* شارون حائر لا يدري ما يفعل ونسبة كبيرة في معسكر اليمين تؤيد ازالة المستوطنات
عرفات وبيريز في لشبونة
غدا سيصبح عمر شيمون بيريز 78 سنة، وفكرة تنظيم حفل بهذه المناسبة أجلت لأوقات أكثر سرورا. الاسبوع الاخير كان صعبا بشكل خاص بالنسبة له، ثنائيته التزاوجية مع شارون التي شدت حتي أقصاها في الايام الاخيرة اقتربت من درجة الانفجار. بيريز لم يضطر لضرب الطاولة بقبضته حتي يسارع شارون الي فحص خيارات ائتلافية اخري. الهدوء الذي تم التوصل اليه مؤقتا هش مثل احتمالات وقف اطلاق النار مع الفلسطينيين. بيريز تأرجح في هذا الاسبوع بين ضوئه الاحمر وبين الضوء الاخضر المحدود الذي انتزعه من شارون.
في ليلة يوم الثلاثاء نجح في انتزاع تأجيل الهجوم علي بيت جالا، الا انه عرف جيدا انه مرتبط تماما بكل قناص فلسطيني قد يأخذ زمام المبادرة ويطلق رصاصة علي المكان الساخن. وهو قلق ومهموم، وكل من يعرفه يستطيع ان يلاحظ الاضطراب الذي يعيشه.

من خطوات وتصريحات شارون الاخيرة يتبين ان الحسم الذي يسعي اليه معاكس لما تسعي أنت لتحقيقه؟
كنت بجانب بن غوريون في عام 1948 عندما كان يؤيد تقسيم البلاد، منذ ذلك الحين ايضا كنت خاسرا كبيرا ذلك لانني جئت من حركة الشبيبة التي كانت كلها معارضة للفكرة، ومع ذلك أيدت بن غوريون. أنا اعتقد انه لولا قراره الحاسم ذاك لما قامت الدولة اليهودية. والان علينا ان نتخذ قرارا حاسما مرة اخري.

هل تعرف علي الاقل الي أين يسير شارون؟
لم أكن ارغب بالتحدث باسمه، أنا افترض ان شارون مثلي حائر في امور كثيرة. من الخطأ الاعتقاد ان الخطابات علي طريقة تشرتشل تستطيع حل المشكلة. ومثلما يتطلب الانتصار في الحرب حسما عسكريا يجب انهاء النزاع السياسي بالطرق السلمية.

وما هو خطك الاحمر؟
أنا لا أحب هذا المصطلح. الحديث بالكلمات الانذارية القصوي يقلقني دائما، من يضع خطوطا نهائية قصوي يتسبب في ان يضطر هو ايضا الي تحقيقها. أنا اعرف ان من الواجب محاولة ايجاد حل، حتي ان لم اكن اعرف كيف ستكون الظروف والملابسات.
"العنف الفلسطيني" يسخر من كل المبادرات السياسية، بدلا من دفع سياستك للامام أنت
مطالب للدفاع امام العالم عن عمليات متواصلة ، فما هي قدرتك الباقية للتأثير علي القرارات؟
في هذه الليلة مثلا منعنا اراقة الدماء، وهذا الامر ليس هامشيا في نظري، امامي فرصة لتجربة شيء ما آخر وأنا اكتفي بالتأكيد بالفرحة في العيون. لن أوفر جهدا لاكتشاف كل ثغرة ممكنة وكل فرصة تلوح امامي. أنا لا اري البدائل.

يبدو اننا لا نفشل فقط في الاعلام علي المستوي العالمي وانما الفلسطينيون ايضا الذين يفترض ان نعرفهم مثل كف اليد يفسرون اعلامنا العسكري كما يحلو لهم مثلما حدث في عملية جنين؟
هذه ازدواجية مستمرة وهي لا توفر المشاكل التي تنطوي عليها الحياة الزوجية، هذا الامر صحيح بالنسبة للشعوب ايضا. من جانب واحد يفترض ان يكمل الواحد منهما الآخر، الا ان الصراع يتواصل من الناحية الاخري بسبب الفوارق العميقة. ومن يتحدث عن السلام الذي هو الدرجة القصوي جدا من العدالة سيصل الي التسوية والمصالحة.

الانتفاضة حطمت معسكر السلام وأعادت الحكم لليمين، أنت تستطيع التحدث مع الفلسطينيين ولكن لا يوجد لديك تفويض لأي مفاوضات سياسية؟
صحيح انه لا توجد احزاب، والدليل علي ذلك ان شعبية شارون في اوساط الرأي العام تفوق شعبيته في داخل حزبه نفسه، ولكن هناك رأيا عاما. الآن ايضا في ذروة التصعيد تفضل الاغلبية السلام حتي بثمن يشمل اخلاء مستوطنات. المشكلة هي ان الرأي العام الاسرائيلي هو تناقض ضخم اذ يتضمن الشيء ونقيضه في آن واحد. يريدون سياسة اليسار وحكومة اليمين، وهذا ما يحدث.

