&
القاهرة- نبيل شرف الدين: حددت محكمة القضاء الإداري في البحيرة بدلتا مصر جلسة 5 سبتمبر (أيلول) الجاري للنطق في أحدث دعوى لإلغاء احتفالية الحاخام اليهودي أبو حصيرة ، ونقل رفاته خارج البلاد ، وهي الدعوى العاشرة من نوعها التي يقيمها محامون لذات الغرض ، ويرفضها القضاء في مصر .
في غضون ذلك طالب نواب محافظة البحيرة في البرلمان الحكومة المصرية بسرعة إصدار قرار بإلغاء احتفالات اليهود بمولد أبو حصيرة ، وحظر حضور اليهود من إسرائيل إلى مصر للاحتفال بالمولد كعادة كل عام ، وتضامن مع نواب البحيرة أكثر من 150 نائبا من بينهم نواب المعارضة من الوفد والتجمع والناصري والأحرار ، فضلاً عن نواب جماعة الإخوان المسلمين ، وقرروا إجراء اتصالات عاجلة مع عاطف عبيد رئيس الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية لإلغاء مولد أبو حصيرة وإبلاغ إسرائيل رسميا بالقرار ، مؤكدين أنه قرار سيادي داخلي يحقق الأمن والاستقرار ويتسق والموقف المتدهور على صعيد العلاقات العربية الإسرائيلية .
وقد اعتاد محام مصري من دمنهور رفع سلسلة من الدعاوى القضائية، التي يطالب فيها بهدم مقبرة أبو حصيره التي يتخذها الإسرائيليون مقر لاحتفالات سنوية تبدأ في يناير من كل عام، وتسويتها بالأرض باعتبار أن اليهود الذين يشاركون في الاحتفال حولوا القبر لحائط مبكى، كما وصف المحامي الأمر، وأضافوا أن الإسرائيليين يقومون بأداء طقوس استفزازية مثل الرقص وشق الجيوب والبكاء والصراخ، وسكب الخمور، وهي عادات تصدم مشاعر أهل القرية من بسطاء الفلاحين، وكانت قد تأجلت القضية عدة مرات حتى حكم فيها برفض الطلب لتقديمها من غير ذي صفة، ويقول المحامي مصطفى رسلان الذي رفع الدعوى الأخيرة: إن سفارة إسرائيل رفضت استلام إعلان الدعوى التي أقامها لإزالة قبر أبو حصيرة، ودعا فيها رئيس وزراء إسرائيل وسفيره في القاهرة لاستلام رفات أبو حصيرة "الذي يشكك المصريون في وجوده أصلاً"، ورفات من هم مدفونون من اليهود في المقبرة، ويضيف أنه طلب من المحكمة وقف الاحتفالات اليهودية هناك، حتى إنه قدّم ما يؤكد أن أبو حصيرة ما هو سوى رجل مسلم، وليس يهوديًا في صورة شجرة العائلة قدمها له بعض المسلمين في المغرب في موسم الحج ، إلا أن المحكمة رفضت الطعن للسبب السابق ذكره .
ويبدو واضحاً تعمد الزوار الإسرائيليين لفت الأنظار إليهم، وتضخيم الاحتفال لدرجة استقدام طائرة خاصة لمطار الإسكندرية تحمل وفدًا كبيرًا من الحاخامات اليهود، ضمنهم وزيرا الأديان والعمل، وعدد من أعضاء الكنيست، كما يتوافدون على القرية بأعداد كبيرة تقدر بنحو ثلاثة آلاف يهودي على الأقل وفق تقديرات الاحتفال الأخير الذي جرى في يناير من العام الماضي .
وعلى مدار السنوات الماضية كان الاحتفال يبدأ فوق قبر أبو حصيرة، حيث تمَّت إقامة مزاد على مفتاح مقبرة أبو حصيرة الذي يؤمن بعض اليهود بأن له كرامات دينية، ولديه قدرة على شفائهم من الأمراض ، ثم بدأ الحاضرون في شواء اللحوم والرقص ثم البكاء بحرقة أمام القبر، كما يحدث أمام حائط المبكى وضرب رؤوس البعض في جدار الحائط للتبرك وفقاً لمعتقداتهم .
