"إيلاف" من لندن: فيما يبدو أن البرتغال تستعيد أمجاد إمبراطورية استعمارية جابت كل بحار الأرض وجزرها وصولا إلى جزر الملايو الآسيوية شرقا مرورا برأس الرجاء الصالح عبر الرحالة المغامر فاسكو دي غاما، ثم شواطئ الخليج العربي، فإنه ليس استضافتها لكأس القمم الأوروبية الراهنة لكرة القدم ستعيد إليها الأمجاد التاريخية السابقة.
إذ تقول المعلومات، التي نشرت في الصحافة البريطانية اليوم(السبت) وغيرها من وسائل إعلام أوروبية، أن رئيس الوزراء البرتغالي الحالي خوزيه مانويل دوراو باراسو يستعد ليكون الرئيس المقبل للمفوضية العليا للاتحاد الأوروبي، خلفا للإيطالي المحترف رومانو برودي الذي انتهت ولايته بعد سنين سياسية صعبة اشتعلت خلالها حربان في العراق وأفغانستان.
وسيعلن في غضون ساعات عن قرار من جانب الاتحاد الأوروبي الذي تترأسه حاليا جمهورية إيرلندا، حيث كان الرئيس البرتغالي السنيور دوراو باراسو صرح الارحة أن عرض الوظيفة العالية أوروبيا على رئيس الوزراء البرتغالي جاء من جانب رئيس الاتحاد الأوروبي، رئيس وزراء إيرلندا بيرتي أهيرن، الذي كان نفسه مرشحا لهذه المهمة الكبيرة.
يذكر أن قادة الاتحاد الأوروبي الذي صار يضم خمسا وعشرين دولة بعد انضمام دول من مخلفات الكتلة الشيوعية السابقة له، اختلفوا في قمتهم الأسبوع الماضي على شخصية الرجل المرشح للقيام بالمهمة الأوروبية، خلفا لرومان برودي.
وعارضت بريطانيا بكل قوة ترشيح رئيس وزراء بلجيكا المدعوم من فرنسا وألمانيا، كما أن بريطانيا سحبت اسم مرشحها لرئاسة المفوضية، الذي يقوم بمهمات النائب الأول للمفوض وهو كريس باتون الذي كان آخر حاكم بريطاني عام في مستعمرة هونغ كونغ التي عادت للسيادة الصينية قبل خمس سنوات.
وقالت مصادر أوروبية اليوم أن تعيين رئيس وزراء البرتغال باروسو في المنصب الأوروبي الكبير "جاء لتسوية الخلاف بين المتناحرين الأوروبيين الكبار، حول من يتولى المنصب، كما أن باروسو قادر على أداء المهمة بدعم من جميع الدول ألـ 25 الأعضاء في الاتحاد".
يذكر أن رئيس الوزراء البرتغالي السنيور دوراو باراسو ينتمي ألى الحزب الديموقراطي الاشتراكي الحاكم في البلاد، وهو يبلغ من العمر 48 عاما، ويعتبر من الطليعيين الإصلاحيين في أوروبا.
واليوم، قالت الإذاعة البرتغالية في نشرة إخبارية، إن رئيس الوزراء باراسو وضع شرطين لقبوله المنصب الأوروبي الرفيع، وهما، أولا أن يكون هناك تصويت جماعي من الدول الأعضاء في الاتحاد، وثانيا أن لا تجري انتخابات مبكرة في البرتغال، حتى تنهي الحكومة الاشتراكية الديموقراطية التي يرئسها ولايتها الحالية. يذكر أن الحكومة هذه هزمت في انتخابات البرلمان الأوروبي التي مطلع الشهر الحالي لصالح أحزاب محافظة ويمينية صغيره، حالها حال حكومات كثيرة في موقع الحكم أوروبيا كفرنسا وبريطانيا وألمانيا.