&
& طلال الكندري‏ - جنوى: بدأت الدول الصناعية السبع اضافة الى روسيا اعمال قمتها في ‏ ‏مدينة جنوى الايطالية الشمالية اليوم وسط اهتمام بالغ ومزيج من الامال والمخاوف ‏ ‏والترقب والتشكك لم تعهده القمم
برلسكوني مستقبلا بوش في جنوى
&ال27 السابقة لنادي الكبار .‏ ‏
ورغم اتساع محيط الموضوعات التي تندرج على جدول اعمال القمة فان موضوع العولمة ‏ ‏بجوانبه المختلفة مثل تحرير التجارة العالمية وتخفيف حدة ديون الدول الفقيرة ‏ ‏ومكافحة الفقر وقضية البيئة هو المسيطر على الجانب الاعلامي للقمة والقوي ‏ ‏المناهضة للعولمة.‏ ‏ وفي الوقت الذي تتهم فيه قوي متنامية في الراي العام الغربي والعالمي مجموعة ‏ ‏الثمانية بانها "مجموعة للمصالح الضيقة تسعى الى فرض سياساتها وروءيتها على بقية ‏ ‏دول العالم " الا ان ثمة تساوءلات تبرز حول مدى شرعية هذا المنتدي السياسي ‏ ‏الموءسسي ومدي معارضته دور وصلاحيات الامم المتحدة
واقيم المنتدي الذي يضم القوي الصناعية الاكبر والاغني في العالم عام 1975 ‏ ‏بعقد اول اجتماع لزعماء كل من ايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية ‏ ‏وبريطانيا والمانيا واليابان بناء على دعوة الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ‏ ‏ديستان في مدينة (رامبوييه) بفرنسا.‏ ‏ واذا كانت قمة (رامبوييه) قد انعقدت بين كبري الدول الصناعية الغربية ‏ ‏والمستهلكة للنفط لمواجهة بروز دور دول مجموعة منظمة البلدان المصدرة للنفط ‏ ‏(اوبيك) في ادارة مواردها في ما عرف في الغرب بالازمة النفطية فانها سرعان ما ‏ ‏تحولت الى آلية دائمة.
ومنذ ذلك الحين اصبح دور هذا النادي الاستثنائي الذي انضمت اليه كندا ‏ ‏منذ قمة (سان خوان) في بورتوريكو عام 1976 هو "تدارس المسائل السياسية ‏ ‏والاقتصادية العالمية واثارها على المجتمع الدولي وتنسيق مواقف وسياسات القوي ‏ ‏المنضمة اليه والتوصل الى استراتيجيات مشتركة حيال هذه المسائل".‏ ‏ وتنعقد قمة مجموعة السبعة التي انضمت اليها المجموعة الاوروبية او ما يعرف ‏ ‏حاليا بالاتحاد الاوروبي اثناء قمة لندن فى عام 1977 مرة واحد سنويا منذ تأسيسها ‏ ‏باسثناء عام 1966 حيث عقدت مرتين في مدينتي موسكو ثم في ليون الفرنسية.‏ ‏
وانضمت روسيا الاتحادية الى مجموعة السبع جزئيا في قمة نابولي عام 1994 حيث ‏ ‏شاركت في القمة السياسية للمجموعة التي اطلق عليها اسم قمة (جي 8) في حين عقدت في ‏ ‏السنوات التالية في ختام قمة مجموعة السبعة.‏ ‏ ومنذ قمة (دينفير) في الولايات المتحدة الامريكية عام 1997 شاركت روسيا في ‏ ‏القمة الاقتصادية للمجموعة التي انضمت اليها بالكامل في العام التالي في مدينة ‏ ‏(برمنغهام) الانكليزية.‏ ‏ وهذه هي المرة الرابعة التي تستضيف ايطاليا اعمال القمة وتراسها بينما ‏ ‏استضافتها كل من فرنسا وامريكا وبريطانيا واليابان 4 مرات واستضافتها المانيا ‏ ‏وكندا ثلاثة مرات في حين استضافت موسكو قمة (مجموعة السبعة زائد اثنين) روسيا ‏ ‏واوكرانيا حول الامن النووي.‏ ‏ وتركزت اعمال القمم الصناعية للمجموعة على الموضوعات الاقتصادية العالمية في ‏ ‏سان خوان عام 76 ثم في لندن وبون 81 و82 ثم في فينيسيا 87 وليون 96 حيث سيطرت ‏ ‏الموضوعات المالية وعلاقة الدولار وعملات دول المجموعة الاخري بجدول الاعمال.‏
وخصصت المجموعة التي أنشئت لمواجهة ما اسمته بالازمة النفطية فى قمة ‏ ‏طوكيو عام 1979 للتصدي لآثار الثورة الايرانية على تدفق النفط العالمي.‏ ‏ ومنذ قمة 1989 ومع بوادر انهيار الكتلة الشرقية الشيوعية تركزت اعمال القمم ‏ ‏الصناعية حول الاوضاع في اوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي والتي قدمت وعودا ‏ ‏بمساعدة غورباتشوف دون ان تفي بها.‏ ‏ وشهدت العلاقات بين اعضاء المجموعة مراحل من الخلافات كان اوضحها في قمة ‏ ‏(غوادالوب) في عام 1979 التي استثنت كل من اليابان وايطاليا وكندا الذين احتجوا ‏ ‏بقوة عندما نوقشت موضوعات العلاقة مع الكتلة الشرقية ونزع الاسلحة ثم في عام ‏ ‏1986عندما تقرر فرض عقوبات على ليبيا بتهمة دعم الارهاب ومحاولة عقد قمة لمناقشة ‏ ‏المسائل المالية تستثني ايطاليا وكندا والمجموعة الاوروبية.‏ ‏ وسيطرت موضوعات العولمة ومحاولة استئناف جولة جديدة من مفاوضات منظمة التجارة ‏ ‏الدولية لتحرير التجارة بعد الفشل الذي آلت اليه الجولة السابقة في سياتل على ‏ ‏اعمال القمة السابقة كما يبدو انها ستسيطر على جدول الاعمال الاقتصادية للقة ‏ ‏الحالية.‏ ‏ وان كانت قمة (جي 8) التي تضم اربع دول من اعضاء مجلس الامن الخمسة الدائمين ‏ ‏قد تناولت باقة متنوعة من الموضوعات فان ما يصدر عنها لايلزم الا اعضاوءها.‏ ‏ والتساؤلات التي تلح الان في اطار اهتمام مسرف وانشغال بالغ بما ستسفر عنه ‏ ‏اجتماعات الزعماء الثمانية في جنوى هو ما اذا كانوا سينجحون في تجاوز خلافاتهم ‏ ‏وما اذا كانت نتائج القمة تتناسب وحجم الاهتمام الذي يحيط بها ومدى قدرة القمة ‏ ‏على النجاح في اكتساب الشرعية امام الراي العام العالمي.(كونا) ‏ ‏ ‏
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&