أبلغت واشنطن الى حلفائها وموسكو ان التجارب التي ستجريها قريباً على نظام الدفاع الصاروخي تتعارض مع معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية "إي بي ام" التي وقعتها والاتحاد السوفياتي السابق عام ،1972 وقالت انها تخطط للبدء ببناء مواقع جديدة لهذه التجارب في نيسان المقبل. وردت موسكو محذرة من ان الانسحاب من جانب واحد من معاهدة "إي بي ام" سيطلق سباقاً جديداً للتسلح.
نائب وزير الدفاع الأميركي

وارسلت وزارة الخارجية الاميركية قبل اسبوع، مذكرة في 14 صفحة الى سفاراتها في الخارج تخطرها فيها بان وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" تنوي ان تجري السبت تجربة على نظام الدفاع الصاروخي الذي يستهدف اسقاط صواريخ بعيدة المدى قد تطلقها على الاراضي الاميركية دول تصفها واشنطن بـ"المارقة" مثل كوريا الشمالية والعراق وايران وليبيا.
ومعلوم ان تجربة أولى أجريت في تموز من العام الماضي، إلا انها باءت بالفشل.
وجاء في المذكرة ان واشنطن ابلغت الى روسيا وحلفائها ان التجارب التي ستجريها الولايات المتحدة "ستتعارض مع معاهدة (إي بي ام) في غضون أشهر وليس سنوات".
وقالت ان "العالم قد تغير بشكل اساسي، والمنطق الاساسي لترتيبات الحرب الباردة لم يعد موجوداً". وكذلك تضمنت أجوبة عن الاسئلة المحتملة في شأن نظام الدفاع الصاروخي. وحذرت الديبلوماسيين من "مفاهيم خاطئة" تفترض ان "دولاً مثل كوريا الشمالية وايران لن تجروء على مهاجمة الولايات المتحدة، لأنهما تعلمان انهما ستدفعان ثمناً باهظاً لذلك".
واكد نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفتيز خلال شهادة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان وزارة الدفاع تخطط للبدء ببناء مواقع للتجارب الجديدة على نظام الدفاع الصاروخي في نيسان .2002
وفيما لم يدل بايضاحات عن المواقع المقترحة، بدا انه كان يشير الى مواقع في ألاسكا التي ستكون جزءاً من شبكة واسعة لاجراء التجارب على النظام الصاروخي الجديد. ولاحظ انه لا بد من إثارة مسائل قانونية في شأن ما اذا كانت هذه النشاطات تشكل انتهاكاً لمعاهدة "إي بي ام"، لكنه أضاف ان الادارة الاميركية تعتزم التوصل الى تفاهم جديد مع روسيا قريباً على هذه المسائل، بحيث يمكن واشنطن ان تتجنب انتهاك المعاهدة وان "تتجاوزها" في الوقت عينه. وقال: "اننا نفضل التوصل الى ذلك من خلال التعاون. ونبقى متفائلين بأن هذا الخيار ممكن التحقيق".
واعلن رئيس هيئة الصواريخ الذاتية الدفع في وزارة الدفاع اللفتنانت جنرال رونالد كاديش امام اللجنة، ان منشآت التجارب الصاروخية الجديدة ستستخدم رادارات الانذار المبكر في قاعدة بيل الجوية وكوبرا دين في جزيرة شيميا في الأسكا،على ان تستخدم قاعدة الاطلاق في كودياك في الولاية لاطلاق اهداف ووسائل اعتراض. واوضح ان "قاعدة التجارب ستشمل ايضا خمس صوامع ارضية (لحماية الصواريخ) في فورت غريلي في الأسكا. ونتوقع تطوير نموذج اولي لقوة دعم ارضية يشمل تجهيزات اطلاق واجهزة استشعار وشبكة اتصالات في السنة المالية 2002 تبنى في السنة المالية 2003".
وافاد مسؤول بارز في وزارة الدفاع الاميركية ان الوزارة تنوي اعلام الكونغرس مطلع الاسبوع المقبل انها ستبدأ في آب تهيئة الارض في موقع للتجارب في الاسكا.
وتحدثت المذكرة الاميركية عن امكان الانتهاء من بناء قاعدة ارضية لنظام الدفاع الصاروخي في الاسكا سنة .2004 ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش معاهدة "إي بي ام" بأنها من مخلفات الماضي. وتحظر هذه المعاهدة على الولايات المتحدة نشر اي صواريخ مضادة للصواريخ العابرة للقارات في اي من ولاياتها في ما عدا داكوتا الشمالية. اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيعارض التخلي عن المعاهدة، معتبرا ان ذلك سيؤدي الى اطلاق سباق للتسلح، واقترح اجراء مفاوضات لخفض الترسانتين النوويتين الروسية والاميركية.
وامس نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة عن رئيس مجلس الامن الروسي فلاديمير روشايلو الذي يزور روسيا البيضاء حاليا ودولا اخرى ايضا تعتقد ان انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة اي بي ام سيؤدي الى تدمير الاستقرار الاستراتيجي والى اطلاق سباق جديد للتسلح، وخصوصا في الفضاء، والى تطوير وسائل للتغلب على نظام الدفاع الصاروخي". (صحيفة النهار)

&