في غضون ذلك طالب نواب محافظة البحيرة في البرلمان الحكومة المصرية بسرعة إصدار قرار بإلغاء احتفالات اليهود بمولد أبو حصيرة ، وحظر حضور اليهود من إسرائيل إلى مصر للاحتفال بالمولد كعادة كل عام ، وتضامن مع نواب البحيرة أكثر من 150 نائبا من بينهم نواب المعارضة من الوفد والتجمع والناصري والأحرار ، فضلاً عن نواب جماعة الإخوان المسلمين ، وقرروا إجراء اتصالات عاجلة مع عاطف عبيد رئيس الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية لإلغاء مولد أبو حصيرة وإبلاغ إسرائيل رسميا بالقرار ، مؤكدين أنه قرار سيادي داخلي يحقق الأمن والاستقرار ويتسق والموقف المتدهور على صعيد العلاقات العربية الإسرائيلية .
وقد اعتاد محام مصري من دمنهور رفع سلسلة من الدعاوى القضائية، التي يطالب فيها بهدم مقبرة أبو حصيره التي يتخذها الإسرائيليون مقر لاحتفالات سنوية تبدأ في يناير من كل عام، وتسويتها بالأرض باعتبار أن اليهود الذين يشاركون في الاحتفال حولوا القبر لحائط مبكى، كما وصف المحامي الأمر، وأضافوا أن الإسرائيليين يقومون بأداء طقوس استفزازية مثل الرقص وشق الجيوب والبكاء والصراخ، وسكب الخمور، وهي عادات تصدم مشاعر أهل القرية من بسطاء الفلاحين، وكانت قد تأجلت القضية عدة مرات حتى حكم فيها برفض الطلب لتقديمها من غير ذي صفة، ويقول المحامي مصطفى رسلان الذي رفع الدعوى الأخيرة: إن سفارة إسرائيل رفضت استلام إعلان الدعوى التي أقامها لإزالة قبر أبو حصيرة، ودعا فيها رئيس وزراء إسرائيل وسفيره في القاهرة لاستلام رفات أبو حصيرة "الذي يشكك المصريون في وجوده أصلاً"، ورفات من هم مدفونون من اليهود في المقبرة، ويضيف أنه طلب من المحكمة وقف الاحتفالات اليهودية هناك، حتى إنه قدّم ما يؤكد أن أبو حصيرة ما هو سوى رجل مسلم، وليس يهوديًا في صورة شجرة العائلة قدمها له بعض المسلمين في المغرب في موسم الحج ، إلا أن المحكمة رفضت الطعن للسبب السابق ذكره .
ويبدو واضحاً تعمد الزوار الإسرائيليين لفت الأنظار إليهم، وتضخيم الاحتفال لدرجة استقدام طائرة خاصة لمطار الإسكندرية تحمل وفدًا كبيرًا من الحاخامات اليهود، ضمنهم وزيرا الأديان والعمل، وعدد من أعضاء الكنيست، كما يتوافدون على القرية بأعداد كبيرة تقدر بنحو ثلاثة آلاف يهودي على الأقل وفق تقديرات الاحتفال الأخير الذي جرى في يناير من العام الماضي .
وعلى مدار السنوات الماضية كان الاحتفال يبدأ فوق قبر أبو حصيرة، حيث تمَّت إقامة مزاد على مفتاح مقبرة أبو حصيرة الذي يؤمن بعض اليهود بأن له كرامات دينية، ولديه قدرة على شفائهم من الأمراض ، ثم بدأ الحاضرون في شواء اللحوم والرقص ثم البكاء بحرقة أمام القبر، كما يحدث أمام حائط المبكى وضرب رؤوس البعض في جدار الحائط للتبرك وفقاً لمعتقداتهم .
