كنا كتبنا في إيلاف أكثر من مرة نناشد وليد جنبلاط بأن يعود إلى تراث أبيه كمال جنبلاط بعد أن قفز في ليل 14/15 آذار من ساحة الشهداء إلى ساحة رياض الصلح. طالبناه بالعودة إلى ساحة الحرية نظراً لخطورة القفزة التي قام بها في تلك الليلة المشؤومة نتيجة لحسابات خاطئة ومنها ربما رغبته الدفينة في إخراج الجنرال عون من ساحة 14 آذار.
خلال الأسبوع الأخير فقط أدرك جنبلاط العواقب الوخيمة لتحالفه مع حزب الله وحركة أمل وما جره ذلك التحالف على لبنان من تمزق في الصف الوطني، ومن إغتيالات معروفة ربما، وقد وجه أول من أمس مناشدته للجنرال عون بالعودة المشتركة إلى ساحة 14 آذار معترفاً له بالباكورية في الدعوة إلى الحرية والسيادة والإستقلال. ليس لدي أدنى شك في أن كل مخلص لقضية الشعب اللبناني الذي أبتلي بكوارث لم تكن من صناعته يرى كمال جنبلاط في ضريحه في المختارة يرمق ولده اليوم بعيون تفيض بالفرح، وهو ما يراه وليد أيضاً.
كلام البعث السوري وإيران بالأمس على وليد، المولود من جديد، لا يترك في النفس إلا الرضا لأن ذلك لا يعني إلا حقيقة عودة الولد إلى الوالد.
ما فاجأني حقاً من الهجوم المحموم على وليد بك هو النقد غير المبرر الذي صدر عن الأستاذ سليم الحص وهو الرئيس النزيه وعن عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية، سمير القنطار. دعا كلاهما وليد بك إلى العودة إلى التحالف مع أحزاب الطائفة الشيعية بزعم أنه تحالف قومي تحرري ؟!!
لعلنا نفسر دعوة سليم الحص على أنها لزوم ما يلزم أي من أجل تمييز خطه السياسي الذي لا يناصره الكثيرون. لكن ما عسانا نعلل دعوة سمير القنطار ؟ ربّ من يقول أن سمير لا يرى الأصابع السورية الإيرانية على زناد سلاح حزب الله خاصة وأنه معزول في السجن منذ أمد طويل وأنه يسمع الوعود المتتالية التي تقول بأن الأصبع اللبنانية على الزناد ستعمل على تحرير سمير القنطار.
أخي سمير ! لا يشعر مع الأسير إلا أسير مثله. أرجوك أن تشعر مع الأسرى اللبنانيين في السجون السورية. لئن كان بإمكانك أن تتصل بمختلف وسائل الإعلام اللبنانية من داخل السجون الصهيونية لتعبر عن رأيك بكل حرية، فإن رفاقك الأسرى في السجون السورية محرومون حتى من أسمائهم ويجري إنكارهم وإنكار وجودهم أحياء أم أموات ويعدون بالمئات وليس إثنين أو ثلاثة كما في السجون الإسرائلية.
اليوم يقول وليد جنبلاط لحزب الله ولحركة أمل أن من واجب السلطات اللبنانية تحرير مئات الأسرى في سوريا بالإضافة إلى تحرير سمير القنطار ورفيقيه.
تمنيت يا أخي سمير لو أنك لم تبعث أمس برسالتك إلى وليد جنبلاط وبقيت صامتاً ورمزا وطنياً لكل الحركة الوطنية اللبنانية دون أن تتحزب لأي حزب منها.
عبد الغني مصطفى
التعليقات