اذن ما هي جدوي مواصلة البقاء في حكومة شارون؟
في السابق رفضت اجابتك عما يفكر به شارون ولكن هناك حوارا بيننا، في قلبي اعتقد انه اذا اتفقنا علي الحسم فسيكون بامكاننا ان نمرره بقوانا المشتركة. في محادثاتي مع أطراف من اليمين فوجئت عندما اكتشفت ان عددا غير قليل منهم مستعدون لازالة المستوطنات. لدينا أنا وشارون شريك ثالث ليس بمقدورنا الفرار من امامه وهو الواقع الذي يقرع كل النواقيس. لقد قال بسمارك في السابق ان السياسي هو انسان يحاول اكتشاف الانسان الصالح حتي يتشبث بأطراف ردائه ويحاول السير خطوة او اثنتين معه.

حصلت علي ضوء اخضر للتفاوض مع الفلسطينيين، فهل يوجد من تتفاوض معه عموما؟
أجل بالتأكيد، أنا احتاج للسرية ولذلك لن أفصل، ولكنني اريد ان اتفاوض معهم حول قضية التسهيلات علي الطرق وتخفيض العنف. أنا اعتقد ان هذا يستطيع ان يغير الاجواء، وهذا هو رأي اليعازر وشارون ايضا. في نظري وقف التحريض في كلا الجانبين هام مثل وقف اطلاق النار بالضبط. عندما سألني مبارك ما الذي يمكن القيام به من اجل السلام قلت له: ان كان لديك استعداد لصرف ألف جنيه مصري شهريا فسيكون لديك سلام خلال ثلاثة اشهر. فسألني علي الفور: كيف؟، قلت له: استأجر كاتب خطابات مصري لعرفات، فان قام بعد ذلك بالقاء هذه الخطابات ستري كيف سيتغير كل شيء. لقد شاهدنا بأنفسنا كيف أثر خطاب مبارك نفسه علي الاسرائيليين في المقابلة التي بثت في نهاية الاسبوع الماضي.

ربما كان المطلوب تسوية قسرية؟
لا، وهذا لن يحدث ايضا، طلب فرض الارادة الدولية يعني الدعوة لتنفيذ قرارات الامم المتحدة، وكيف يفرضون الاتفاق بالقوة العسكرية؟. أنا لا اريد ان أري هنا طيارين امريكيين واوروبيين كما حدث في الشيشان .

هل سيأتي يوم سيكون بالامكان الموافقة فيه علي اخلاء المستوطنات؟
أجل حسبما اعتقد، حتي في اتفاق كامب ديفيد تحدثوا عن ازالة 80 في المئة من المستوطنات القائمة وتجميعها في كتل استيطانية، هذا لم يجتز المحك الجماهيري لان ادارة المفاوضات لم تكن ناجحة، ولكن لو كانوا قد جلبوا السلام وطرحوا الامر علي الاستفتاء الشعبي لكان من المحتمل ان يحصل علي الاغلبية، شارون ايضا مستعد للتسوية المؤلمة، وان وضعنا هدفا مهما كان موجعا فسيكون بالامكان الحصول علي موافقة الشعب اليوم ايضا.

عرفات واسرائيل يصرخون طلبا للمساعدة والزعامة العالمية تتجاهل ذلك؟
لا يوجد المزيد من التطوع للمساعدة، ذلك لانهم ملوا النزاع، الكثيرون منهم يقولون في دخيلتهم: لا يوجد حل علي ما يبدو. ولذلك سنتركهم يستنزفون قواهم وعندها سنتحدث معهم، فنحن لسنا الصراع الوحيد في العالم، علينا ان ندرك انه اذا لم نأخذ زمام المبادرة فلن يقوم بذلك احد بدلا عنا. ان لم نجر مفاوضات ولم نحسم الامور فلن يفعل ذلك احدا عنا، عندما نقول انه يتوجب الاعتماد علي انفسنا فهذا يعني الاعتماد علي أنفسنا في صنع السلام ايضا وليس في الصمود والتحمل فقط.

كرمي غيلون وصل الدانمارك وسط عاصفة وأنت ايضا هددوك في حينه بتقديمك للمحكمة الدولية ورئيس الاركان ورئيس الوزراء ملاحقون في اوروبا؟
هذه تفاهات من الدرجة الاولي، حسب هذا المنطق يتوجب محاكمة كل قادة العالم المتعاقبين، هذه ليست محاكمة للسياسة وانما تسييس للمحاكمة. أنا لا اخشي هذه الظاهرة وأنا متأكد اننا سنخرج منها فائزين.

أما زلت تعتقد انك ستشهد السلام مع الفلسطينيين؟
لقد توصلنا للسلام مع مصر والاردن، وان لم يكن مثاليا، أنا اعتقد بالتأكيد انني سأحظي برؤية السلام مع الفلسطينيين، فليست لدي خطط للاختفاء في المستقبل القريب.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&&&&& &&&&&&& أجرى الحوار : يائيل غبيرتس
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&& & &&&&&&& &&&&& (يديعوت احرونوت)
&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&&&& &&&&&&&&&&&&&& &&& &&&&&& 17 أغسطس 2001