قصة أبو حصيرة
ولا أحد يعرف على وجه اليقين حقيقة أبو حصيرة أو تاريخه في مصر رغم كل ما يقال، ومع ذلك تتعدد الروايات حتى بين اليهود الذين يفدون لزيارة المقبرة؛ ففي عام 1907م كان يعيش في مصر حوالي عشرة آلاف يهودي يتركزون في القاهرة والإسكندرية، وكان عدد كبير منهم يعملون في تجارة المنسوجات والساعات، وإصلاح الأحذية، ويتجولون في القرى المصرية في الشمال والصعيد، لبيع منتجاتهم في ذلك العام .
ويقول بعض هؤلاء اليهود الذين كانوا يتجولون في قرية "دميتوه" التي تشهد تلك الاحتفالات اليهودية: أنه يوجد في منطقة المقابر التي تقع على ربوة عالية، وتضم رفات 88 من اليهود مقبرة لحاخام يهودي من أصل مغربي يدعى أبو حصيرة، واسمه الأصلي أبو يعقوب، وإنه من أولياء الله وله "كرامات" مشهودة وثابتة على حد تعبيرهم ، وأنه منذ ذلك العام بدأ يتوافد على القرية في الفترة من 17 ديسمبر وحتى أوائل يناير عدد يُعد على أصابع اليد من اليهود للتبرك بهذا الحاخام الذي ذاع صيته بين اليهود.
ومنذ عام 1979 وعقب توقيع اتفاق كامب ديفيد بدأ اليهود يطلبون رسميًا تنظيم رحلات دينية إلى هذه القرية للاحتفال بمولد أبو حصيرة الذي يستمر قرابة 15 يومًا، وبدأ عددهم يتزايد من بضع عشرات إلى بضع مئات ثم بالآلاف، حتى بلغ عددهم قبل عامين قرابة أربعة آلاف، ومع الزيادة العددية توسع أسلوب الاحتفال من مجرد الجلوس عند المقبرة، وذكر بعض الأدعية والتوسلات إلى البكاء، خصوصًا من العجائز الطالبين الشفاء من مرض ما، وذبح أضحيات غالبًا ما تكون خرافًا أو خنازير وشرب النبيذ وسكبه فوق المقبرة ولعقه بعد ذلك ، والرقص على بعض الطقوس اليهودية بشكل مثير بعد أن يمزقوا ملابسهم.
ولا أحد يعرف على وجه اليقين حقيقة أبو حصيرة أو تاريخه في مصر رغم كل ما يقال، ومع ذلك تتعدد الروايات حتى بين اليهود الذين يفدون لزيارة المقبرة؛ ففي عام 1907م كان يعيش في مصر حوالي عشرة آلاف يهودي يتركزون في القاهرة والإسكندرية، وكان عدد كبير منهم يعملون في تجارة المنسوجات والساعات، وإصلاح الأحذية، ويتجولون في القرى المصرية في الشمال والصعيد، لبيع منتجاتهم في ذلك العام .
ويقول بعض هؤلاء اليهود الذين كانوا يتجولون في قرية "دميتوه" التي تشهد تلك الاحتفالات اليهودية: أنه يوجد في منطقة المقابر التي تقع على ربوة عالية، وتضم رفات 88 من اليهود مقبرة لحاخام يهودي من أصل مغربي يدعى أبو حصيرة، واسمه الأصلي أبو يعقوب، وإنه من أولياء الله وله "كرامات" مشهودة وثابتة على حد تعبيرهم ، وأنه منذ ذلك العام بدأ يتوافد على القرية في الفترة من 17 ديسمبر وحتى أوائل يناير عدد يُعد على أصابع اليد من اليهود للتبرك بهذا الحاخام الذي ذاع صيته بين اليهود.
