غنى الجميع لإنتصارات صدّام الحربية في غزوته العفلقية على دولة المجوّس التاريخية،إيران،الجمهورية الإسلامية الشيعية الاولى،أو (بيرشيا) كما يصرّ ُ على تسميتها أعداء الخميني من الوطنيين الإيرانيين...(ليس خلق )..أو الغربيين المغرمين بشرق الشرق الأوسط...ذلك..حدث..قبل ربع قرن ونيّف..،لم يذكر أحد من زعماء الأرض والبشر والنفط ْ !!، إن مجزرة حدثت لعراقيين في قرية تسمى الدجيّلْ..،لكن خبر المقتلة البسيطة تلك وصلت لأسماع البيوت في كافة العراق دون إكتراث للأمر، الشيعة التجاّر والمتقيّن منهم والسنّة والخليجيون والغربيون جميعا ّ قالوا في ذلك الوقت الحربي التجاري البرغماتي....على الرئيس أن يدافع عن كرامته والرد ّ بقوة على من يحاول الإعتداء عليه،فهو رئيس عربي وإسلامي وخليفة قبل أن يكون عراقي..،وهذا المنطق العام الغبي للأسف لم يزل نفسه لدى بعض العراقيين والعرب...عدا المنشقين منهم عن العروبة الفاسدة والعراق المنكوب الأن بشيعته !!!.
ثم تغنى البعض شماتة..بحكاّم الكويت والخليج..،وهم يرون بأعينهم كيف يتصرف ضباط وجنود الجيش العراقي بل كيف هجم رعاع العراقيين على الكويت...إستلهاما ً من روح صداّم القومية وفتحوا أسواق المسروقات الكويتية أمام جميع الشعب الظالم والشعب المظلوم في كل مدينة عراقية وخاصة البصرة والناصرية،ولا زلت أذكر ُ من إني هربت من العراق إلى السعودية في باص شرطة أخضر مسروق من الكويت...!!
وبعد سنوات من الجراح العميقة،حاول الكويتيون أن يتبنوا شعار عدوهم المندثر عبد الكريم قاسم العراقوي الأول بأحقية،الشعار الشهير "عفى الله عما سلف "،ويتسامحوا مع العراقيين..، لكنهم غير واثقين...فبعض أكاديمييهم يصرّ ُ على نظرية العراقي واحد...!!.أي في كل قلب عراقي يجلس صداّم..
الحدث الأن صدّام..المرّعِب، القائد الفذ...،يظهر..المسلم المؤمن بقدَرهِ يحتضن (القرأن ).. مكبلا ً مغلولا ً من قبل،ثم يقف ويتحدى القضاة...وخلفه وللأسف... المعنوي ليس أهالي الضحايا الذين قتلهم بسقطة لسان وإنفعال وغضب..، بل الرفاق..الظلاّم..الذين توسخت أياديهم بالدمّ المراق المسفوح....في ضواحي الدجيل النائية قبل أكثر من ثلاثة وعشرين عام..!!
وقف صدّام في منتصف الحضور وأمام الحاكم ريزكار وزملائه..ليقول..إنه لم يزل هو العراق ورئيسه و دستوره،فقد لمس أهميته كإنسان..من فصيلة البشر،وعرف إن هناك من يريد الإثارة والضجّة التي دمّر العراق وأهله بسببهما..!!.
يقف صداّم في قفص الإتهام ممسكا ً بقرأن..ويدعي كلمات..مثل الشعب العراقي العظيم.،والدستور..، وهنا المشكلة القصوى فهو يثبت بأكاذيبه عراقيته...
فأغلب العراقيين الذين تربوا على حب القائد..أصبحوا مثله الأن...يكذبون..فهم وقد تخلوا عن البعث..باتوا شيعة مظلومين..أو سنّة مغدورين...وقد تظاهر التكارتة وهم يحملون صور صداّم البريء إحتجاجا ً على المحاكمة..،بينما تخلف أربعين شاهدا ً شيعيا ً دجيليا ً عن الحضور بسبب خوفهم من أنصار القائد الذي ذبح إخوتهم وبنيهم وأطفالهم.
الأميركان حين قرروا أن تبث المحاكمة وبهذه الكونية،لايريدون بالطبع الإنتقام من صداّم وإذلاله....إنه كيس قمامة مثقوب، فالهدف الرئيسي هو تربية العراقيين من حكّام ومحكومين على دروس في قانون تقبل الآخر...حتى وإن كان صدام...
فالمحاكمة القانونية الجنائية..،بطبيعتها إجتماعية..،تجعل المتهم يتجرع الإهانات حسب القانون،وهذه المرة الديمقراطي المكشوف المعلن الذي لا تنجده قبيلة أو عشيرة...
والدرس هو للعراقي..الذي يختلق الأمثال..(صداّم بالقفص إنت منو.. )...
التعليقات