&عمان - في اول حادث من نوعه منذ ابرام معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية قبل سبعة اعوام، شهدت العاصمة الاردنية عمان مساء الاثنين اغتيال تاجر ماس اسرائيلي يدعى اسحق سنير غير ان السلطات الاردنية رجحت بقوة الا يكون للحادث دوافع سياسية.
&وصرح مصدر دبلوماسي اسرائيلي في عمان ان القتيل الذي يبلغ من العمر 51 عاما كان يقيم في الاردن "منذ ما يقرب من عام وكان يتوجه بانتظام الى اسرائيل حيث انه من بلدة رنانا بالقرب من تل ابيب".
واعلن وزير الاعلام الاردني صالح القلاب ان القتيل "تلقى سبع رصاصات في الظهر". واكد مواطن اردني يعرف الشركاء التجاريين لاسحق سنير وطلب عدم ذكر اسمه ان القتيل "كان يصدر الماس والاحجار الكريمة الى بلاد الخليج عن طريق اثنين من رجال الاعمال الاردنيين". واضاف ان هذه التجارة "كانت مربحة جدا لكل المجموعة".
واكد من جهته مسؤول اردني ان الشرطة الاردنية لا تزال توصل التحقيق مع رجال الاعمال الاردنيين الذين كانوا يتعاملون مع سنير.
وفي وقت سابق صرح القلاب انه عثر على سنير "قتيلا الثلاثاء امام مدخل البناية السكنية التي يقطن فيها اثر اطلاق الرصاص عليه" في غرب عمان. واشار الى ان "القتيل كان يشغل شقة في هذه البناية التي كان يسكن فيها مستأجر ثان غير موجود حاليا في الاردن، لذلك لم يعثر على جثة القتيل سوى اليوم"، وكشف القلاب ان القتيل "عاد الاثنين الى الاردن قادما من اسرائيل".
ورجح الوزير ان يكون الحادث نتيجة "تصفية حسابات بسبب خلافات مالية وليست له دوافع سياسية" غير انه اقر في الوقت نفسه ان "التحقيقات لا تزال في مراحلها الاولى".
وفي بيروت، افاد تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله ان منظمة سرية تطلق على نفسها اسم "شرفاء الاردن" تبنت مساء الاثنين قتل التاجر الاسرائيلي في عمان ووصفته بانه "عميل لجهاز الموساد" الاسرائيلي. وجاء في البيان "قامت مجموعة من شرفاء الاردن بتصفية عميل للموساد يعمل في احد ضواحي عمان تحت غطاء رجل اعمال". واوضح التلفزيون ان التبني وصله بالبريد الالكتروني ليلة الاثنين الثلاثاء.
وبالرغم من ان البيان ارسل الى التلفزيون قبل اكتشاف جثة التاجر الاسرائيلي، الا ان المحققين الاردنيين لا يزالون يرجحون ان الحادث جاء في اطار "عملية تصفية حسابات".
واوضح مسؤول اردني انه "قد يكون الجناة هم الذين ارسلوا هذا البيان بغرض التمويه على جريمتهم ذات الدوافع الجنائية عن طريق اعطائها بعدا سياسيا غير حقيقي".
من جهة اخرى، افاد المتحدث باسم السفارة الاسرائيلية في عمان روي جلعاد ان عائلة تاجر المجوهرات الاسرائيلي الذي قتل وافقت على تشريح جثته& بعد اعتراضها على ذلك لاسباب دينية.
واضاف المتحدث ان الجانب الاردني شدد على اهمية التشريح لخدمة التحقيق ما اتاح اقناع عائلة القتيل. وقال ان الجثة ستنقل الى اسرائيل غدا فور الانتهاء من التشريح.
وقالت المحطة العامة في التلفزيون الاسرائيلي ان عائلة التاجر اسحق سنير (51 عاما) طلبت حضور طبيب شرعي اسرائيلي خلال التشريح.
ومنذ ابرام معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية في تشرين الاول(اكتوبر) 1994، تعرض خمسة من الدبلوماسيين الاسرائيليين لمحاولات اغتيال اسفرت عن اصابتهم بجروح. وترجع اخر محاولة من هذا النوع الى كانون الثاني(ديسمبر) الماضي اصيب خلالها دبلوماسي اسرائيلي في ساقه، وسبقها بشهر واحد فقط اصابة نائب القنصل الاسرائيلي في عمان في ساقه وفي يده في محاولة اخرى مماثلة. (ا ف ب)