ومنذ عام 1979 وعقب توقيع اتفاق كامب ديفيد بدأ اليهود يطلبون رسميًا تنظيم رحلات دينية إلى هذه القرية للاحتفال بمولد أبو حصيرة الذي يستمر قرابة 15 يومًا، وبدأ عددهم يتزايد من بضع عشرات إلى بضع مئات ثم بالآلاف، حتى بلغ عددهم قبل عامين قرابة أربعة آلاف، ومع الزيادة العددية توسع أسلوب الاحتفال من مجرد الجلوس عند المقبرة، وذكر بعض الأدعية والتوسلات إلى البكاء، خصوصًا من العجائز الطالبين الشفاء من مرض ما، وذبح أضحيات غالبًا ما تكون خرافًا أو خنازير وشرب النبيذ وسكبه فوق المقبرة ولعقه بعد ذلك ، والرقص على بعض الطقوس اليهودية بشكل مثير بعد أن يمزقوا ملابسهم.
يهودي أم مسلم
وحسبما تورد موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" فان "ابو حصيرة" هو يعقوب الثاني ابن مسعود المولود في العام 1807 في المغرب, وبينما هو في طريقه الى فلسطين نزل مدينة دمنهور في محافظة البحيرة, حيث عمل إسكافيا وراح يوطد علاقاته بيهود المدينة الذين اشاعوا عنه انه تنبأ بوفاته قبل ان يموت بايام, الامر الذي احاط موته بهالة اسطورية. وقيل ايضا ان أحد أصدقائه أراد نقل جثمانه الى الاسكندرية, واثناء نقل الجثة هطلت الامطار بشدة, فيفسر هذا بأنه تعبير عن رغبة "أبو حصيرة" في ان يظل مدفونا في قرية "ديمتوه" التي سكنها .
وتقول الأسطورة انه سمي "أبو حصيرة" لانه اثناء سفره بحرا الى سوريا تحطمت السفينة التي كانت تقله وهوت الى القاع ومات كل من عليها إلا يعقوب الذي استطاع ان يطفو فوق حصيرة على سطح الماء حتى وصل الى سوريا.
ويرى الدكتور عبدالوهاب المسيري المتخصص في الشؤون اليهودية أن رواية البحر والحصيرة رواية شعبية اسطورية , ولا علاقة لها بالاسم المطلق على يعقوب بن مسعود, لان اسم الاسرة يعود الى القرن السادس عشر الميلادي, وهو من كلمة حصير العبرية وهي من كلمة "حضرة" أو بلاط الملك , وحصيرة هنا تدل على انه كان من عائلة مقربة من السلطان في المغرب.
وقد شهدت المقبرة بعض التوسعات مع تزايد عدد القادمين، حيث تمت كسوة "الضريح" بالرخام، والرسوم اليهودية، خاصة عند مدخل القبر، ثم بدأ ضم بعض الأراضي حوله وبناء سور، ثم منشآت أشبه بالاستراحات، عبارة عن غرف مجهزة، واتسعت المقبرة من مساحة 350 مترًا لتصبح 8400 متر، وبدأت التبرعات اليهودية تنهال لتوسيعها وتحويلها إلى مزار& لليهود الطالبين للشفاء أو العلاج من المرض، حتى إن إسرائيل عرضت منحة مالية على الحكومة المصرية طالبة إنشاء جسر يربط القرية التي يوجد بها الضريح بطريق علوي مؤدي لمدينة دمنهور القريبة حتى يتيسر وصول اليهود إليها ، لكن الحكومة المصرية وأطلقوا على الجسر أيضًا اسم أبو حصيرة، ومع زيادة أعداد الزوار كانت الإجراءات الأمنية المصرية تزداد أعداد القوات المشاركة في تأمين مكان احتفال اليهود ، كما أصبح الاحتفال يرتبط بفرض قيود على أهالي القرية، تصل إلى إغلاق الكثيرين محال تجارتهم ومنع دخول السيارات للقرية .
ويقول احد تفسيرات طقوس الاحتفال: إن من اهم المعتقدات السائدة ان ليعقوب ابو حصيرة قدرة خارقة في علاج العقم حتى وهو ميت, ويؤمن اليهود بان التبرك به يساعد النساء المصابات بالعقم على الحمل ، بشرط ان يكون الزوجان على اقتناع وايمان راسخ بقدرته على ذلك الأمر.
