خيبت محكمة الدكتاتور السابق صدام حسين و9 من اعضاء حكمه الكثير من توقعات العراقيين والشرفاء بالعالم ليس فقط بسبب المشاكل الفنية والتي حولت مشاهدة المحكمة المنتظرة الى عذاب بل بسبب ضعف التنظيم وعدم الحدة والتسيب الكبير. كتب الكثيرون عن الاعداد لهذ المحكمة والمبالغ التي صرفت لتهيئة القاعة والاشياء الفنية فهل من المعقول انه لا يتم تجربة معدات البث التلفزيوني او حل مشاكل الصوت والصورة قبل موعد المحاكمة ؟؟
قلوب العراقيين المتلهفة لرؤية الدكتاتور مذلولا مكسورا أصيبت بالاحباط وهي ترى ان لا نية حقيقية لأظهار كل الاشياء الفظيعة التي ارتكبها صدام ونظامه ومما زاد الامور سوأ هو المدعي العام العراقي الذي كان يردد بدون اقناع كبير جرائم النظام السابق، قراة المدعي العام من ورقة مكتوبة اساء كثيرا لمجهودات المدعي العام بكشف جرائم
صدام، كان يكفي مثلا عرض صور من صور الناس التي فقدت حياتها وقت حكم الطاغية، صور الشهداء صور طفولتهم أو كان يكفي عرض صور من المعركة البرنامج الذي كان يعرضه تلفزيون البعث العراقي عن مجازر النظام السابق مع الايرانيين، كان يكفي عرض صور احتلال الكويت او شهداء حلبجة او الاهوار والانفال وسجون الطاغية ربما كانت تكفي عرض جرائد النظام السابق والانحطاط الفكري الذي كان يمارس كان يكفي واحد من هذه الاشياء لاظهار جزء بسيط من جرائم النظام السابق بدلا من خطاب المدعي العام العراقي المكرر والذي يشوبه الكثير من الضعف.
اليوم اتصل بي احد الاصدقاء المقربيين من المحكمة العراقية المختصة بمحاكمة صدام ونظامه السابق ولما ذكرت له الاسباب التي جعلت محاكمة الدكتاتور غير كاملة تماما ذكر لي بكل حسرة ان ما حصل من مشاكل في الصوت والصورة والطريقة التي دخل بها صدام ورفاقه الى المحكمة انما هي نتائج تدخل اعضاء سابقيين في حزب البعث أرجعهم رئيس الوزراء السابق اياد علاوي الى العمل وتحديدا الى محكمة صدام، أخبرني هذا الصديق الذي أتحفظ على اسمه بان هناك صراع مرير بين الوطنيين في المحكمة وبين هؤلاء البعثيين السابقيين وأن هؤلاء يحاولون بكل وسيلة عرقلة المحكمة وتشويه مسارها.
اذن انه البعث من جديد تسلل بسبب قراررات مجرمة ارجعته الى الكثير من الاجهزة الامنية والقضائية المهمة، لا يمكن ان تنتظر شيء آخر من حزب البعث العربي الاشتراكي ! لا يمكن ان تتخيل ان شخصا آمن يوما بمبادىء هذا الحزب سوف يؤمن يوما بحقوق الانسان والديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني، حزب البعث هو جرثومة حقيقة اذا أصابت شخصا فلا يمكن ان تتركه ابدا!!!
****************
أيلاف من أهم المواقع العربية ان لم يكن أهمها وحرصنا على أيلاف وعلى العامليين في ايلاف هي وراء كلمتنا هذه، فأيلاف المنبر اللبرالي الاهم في العالم العربي يجب ان تمارس الدور نفسه التي قطعتة على نفسها بدعم التييار العقلاني الانساني بالعالم العربي وتوفير مساحة لفكر جديد بدأ بالظهور والاتساع وربما يكون هو الحل لمشاكل العرب الصعبة والمستديمة!
للاسف تسود التغطيات الأخبارية التي تتناول الشأن العراقي انحيازا واضحا للتيارات البعثية والمتطرفة، أتفهم تماما ان الصحافة هي مهمة اظهار الحقيقة والحرص على السماع للجميع لكن تغطية أيلاف فيها عدم أنصاف الحقيقة فمن أختيار العناوين الى الموضيعات هناك أهتمام غير طبيعي بنشاط حزب البعث المنحل و رد فعل بنات صدام وغيرها من الاشياء التي هي لا تعبر بالمرة عن ما يجري في العراق الآن.
فأحد العناوين الأخيرة للسيد أسامة مهدي كان صدام وقف بحق يتحدى المحكمة الغير شرعية، للشخص غير المهتم بقراة المواضيع بتمعن سوف يكتفي بهذا العنوان ويظن انه رأي أيلاف او رأي السيد أسامة مهدي!!!
اتسائل هل كان من الضروري استخدام هذا العنوان ؟ هل ان حزب البعث في العراق له الرصيد السياسي والاجتماعي الامر الذي يؤهله بالحصول على هذا الاهتمام الاعلامي ؟ !
كل ما نتمناه من السيد اسامة مهدي التعامل المنصف والعقلاني مع الشأن العراقي وعدم أعطاء حزب البعث العراق الأهتمام الذي يستحقه فشلة المجرميين تلك لا تستحق الا السجن والابعاد واحب ان أذكر السيد مهدي ان التلفزيون البريطاني لا يعطي الأحزاب المتطرفة مساحة اعلامية لنشر الافكار المسمومة فالاعلامي المحايد يجب ان يتحلى ببعض المسؤلية وهناك اشياء تم الاتفاق عليها دوليا مثل نبذ الحزب النازي الالماني والاحزاب التي تمارس العنصرية ضد السود وحزب البعث العربي الاشتراكي يستحق نفس المعاملة

[email protected]