اللجوء السياسي.
وبسبب اتهامات منظمات كردية له بالمشاركة في ضرب مدينة حلبجة الكردية الشمالية بالاسلحة الكيمياوية عام 1988 اقيمت دعوى قضائية ضده في الدنمارك اكنه تركها بطريقة لم تعرف في حين ذكرت احدى الصحف في وقتها إن "الخزرجي أصبح الآن في الكويت بعد أن رافقته عناصر من المخابرات الأميركية بالتعاون مع سفير عربي في بلد أوروبي على متن طائرة خاصة نقلته ليشارك في الحرب التي اسقطت صدام حسين " لكن مصادر اخرى تؤكد انه مقيم في دولة الامارات التي يقيم فيها منذ اكثر من ثلاثين عاما الباجةجي مستشارا لرئيس دولتها الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان .
ومعروف ان خلافا حادا حول اختيار الرئيس الجديد للعراق الذي سيخلف صدام حسين الذي هيمن على حياة العراقيين 25 عاما مازال مستمرا منذ ثلاثة ايام .. ففيما تصر اغلبية شخصيات مجلس الحكم الذي يضم 23 عضوا على اختيار الياور فان بريمر والمبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي وعدد من اعضاء المجلس يسعون لاناطة لرئاسة بالباجة جي . وفي حين يؤيد الياورالاعضاء الشيعة الثلاثة عشر واربعة من الاكراد الخمسة فان الباجة جي يحظى بتاييد خمسة اعضاء اضافة الى صوته .