منذ زمن والسيد عبد العزيز الحكيم يطرح مشروع الفيدرالية الجنوبية الوسطية، لا نقاش أن الحكيم يطرح المشروع باسم الائتلاف لأنه مسؤول كتلة الائتلاف أصلا، ولم يخرج لحد الآن رجل من رجالات القائمة ليبين موقفه السياسي من مشروع سيد عزيز، مما يعني الموافقة ضمنا على ذلك، حتى السيد إبراهيم الجعفري الذي يشاع أنه ضد الفكرة أساسا مشروع فيدرالية الجنوب والوسط ليس مشروع العراق، بل هو مشروع إيران، وهو ليس مشروع الشيعة، بل مشروع بيت الحكيم، وهو ليس مشروع الحركة الإسلامية العراقية بل هو مشروع المجلس الأعلى الذي تأسس بجهود مخابراتية إيرانية. هذا المشروع إذا تحقق فسوف يعزل الشيعة العراقيين عن العرب، ويحول الجنوب العراقي إلى مرتع للنفوذ الإيراني، كما أن هناك تصورات لدى بيت الحكيم لإعادة النفوذ الاقطاعي الشيعي، وسوف يسلط السيد عبد العزيز المجلس الأعلى على مقدرات الناس هناك، وسوف يخلق فاصل وحاجز بين شيعة بغداد وشيعة بقية العراق، مما يعني أن سيد عزيز الحكيم قد ارتكب اكبر جريمة بحق أهل البيت عليهم السلام، وربما إذا تعززت الفيدرالية الجنوبية الوسطية سوف يحاصر شيعة بغداد بالحديد والنار، ويتركون لوحدهم بلا معين ولا نصير. فيما إذا تحقق مشروع بيت السيد الحكيم، سوف يستعينون بقوى شرسة، وعصابات معروفة لفرض السيطرة على الناس، ويقيمون بعمليات تصفية بكل من يعارض مشاريعهم السياسية والاقتصادية والفكرية، تلك المشاريع التي تقوم على تمكين الاقطاع والبرجوازية،خاصة وأن أهل الجنوب بنظر هؤلاء بمثابة قطعان لا تفقه ولا تفهم ولا تستحق الحياة.من الخطوات التي سوف يقوم بها بيت السيد الحكيم بعد أن يتحقق مشروعهم الفيدرالية هو شن حرب شرسة على تقليد السيد السيستاني، واستبدال ذلك بتقليد السيد على خامني، أو السيد عزيز في المستقبل القريب أو المتوسط، وسوف يلقى الكثير من أعضاء ومؤسسي المجلس ضربات قاصمة على يد عصابات وقوى شريرة يشكلها سيد عزيز الحكيم، وذلك ممن يرفض التوافق مع الخط الحكيمي، في توجهاته الإيرانية والانقسامية.معلومات تفيد أن بعض اعضاء المجلس الأعلى يشعرون بقلق كبير من توجهات عزيز الحكيم، ولكن لا يقدرون على الاعتراض خوفا من بطش عناصر خفية في المجلس الاعلى، منهم قيس أبو أحمد أحد أعضاء المجلس ممن اشتغل في المخابرات الايرانية في طهران في مؤسسة المجلس الاعلى وقد رفض لجوءه في بعض الدول الاوربية لانه مشكوك في علاقاته ا لمخابراتية بإيران.

د. كامل حبان السعدي