هافانا- يحتفل الرئيس الكوبي فيديل كاسترو الذي امضى اكثر من نصف حياته في الحكم، بعيد ميلاده الخامس بعد السبعين الاثنين متحديا الموت الذي كثيرا ما تحدث عنه في الاونة الاخيرة بالانغماس في زخم العمل.
وبالرغم من اصابته قبل ستة اسابيع بعارض صحي بسيط وهو يلقي كلمه امام الشعب عزي رسميا الى الحرارة والارهاق، اثار التكهنات حول حالته
كاسترو
الصحية الامر الذي يعتبر من المحظورات في كوبا، عزز كاسترو وتيرة عمله عوضا عن تخفيضها وكانه يريد ان يثبت ان العمر لا ينال منه او يؤثر على قدراته.
&قال اخيرا "لا اعرف متى ساموت، لكن الامر لا يقلقني" لافتا، من باب الدعابة، الى ان معدل الكولسترول ومستوى الضغط ممتازين، ومجددا ثقته، اكثر من اي وقت مضى، باستمرارية الثورة الكوبية وبقدرة شقيقه راوول وزير الدفاع والرجل الثاني في النظام، على خلافته.
وسيغادر الرئيس الكوبي الذي يتولى الحكم منذ 42 عاما هافانا السبت متوجها الى فنزويلا في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره هوغو شافيز، صديقه و"ابنه الروحي" والرئيس الوحيد في اميركا اللاتينية الى جانب كاسترو الذي يعد نفسه زعيما ثوريا في مطلع القرن الواحد والعشرين.
كما سيتوجه الى مدينة كيوداد بوليفار حيث سيمنح وسام انغوستورا في ذكرى تشكيل البرلمان الفنزويلي عام 1819 على يد "الليبرتادور" (المحرر) سيمون بوليفار كما سيترأس العديد من المراسم.
وفي 26 تموز (يوليو) الماضي، قاد كاسترو تحت الشمس الحارقة مسيرة المليون كوبي (بحسب السلطات) احتجاجا على سياسة الولايات المتحدة حيال كوبا يرافقه حفيدان لمؤسس الجمهورية الايرانية الاسلامية آيه الله الخميني كانا في زيارة للجزيرة.
وبالرغم من ان كاسترو اقر العام الماضي بانه "توصل الى الاستنتاج، ربما متأخرا، بضرورة اختصار خطاباته"، استعاد كاسترو عادة القاء خطاباته التقليدية التي تستمر ساعات عدة.
وبات يشارك شبه يوميا في الاشهر الاخيرة في اجتماعات سياسية في اطار "معركة الافكار" ضد الولايات المتحدة يقوم التلفزيون الرسمي ببثها مباشرة.
ولد كاسترو في 13 اب (اغسطس) 1926 في بيران لاسرة اقطاعية من اصل اسباني وقاد الى النصر ثورة اطاحت بنظام الديكتاتور باتيستا عام 1959.
ويؤكد الرئيس الكوبي انه نجا من حوالى 647 محاولة اغتيال احصاها الامن الكوبي.
&وكاسترو المهيمن منذ 42 عاما على الساحة السياسية الكوبية، لا يتوانى عن المشاركة في نشاطات متنوعة من حفلات الافتتاح الى مآدب العشاء مع زوار اجانب متنوعي الهوية، من الرئيس الصيني جيانغ زيمين الى الممثل الاميركي كيفن كوستنر.
كما حضر كاسترو للمرة الاولى في حياته قبل حوالى شهر حفلا احياه فريق الروك الانكليزي الشهير "مانيك ستريت بريتشرز" الذي قدم حفلة واحدة في كوبا.
وبالرغم من الشائعات المستمرة حول سوء حالته الصحية، لا تزال حيوية الرئيس الكوبي تدهش محاوريه. والشهر الماضي قال وزير الاقتصاد الالماني فيرنر مولر ان الرئيس الكوبي بدا له "في حال صحية ممتازة" وانه وجده "لطيفا جدا ويتمتع بحس الدعابة".
وتقيم كوبا عادة مراسم مختصرة للاحتفال بعيد ميلاد رئيسها الذي لا يحبذ، كما يقال، الاشادة به وتمجيده، غير ان العديد من المناطق في المدينة اعلنت هذا العام تنظيم احتفالات بهذه المناسبة.
ومع 75 عاما، يبلغ فيديل كاسترو معدل العمر الوسطي للشعب الكوبي ما يمنحه، بحسب الاحصاءات الرسمية، المزيد من الفرص للعيش عقدا اضافيا. (أ ف ب)