أما الباحثة الدكتورة سوزان السعيد يوسف فتؤكد في كتابها "المعتقدات الشـعبية حول الاضرحة اليهودية" ان هنالك مصريات مسلمات مؤمنات بقدرة "ابو حصيرة" على علاج العقم, وانهن يقمن بزيارة ضريحه طلبا لمعونته وتقول: تمارس النساء خلف الضريح طقوس الاستحمام بالماء الطاهر مع تلاوة آيات من القرآن الكريم ودعاء خاص لـ "ابو حصيرة" يا "ابو حصيرة" : سرك وذلك قبل صلاة الجمعة.
أما ساعة الصلاة فيقمن بالقفز من جبانة الى اخرى ويصاحب ذلك دعوات "شيء لله يا ابو حصيرة", لكن الملاحظ منذ بداية احتفال الاسرائيليين به, ان حب المصريين من اهل دمنهور أو البحيرة وتعلقهم وايمانهم ببركته قد تزعزعا كثيرا, بل إن كثيرين اصبحوا يكرهونه, وينهرون المتعلقين به, وتضيف الدكتورة سوزان : أن قصة "ابو حصيرة" حديثة وتعود الى نحو 120 سنة فقط , وهذه المدة ليست كافية لجعله رمزا راسخا, فضلا عن ان الارتباط به كان مقصورا على أهل دمنهور ولم يتعداها إلا قليلا الى المحافظات الأخرى.
وبالإضافة الى ذلك فان تراث اليهود في محافظة البحيرة لا يكاد يترك اثرا ملموسا, فاليهود لم يفدوا الى هذه المحافظات الا في العام ,1871 ولم يكن عددهم في نهايات القرن 19 يزيد عن 230 نسمة. وتقول احصاءات 1917 إن اجمالي عددهم في البحيرة كان 56 يهودياً فقط .
وحسبما تورد موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" فان "ابو حصيرة" هو يعقوب الثاني ابن مسعود المولود في العام 1807 في المغرب, وبينما هو في طريقه الى فلسطين نزل مدينة دمنهور في محافظة البحيرة, حيث عمل إسكافيا وراح يوطد علاقاته بيهود المدينة الذين اشاعوا عنه انه تنبأ بوفاته قبل ان يموت بايام, الامر الذي احاط موته بهالة اسطورية. وقيل ايضا ان أحد أصدقائه أراد نقل جثمانه الى الاسكندرية, واثناء نقل الجثة هطلت الامطار بشدة, فيفسر هذا بأنه تعبير عن رغبة "أبو حصيرة" في ان يظل مدفونا في قرية "ديمتوه" التي سكنها .
وتقول الأسطورة انه سمي "أبو حصيرة" لانه اثناء سفره بحرا الى سوريا تحطمت السفينة التي كانت تقله وهوت الى القاع ومات كل من عليها إلا يعقوب الذي استطاع ان يطفو فوق حصيرة على سطح الماء حتى وصل الى سوريا.
ويرى الدكتور عبدالوهاب المسيري المتخصص في الشؤون اليهودية أن رواية البحر والحصيرة رواية شعبية اسطورية , ولا علاقة لها بالاسم المطلق على يعقوب بن مسعود, لان اسم الاسرة يعود الى القرن السادس عشر الميلادي, وهو من كلمة حصير العبرية وهي من كلمة "حضرة" أو بلاط الملك , وحصيرة هنا تدل على انه كان من عائلة مقربة من السلطان في المغرب.
وقد شهدت المقبرة بعض التوسعات مع تزايد عدد القادمين، حيث تمت كسوة "الضريح" بالرخام، والرسوم اليهودية، خاصة عند مدخل القبر، ثم بدأ ضم بعض الأراضي حوله وبناء سور، ثم منشآت أشبه بالاستراحات، عبارة عن غرف مجهزة، واتسعت المقبرة من مساحة 350 مترًا لتصبح 8400 متر، وبدأت التبرعات اليهودية تنهال لتوسيعها وتحويلها إلى مزار& لليهود الطالبين للشفاء أو العلاج من المرض، حتى إن إسرائيل عرضت منحة مالية على الحكومة المصرية طالبة إنشاء جسر يربط القرية التي يوجد بها الضريح بطريق علوي مؤدي لمدينة دمنهور القريبة حتى يتيسر وصول اليهود إليها ، لكن الحكومة المصرية وأطلقوا على الجسر أيضًا اسم أبو حصيرة، ومع زيادة أعداد الزوار كانت الإجراءات الأمنية المصرية تزداد أعداد القوات المشاركة في تأمين مكان احتفال اليهود ، كما أصبح الاحتفال يرتبط بفرض قيود على أهالي القرية، تصل إلى إغلاق الكثيرين محال تجارتهم ومنع دخول السيارات للقرية .
