لم تكن نكته سمجه، فقد كان رئيس الجبهه التركمانيه منفعلا جدا حين قال من على شاشة تلفزيون ابوظبي:
لم يكن في اربيل اكراد حتى عقد الستينيات، وانبهر جاسم العزاوي، مستضيفه، وعجبت، من اين جاء السكان اذا، على حين غره، ليتنازل لهم صدام في لعام 1970 ويجعل من المدينه عاصمة لاقليم كوردستان؟
وحين سمعت احد المستوطنين الذين يغتصبون دور المرحلين يجزم بان لا اكراد في كركوك حتى السبعينات، تملكني العجب ايضا، فمن اين حطت هذه الاعداد من البشر، تلك التي رحلت بالقسر عن المدينه، ومن اين نزلت احياء مثل الشورجه وازادي وامام قاسم فجأة، او مدن محافظة كركوك مثل كفري، جمجال، طوزخورماتو...؟
النظريه الثالثه، والجديدة هي عن مدينة دهوك، قرأتها على احد المواقع التي تدار من قبل تركيا بتسميه عراقيه لكاتب خجول على ما يبدو، فقد ذيل نظريته التاريخيه باسم رمزي "شمعون دنحو"، يقول انه لم يكن هنالك اكراد في هذه المحافظة، الا ان تحالف العائله الزيباريه مع البعث قد "كرد" دهوك، المحافظة السريانيه الاشوريه التي لايسكنها سوى المسيحيين!
واذا كان لا وجود للاكراد في تركيا، فليس هنالك سوى ترك الجبال، ولا في ايران، التي انتهت فيها القوميات تماما مع بزوغ فجر الدولة الاسلاميه في العام 1979، ولا في العراق كما تقول هذه "التاكيدات" العلميه، ولافي سوريا، كما تجزم النظريه العفلقيه، فمن اين جاء الاكراد، كل هذا الشعب في العقدين الاخيرين، هل نزلوا مع حبات الثلج على قمم كردستان، ثم ساحوا في الوديان مثل مياه النبع؟
او من اي اخاديد تقيأتهم الارض وهم يدبون على زاكروس باقدام كانها جذور مغروسه تحت الصخر؟
الغريب ان متفوه الجبهه التركمانيه يعترف ان الاكراد هم الاكثريه "اليوم" في اربيل، ممبررا ذلك بان النظام البعثي كان متعاطفا مع الكورد!
كما ان المستوطن الذي ما يزال يرفض - بفكر سلفي - اخلاء دار غيره يعترف هو الاخر بان كركوك "اليوم" ذات غالبيه كرديه، مبررا الخطأ الالهي بنتيجة الضروف الامنيه غير المستقره؟
وكذلك صاحبنا الخجول "دنحو"، هو الاخر يقر بان محافظة دهوك اليوم كرديه، وذلك نتيجة تامر الاكراد والبعث..!؟
و فضلا عن البعض الذي يدعى بان الاكراد لم يسكنوا، حتى الان في خانقين او سنجار او التون كوبري، او حتى قصبة جصان و بالاحرى لا اكراد في كردستان.
فمن اين جاء هذا الشعب ياترى، وفي العقدين الاخيرين؟ رغم الانفال والجينوسايد البعثي، ورغم التهجير، سواء لصحاري الجنوب، او لايران، ورغم الحصار على اللغه والفكر، والقرى التي تطوقها خمسة ملايين لغم، الحصار على الانسان الذي يقتل قواه الابداعيه. من اين حط الكورد على بلد قاري، لا منفذ له على بحر، او حدود مع بلد متحضر، فعلا هل نزلوا مع المطر؟
حسين القطبي
التعليقات