ويقول احد تفسيرات طقوس الاحتفال: إن من اهم المعتقدات السائدة ان ليعقوب ابو حصيرة قدرة خارقة في علاج العقم حتى وهو ميت, ويؤمن اليهود بان التبرك به يساعد النساء المصابات بالعقم على الحمل ، بشرط ان يكون الزوجان على اقتناع وايمان راسخ بقدرته على ذلك الأمر.
أما الباحثة الدكتورة سوزان السعيد يوسف فتؤكد في كتابها "المعتقدات الشـعبية حول الاضرحة اليهودية" ان هنالك مصريات مسلمات مؤمنات بقدرة "ابو حصيرة" على علاج العقم, وانهن يقمن بزيارة ضريحه طلبا لمعونته وتقول: تمارس النساء خلف الضريح طقوس الاستحمام بالماء الطاهر مع تلاوة آيات من القرآن الكريم ودعاء خاص لـ "ابو حصيرة" يا "ابو حصيرة" : سرك وذلك قبل صلاة الجمعة.
أما ساعة الصلاة فيقمن بالقفز من جبانة الى اخرى ويصاحب ذلك دعوات "شيء لله يا ابو حصيرة", لكن الملاحظ منذ بداية احتفال الاسرائيليين به, ان حب المصريين من اهل دمنهور أو البحيرة وتعلقهم وايمانهم ببركته قد تزعزعا كثيرا, بل إن كثيرين اصبحوا يكرهونه, وينهرون المتعلقين به, وتضيف الدكتورة سوزان : أن قصة "ابو حصيرة" حديثة وتعود الى نحو 120 سنة فقط , وهذه المدة ليست كافية لجعله رمزا راسخا, فضلا عن ان الارتباط به كان مقصورا على أهل دمنهور ولم يتعداها إلا قليلا الى المحافظات الأخرى.
وبالإضافة الى ذلك فان تراث اليهود في محافظة البحيرة لا يكاد يترك اثرا ملموسا, فاليهود لم يفدوا الى هذه المحافظات الا في العام ,1871 ولم يكن عددهم في نهايات القرن 19 يزيد عن 230 نسمة. وتقول احصاءات 1917 إن اجمالي عددهم في البحيرة كان 56 يهودياً فقط .
دعاوى قضائية
أما مصطفى رسلان المحامي ، الذي اعتاد إقامة الدعاوى القضائية للمطالبة بوقف احتفال الإسرائيليين في مصر بمولد "ابو حصيرة" يقول إن مراسلات عدة تمت بينه وبين محامين واكاديميين مغاربة وانهم يعتبرون كل ما يقال عن يهودية "ابو حصيرة" مجرد اكاذيب إسرائيلية. وكانت المفاجأة انهم اكدوا بالوثائق بان "ابو حصيرة" كان عربيا مغربيا مسلما عاش متعبدا وزاهدا يفترش الحصير, وانه أتم سبع حجات الى بيت الله ، وكان ينوي الحج الى بيت المقدس لكن المنية وافته في قرية دميتوه ، ثم استغل أحد تجار القطن في دمنهور عدم معرفة الناس بحقيقة الرجل, فادعى انه يهودي وقام بدفنه في جبانة اليهود الموجودة في قرية دمنهور, ثم اشاع قصصا عن كراماته ومعجزاته التي قال انها تجلت في تحديده ليوم وفاته وساعتها .
لكن الباحثة د. سوزان السعيد تقول: إن الخلاف بين المسلمين واليهود في المغرب ومنازعاتهم على أضرحة الاولياء معروفة تاريخيا, وتنقل عن عالم الفولكلور بن عامي ان في المغرب اكثر من 600 ضريح يدعي كل من اليهود والمسلمين انهم تابعون لها.
من جانبها كانت محكمة دمنهور قد رفضت في نهاية& 1997 أول دعوى اقامها المحامي مصطفى رسلان لمنع الاحتفال وتمكينه من إعلام رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو بالدعوى بالطريق الديبلوماسي, لتعذر إعلانه حسب الاصول القانونية من طريق السفارة الاسرائيلية في القاهرة, وعاود المحامي دعاواه موضحا ان اسرائيل ليست مسؤولة عن يهود العالم وان قبر "ابو حصيرة" وبصرف النظر عن ديانة الرجل الحقيقية يوجد في ارض مصرية ليس فقط لما يحصل خلاله من طقوس غريبة واستفزازية ، كما يقول رسلان ،& ولكن أيضا لان قريته والقرى المجاورة& تتحول إلى بؤر توتر ، حيث تفرض على الاهالي اجراءات امنية مشددة لتجنب حصول اعمال عنف ، وكذلك للحد من احتكاكهم بالاسرائيليين الذين يتسببون خلال هذه الفترة في موجة من ارتفاع أسعار السلع والأغذية بشكل هائل .
أما مصطفى رسلان المحامي ، الذي اعتاد إقامة الدعاوى القضائية للمطالبة بوقف احتفال الإسرائيليين في مصر بمولد "ابو حصيرة" يقول إن مراسلات عدة تمت بينه وبين محامين واكاديميين مغاربة وانهم يعتبرون كل ما يقال عن يهودية "ابو حصيرة" مجرد اكاذيب إسرائيلية. وكانت المفاجأة انهم اكدوا بالوثائق بان "ابو حصيرة" كان عربيا مغربيا مسلما عاش متعبدا وزاهدا يفترش الحصير, وانه أتم سبع حجات الى بيت الله ، وكان ينوي الحج الى بيت المقدس لكن المنية وافته في قرية دميتوه ، ثم استغل أحد تجار القطن في دمنهور عدم معرفة الناس بحقيقة الرجل, فادعى انه يهودي وقام بدفنه في جبانة اليهود الموجودة في قرية دمنهور, ثم اشاع قصصا عن كراماته ومعجزاته التي قال انها تجلت في تحديده ليوم وفاته وساعتها .
لكن الباحثة د. سوزان السعيد تقول: إن الخلاف بين المسلمين واليهود في المغرب ومنازعاتهم على أضرحة الاولياء معروفة تاريخيا, وتنقل عن عالم الفولكلور بن عامي ان في المغرب اكثر من 600 ضريح يدعي كل من اليهود والمسلمين انهم تابعون لها.
من جانبها كانت محكمة دمنهور قد رفضت في نهاية& 1997 أول دعوى اقامها المحامي مصطفى رسلان لمنع الاحتفال وتمكينه من إعلام رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو بالدعوى بالطريق الديبلوماسي, لتعذر إعلانه حسب الاصول القانونية من طريق السفارة الاسرائيلية في القاهرة, وعاود المحامي دعاواه موضحا ان اسرائيل ليست مسؤولة عن يهود العالم وان قبر "ابو حصيرة" وبصرف النظر عن ديانة الرجل الحقيقية يوجد في ارض مصرية ليس فقط لما يحصل خلاله من طقوس غريبة واستفزازية ، كما يقول رسلان ،& ولكن أيضا لان قريته والقرى المجاورة& تتحول إلى بؤر توتر ، حيث تفرض على الاهالي اجراءات امنية مشددة لتجنب حصول اعمال عنف ، وكذلك للحد من احتكاكهم بالاسرائيليين الذين يتسببون خلال هذه الفترة في موجة من ارتفاع أسعار السلع والأغذية بشكل هائل .
التعليقات